تقول الدكتورة كاثرين زيراتسكي من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية إن ممارسة المشي يومياً تساعد في إنقاص الوزن، وذلك وفق المدة التي يقضيها الشخص في المشي، وتبعاً لنوع المشي، هل هو مشي سريع (هرولة) أو بطيء. لكنها تضيف أن إنقاص الوزن مشروط أيضاً بالنظام الغذائي الذي يتبعه المتمرن. فالحرص على تناول سعرات حرارية أقل وإدخال تغييرات غذائية متواصلة على نظام الأكل يُساعد في الواقع على إنقاص الوزن على نحو أسرع وأكثر فعالية من المشي. وفي حال القيام بالأمرين معاً، تكون النتيجة أفضل وأكثر إرضاءً.

وتشير كاثرين إلى أن مواظبة الشخص على ممارسة المشي السريع نصف ساعة كل يوم يؤدي إلى حرق أكثر من 150 سعرة حرارية يومياً. وحتى يتمكن المرء من إنقاص نحو نصف كيلوجرام أسبوعياً، فإن عليه أن يحرق 500 سعرة حرارية كل يوم. وكلما كانت وتيرة المشي أسرع وكانت الهرولة أقرب إلى الجري منها إلى المشي زاد عدد السعرات الحرارية المحروقة.

ومن أجل تحقيق أفضل النتائج من تمرين المشي يومياً، ينبغي أن يكون التمرين ذا مستوى شديد أو معتدل على الأقل. وطبعاً، فإن المصمم على إنقاص وزنه يجب عليه أن يتبع نظام مشي أكثر من معتدل، أي شديد، وأن يقضي أطول من نصف ساعة في اليوم، وذلك حتى يتسنى له حرق سعرات أكثر والتخلص من زوائده الدهنية والشحمية، لكن عليه أن يحرص على تعويض ما يفقده جسمه من سوائل وأملاح معدنية عبر الإكثار من شرب الماء وقياس نسبة الماء في جسمه على نحو أسبوعي تجنباً للإصابة بتكون حصي الكلي أو الجفاف أو غيره من المضاعفات التي قد تنجم عن قلة السوائل في الجسم. وتنصح الدكتورة كاثرين زائدي الوزن والبدناء بأن يحرصوا كذلك على قياس أوزانهم مرة واحدة أو مرتين كل أسبوع حتى يطلعوا على درجة تقدمهم في إنقاص الوزن عبر المشي.

 

وتنصح كاثرين كل الذين بدأوا حديثاً بالانتظام في ممارسة المشي أو أي نشاط بدني شبيه بأن يتدرجوا في التمارين ولا يكثفوا من حجمها إلا بعد قضائهم أسبوعاً أو أكثر، وبعد إحساسهم فعلياً بأن أجسامهم قادرة على زيادة شدة التمرين وكثافته.

 

وتنبه الدكتورة كاثرين إلى أنه عندما يصل الشخص إلى وزنه المنشود وينقص الكيلوجرامات المطلوبة، فإنه يجب عليه أن يواصل التمارين، مع تعديلها لتصبح أقل شدة. وهي ترى أن إنقاص الوزن ليس أمراً صعباً بحد ذاته، لكن الحفاظ على الوزن المنشود هو الأصعب. ولذلك فإنها لا تستغرب من الانتكاسات التي يتعرض لها طالبو إنقاص الوزن بعد توقفهم مباشرةً عند وصولهم للوزن المرغوب. وتشير دراسات كثيرة في هذا الصدد إلى أن الأشخاص الذين يحافظون على أوزانهم على المدى الطويل هم بالضبط أولئك الذين ينتظمون في ممارسة الرياضة، سواءً كانت مشياً أو غيره.