الشبكة الأميركية تنجز صفقتين أوروبيتين في وقت واحد
بتزامن لافت نفذت شركة “ديسكوفري” التلفزيونية والإعلامية الأميركية عمليتي زحف واسعتين في أوروبا، الأولى أدخلتها سوق الدول الاسكندنافية من أبوابها الواسعة، وفي الثانية أسست قاعدة لتحالف مع مجموعة فرنسية من باب المحطة الرياضية الشهيرة “أوروسبورت”.
الصفقة الأولى وصفت بالأكبر التي تفوز شبكات الكيبل التابعة لاتصالات ديسكوفري حيث باتت تملك الآن الأصول الاسكندنافية للعملاق التلفزيون الألماني “بروسيبيين ست 1”، وذلك في بيع علني قدرت قيمته بـ 1,7 مليار دولار ما سيوسع أعمال ديسكوفري الدولية التي تمثل مفتاحا أساسيا لمسار نمو الشركة الأميركية.
وقالت ديسكوفري إن هذا الاتفاق سيدعم النمو على المدى البعيد في أسواق التلفزيون (الأوروبية) الشمالية القوية، ويوسّع حزمتها من العلامات بإضافة خدمات الترفيه العام والبرامج الرياضية والمتخيلة وهي خدمات تقدمها ديسكوفري للمرة الأولى. وينتظر حصول الصفقة على موافقة الجهات القانونية المعنية وإخضاعها للمراجعة في بدايات العام المقبل.
وتشمل أصول “بروسيبيان” الشمالية المعروفة رسميا بـ “أس بي أس للإرسال” شبكات تلفزيون ومحطات راديو في الدانمارك والسويد والنرويج وفنلندا. وسوف يضاف إليها مشاريع أعمال إرسال بث إعلانية إضافة إلى التركيز التقليدي للشركة على الشبكات التلفزيونية المدفوعة.
أما العملية الثانية، فإنها جمعت مجموعتي أوروسبورت وديسكوفري، وجمعت معهما 1,8 مليار مشترك في 217 بلدا، وأرست بين الاثنتين فرص تآزر وتكامل في مجالات المحتوى وفي فرص التنمية والتطوير.
واعتبر الاتفاق صفقة موفقة للقناة الفرنسية الخاصة “تي اف 1” صاحبة أوروسبورت وسط الكثير من التساؤلات المهنية والتعليقات المحلية التي رافقت إعلان المجموعة المرئية-المسموعة الفرنسية عن أنها كانت بدأت عقد مفاوضاتها مع ديسكوفري الأميركية في بداية نوفمبر.
ويفترض توقيع العقد رسميا في الأسابيع المقبلة، وهو ينص على أن تستحوذ ديسكوفري على حصة مقدارها 20% في رأسمال قناة أوروسبورت بصفقة قيمتها 170 مليون يورو. كما سيكون بوسع المجموعة الأميركية من خلال خيار متفق عليه، بأن ترفع مشاركتها هذه إلى 51% من الرأسمال. كذلك يتيح الاتفاق لديسكوفري أن تصبح مساهما في القنوات التلفزيونية المدفوعة الشقيقة للقناة الرياضية وهي “تي في بريز”، و”لايستوار” و”اوشيوا” لعالم البحار.
وتأمل المجموعة الفرنسية أيضا أن تستنبط لنفسها دروسا جديدة من وراء توسع أوروسبورت. فالقناة الرياضية وهي ذراعها الوحيد النشط دوليا، باتت الآن حاضرة في 59 بلدا، بينما ديسكوفري حاضرة في 217 بلدا، ويفترض بالاتفاق أن يفتح أمام “تي اف1” ومحطاتها المختلفة السوق الأميركي على الأخص.
وستحقق أوروسبورت جراء هذه الصفقة فوائد جمة جديدة علما أنها تعتبر أساس قوة المجموعة الفرنسية مع نمو متوسط في حجم الأعمال يتراوح بين 5 و6 % سنويا.
فالشراكة الجديدة تعود عليها كذلك بـ 850 مليون يورو أي أبعد جدا من تقديرات المحللين. كما إن الاتفاق يمكّن المجموعة الفرنسية من نفاذ قنواتها المدفوعة إلى الكاتالوج الغني لديسكوفري في مجال المحتويات الوثائقية.
ساحة النقاش