عند بحث الفتاة عن فارس أحلامها وزوجها في المستقبل، فإن الطول غالباً ما يكون مندرجاً في قائمة مواصفاتها وشروطها.

وقد أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «بلوس وان» وأُجريت حول المواصفات التي تتمنى المرأة توافرها في زوجها والرجل في زوجته أن للطول أهمية لدى الطرفين.

ويقول الدكتور جيرت ستولب الذي يحاضر في قسم علم النفس بجامعة جرونينجين في هولندا إن معظم الأزواج يكونون متقاربين في الطول.

 

وقد قام باحثون هولنديون خلال الدراسة بمقارنة أطوال زوجات وأزواج بريطانيين، فوجدوا من خلال البيانات التي استقوها من 12,500 زوج وزوجة أن طول الرجال يفوق طول النساء لدى 11,500 من الأزواج، في حين لم يتجاوز عدد النساء الأطول من الرجال 511 زوجة. أما الحالات التي كان فيها للزوج والزوجة الطول نفسه، فقد بلغت 425 حالة.

 

وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن النساء يفضلن أن يكون أزواجهن أطول منهن، بينما يفضل الرجال نساءً أقصر منهم.

وقد كشفت الدراسة الحالية أن 92,5% من الأزواج البريطانيين أطول من زوجاتهم، ما يدل بحسب الباحثين أن الأمر ليس محض صدفة، وإنما نتيجة تخطيط واختيار يسبقان عملية الاقتران.

وأفادت الدراسة أيضاً أن النساء يملن خلال بحثهن عن شريك الحياة إلى تفضيل الرجل الذي لا يفوقهن كثيراً في الطول، وذلك حتى يبدوان متناغمين ومنسجمين أكثر ويظهران كثنائي متجانس، وأملاً ايضاً في الحصول على أبناء وبنات بمواصفات جاذبية وقوة في إطار السعي الفطري لتحسين النسل.

وأشارت الدراسة إلى أن نسبة الأزواج الذين يفوقون زوجاتهم بنحو 25 سنتيمترا أو أكثر لا تتعدى 14%. ما يدل على أن اتساع فرق الطول بين الشريكين يبقى أيضاً أمراً غير مرغوب فيه من قبل النساء.

وقد سجل الباحثون في الوقت عينه أن الحالات التي يكون فيها الزوج أقصر من الزوجة تظل محدودة جداً، وأن الفرق في الطول فيها يكون طفيفاً جداً وليس واضحاً. ومن جهة أخرى، قال الباحثون إنهم وجدوا أن معدل زيادة طول الزوج البريطاني عن زوجته يتراوح بين 5 سنتيمرات و20 سنتيمتراً. ولم يفت الباحثين التنويه إلى أن أخذ عامل الطول في الاعتبار عند التفكير في الزواج موجود في الثقافة الغربية منذ فترة طويلة، لكن درجة أولويته تتفاوت من منطقة لأخرى.

ويعزو الدكتور ستولب شيوع النظرة الإيجابية لطول الرجل إلى عوامل ثقافية عديدة، من بينها كون المرأة تنظر إلى الرجل الأكثر بسطة في الجسم بأنه الأفضل والأكثر إشعاراً بالأمان والحماية.

ويرى ستولب أن ميل الرجال طويلي القامة في الغالب إلى التمتع بصحة جسمانية أفضل، وارتباط صورة عدد من المشاهير والأغنياء بطول القامة يزيد ترسيخ وتكريس أفضلية الرجل الأطول في عيون بنات حواء بشكل عام.

وفي الوقت الذي تهتم به النساء بطول شريك الحياة، فإن الرجال لا يأبهون كثيراً بدرجة قصر زوجاتهم عنهم.

ويختم ستولب تعليقه على نتائج الدراسة بالقول إن طول القامة من العوامل التي تحقق للرجل جاذبية أكثر، لكنه يضيف أن هناك عناصر جمالية وشخصية أخرى تلعب دوراً مهماً، وتوجه أولويات المرأة في اختيار زوجها.