القارئ الألماني يقدم خيارات مختلفة من الألوان لتناسب كافة الأذواق
يحيى أبوسالم
مازال عشاق قراءة الكتب الورقية التقليدية غير مقبلين بشكل كبير على الكتب الإلكترونية الجديدة، ومازال هنالك حاجز وجدار كبير بين هؤلاء القراء ومثل الأجهزة التقنية والتكنولوجية الجديدة القادرة على إعطائهم تجربة قراءة إلكترونية أشبه إلى حد كبير بتجربة قراءة الكتاب الورقي التقليدي. ولعل أهم الأسباب في هذا البعد هو المتطلبات الكثيرة التي يتطلبها الكتاب الإلكتروني، بدايةً من السعر المرتفع، مروراً بسرعة نفاذ البطارية، وصعوبة حمل ونقل مثل هذه الكتب الإلكترونية. وهو ما جاء على عكسه جهاز الكتب الإلكتروني الجديد “تكستر بيجل”، الذي لا يتجاوز سعره 13 دولارا أميركيا.
رغم ما تقدمه الكمبيوترات اللوحية لمستخدميها من إمكانيات ووظائف، لم تكن متوفرة في الماضي القريب، ولم يكن الكمبيوتر التقليدي سواءً المحمول أو المكتبي قادر على تقديم أقل القليل منها. مازالت هذه الكمبيوترات اللوحية الذكية، تعاني من العديد من المشاكل الجوهرية، وخصوصاً فيما يتعلق بعمر البطارية، الذي لا يتجاوز العشر ساعات في أحسنها، قبل الحاجة إلى إعادة شحن الجهاز مرة أخرى. عدا عن أن أسعارها حتى في النوعيات قليلة الأداء أو النوعيات المصممة للقراءة فقط، مثل القارئ الآلي من أمازون الأميركية “كيندل”، لا تناسب الجميع ولا تجذبهم إليهما بسهولة. كل ذلك جعل العديد من المستخدمين يعزف عن هذه الأجهزة ولا يقتنع بسهولة لشرائها وتجربتها.
ميزات ومواصفات
مؤخراً أعلنت الشركة الألمانية تكستر/Txter، عن طرحها لأرخص قارئ للكتب الإلكترونية في العالم، والذي يأتي بسعر لا يتجاوز 13 دولارا أميركيا (أي أقل من 50 درهما إماراتيا)، ما يجعله أرخص بكثير من قارئ الكتب الإلكتروني الشهير من أمازون “كيندل” والذي يصل ثمنه إلى 70 دولارا أميركيا.
وقارئ الكتب الألماني الجديد “بيجل”، يمتاز بالعديد من الميزات والمواصفات الفنية التي لا تتوفر في الكثير من قارئات الكتب الإلكترونية. حيث يعمل القارئ بيجل عن طريق بطاريات من نوع “AAA” قابلة للاستبدال، على عكس الأجهزة الأخرى المنافسة، التي تحتوي على بطارية داخلية مدمجة. بمعنى أن الجهاز لا يحتوي على وصلة لشحن البطارية، ويكفي استبدالها عند نفاذها. وبحسب الشركة المصنعة للقارئ الإلكتروني، فإن بطاريات الجهاز قادرة على تشغيله لمدة عام كامل، بمعدل قراءة 12 إلى 15 كتاب في العام الواحد. ولعل ما يفسر السعر المنخفض للجهاز، هو عدم تزويده بتقنية الواي فاي أو الجيل الثالث للإنترنت، كالتي يوفرها جهاز كيندل من أمازون.
ويمتاز القارئ الإلكتروني بشاشته الصغيرة التي تعمل باللمس، والتي تبلغ 5 إنشات، والتي تعتبر أصغر من حجم شاشة الهاتف الهجين جالاكسي نوت 2 التي تصل شاشاته إلى 5,5 إنش، وأصغر أيضاً من شاشة القارئ الإلكتروني كيندل من أمازون، والذي تصل شاشاته إلى حجم 6 إنشات. كما تمتاز شاشة القارئ بيجل بتقنية “إيه إنك” التي تأتي بثمانية مستويات تدرج في اللون الرمادي، على العكس من ما تقدمه شاشة القارئ كيندل من أمازون، والذي يأتي بضعف مستوى التدرج في اللون الرمادي من القارئ بيجل.
كما تمتاز شاشة الجهاز الألماني بوضوح جيد يصل إلى (800x600) بكسل، وهو وضوح نفس شاشة كندل، إلا أن ضغط وكثافة الألوان في بيجل، يصل إلى 200 بكسل لكل إنش، مقارنة بكثافة شاشة كيندل التي تصل إلى 167 بكسل لكل إنش، وذلك لفرق حجم الشاشة في كلا الجهازين. هذا الفرق في حجم الشاشة ميز جهاز بيجل وجعله أسهل في الحركة والتنقل، حيث يأتي بوزن لا يتجاوز 128 جرام مع البطاريات، مقارنة بوزن 170 جراما لجهاز كندل.
كما يأتي القارئ الألماني الجديد، بذاكرة تخزين داخلية عالية السرعة من نوع “Sold-State Storage”، وبحجم 4 جيجابايت، بما فيها نظام التشغيل الخاص بالقارئ. ويمكن للجهاز تخزين لغاية 5 كتب كبيرة بشكل موقت، وبمختلف الصيغ المتوفرة وعلى رأسها “PDF, ePub”.
الجهاز الأفضل
يمكن للجهاز عرض الصفحات بشكل عالي الوضوح وكأنه يعرض صور من نوع “Bitmap”، الأمر الذي يعطي المستخدم قراءة أكثر وضوحاً ودقة أعلى في النصوص والصفحات، مع الأخذ بعين الاعتبار كبر حجم الصفحات والكتب بشكل واضح مقارنة بجهاز كيندل الذي يستوعب لغاية 1400 كتاب على ذاكرته التي تأتي بالقياس في جهاز بيجل.
ويأتي القارئ الإلكتروني بيجل بنظام خاص ومخصص من قبل الشركة مبني على نظام التشغيل أندرويد. كما ويأتي الجهاز مزوداً بتقنية البلوتوث، التي تمكنه من الاتصال بأي جهاز أخر مزود بهذه التقنية، وذلك لنقل الكتب منه وإليه.
وتعد القارئات الإلكترونية رغم عدم انتشارها بسرعة وعدم كثرة الأنواع المختلفة منها، الأجهزة الأفضل للمستخدمين الراغبين في قراءة الكتب بشكل مستمر. ومثل هؤلاء، قد لا تناسبهم الكمبيوترات اللوحية مختلفة الأشكال والأنواع والموديلات، وذلك لأن هذه الأخيرة رغم ما تقدمه من ميزات وإمكانيات كثيرة للمستخدمين، وبغض النظر عن أسعارها، تعاني من مشاكل عمر البطارية، وتجعل المستخدم يعاني من الصداع وآلام الرأس خلال تركيزه على الشاشة عالية الإضاءة والساطعة والغنية بالألوان لفترات طويلة.
ولذلك فإن القارئات الإلكترونية مثل بيجل الألماني أو كيندل الأميركي، تعد الخيار المناسب للأشخاص عشاق قراءة الكتب، والراغبين في نقل عملة القراءة هذه من الكتب والصفحات الورقية إلى الكتب والصفحات الرقمية “الإلكترونية”، عبر هذه الأجهزة الإلكترونية القادرة على قراءة معظم صيغ الكتب الإلكترونية المختلفة، والتي توفر تجربة قراءة إلكترونية أشبه إلى حد كبير من قراءة الكتب التقليدية.
ومع القارئ بيجل الذي يمتاز بأنه أرخص قارئ إلكتروني في العالم حيث يأتي بسعر أقل من خمسين درهم إماراتي، وبفضل قدرته على استخدام البطاريات من نوع AAA، واستبدالها فور نفاذها بسهولة، والقادرة على العمل لمدة سنة كاملة قبل الحاجة للاستبدال، وبفضل وزنه الذي يعتبر الأخف في العالم بين قارئات الكتب الإلكترونية الأخرى. ويعد بيجل من شركة تكستر الألمانية، قارئ الكتب الإلكتروني المثالي للعديد من الأشخاص الراغبين في البدأ في تجربة الكتاب الرقمي والانتقال إلى هذه النوع الإلكتروني من الصفحات.
ساحة النقاش