باسم سمرة وريهام عبد الغفور في مسلسل «الريان» الذي شارك في كتابته الصحفي حازم الحديدي
سعيد ياسين - تشهد الدراما التلفزيونية منذ فترة اتجاه عدد كبير من الصحفيين إلى كتابة القصة والسيناريو والحوار للعديد من المسلسلات، والبعض يرى أنهم يمتلكون موهبة تؤهلهم لخوض التجربة، فيما يرى آخرون أن أعمال غالبيتهم لا تحقق النجاح المرجو.
محاولات ناجحة
أوضح عدد من النقاد أن محاولات بعض الصحفيين تنجح، نتيجة الاستثمار الجيد لعلاقاتهم الوطيدة بجهات الإنتاج الحكومية أو الخاصة وأيضاً بالنجوم والمخرجين، حيث قال المؤلف سمير الجمل الذي قدم من قبل عدداً من الأعمال الفنية منها أفلام «كريستال» و«ضربة جزاء» و«لصوص 5 نجوم» ومسلسلات «الغالب والمغلوب» و«لعبة القرية» و«النهر والتماسيح»، ويصور له قريباً مسلسل «محمد صلى الله عليه وسلم» إن القاعدة التي كانت موجودة قديماً أن أغلب الصحفيين كانوا يكتبون القصة أو السيناريو والحوار ومن هؤلاء كامل الشناوي ومصطفى أمين وفتحي غانم ويوسف إدريس وأنيس منصور وأحمد رجب وإحسان عبد القدوس، وكان الطبيعي أن يكون الصحفي كاتباً، والعبرة ماذا يكتب لأننا لا نستطيع أن نغلق الباب أمام أي مهني.
وأوضح أن الصحفي الذي يرتكز على علاقاته ليسوق نفسه كمؤلف، لا يعيش درامياً حتى لو اشتهر، وتوقف أمام أبرز الصحفيين الذين اتجهوا إلى التأليف مؤخراً، وقال: أرى أن حازم الحديدي كاتب سيناريو «تيتو» لأحمد السقا، و«هالة والمستخبي» لليلى علوي، وشارك في كتابة «الريان» لخالد صالح، موهوب، وأتمنى أن يحافظ على موهبته ويكون سيد قراره ولا ينبهر بمجرد التواجد فيقدم أي شيء، وهناك آخر بدد موهبته في أعمال سينمائية لا قيمة لها، قدم مسلسلاً عن أهل القاهرة بمهارة كبيرة.
أما المؤلف محمد حلمي هلال، فقال: كثير من كتاب الصحف، وخاصة مسؤولي الصفحات الفنية بالمجلات والصحف، تركوا أشغالهم رغم أهميتها ولجأوا بحكم علاقاتهم بالنجوم وشركات الإنتاج إلى كتابة السيناريو، وكل ما يتطلبه الأمر أن تشاهد فيلماً أجنبياً وتحوله إلى بضعة أوراق، وهو ما جعل كتاب السيناريو في مصر أكثر من الممثلين والمخرجين، وتزامن هذا مع موجة حالة تدني المستوى، التي باتت تجتاح حياتنا في بعض المجالات، في الأغنية والمسرح والتلفزيون وفي تقديم البرامج التلفزيونية، حيث أصبحت بعض البرامج التي يقدمها الصحفيون على شاشات الفضائيات، ظاهرة لافتة للنظر وكل صحيفة لا بد أن تكون لها حصة من برامج بعض القنوات الفضائية، مشيراً إلى أن للعمل التلفزيوني حرفياته وأصوله وقواعده، كي لا نصل إلى حالة عامة من الفشل والفوضى وانعدام الموهبة.
معايير الجودة
وبين الناقد رامي عبدالرازق أنه لا يستطيع أحد أن يمنع أي شخص سواءً كان صحفياً أو من خارج الوسط أن يكتب، وقال: ما يحدد الجودة هو ما يكتبه، والسيناريو حرفة أكثر حرفية من الرواية، وله قواعد علمية صارمة، وهناك أفكار كثيرة تدعم فكرة النص السينمائي أو الدرامي، ولو توافرت هذه القيم في نص فسيكون جيداً، سواءً كان صاحبه صحفياً أو ناقداً، ولكن أن يتحول الأمر إلى اتجاه بعض الصحفيين إلى التأليف لأن عائد التأليف أكبر من عائد الصحافة، فإن ذلك هو الخواء والخطر. وطالب الصحفيين الذين يريدون الاتجاه إلى التأليف بالالتحاق بورش سيناريو لكتابة وعرض أفكارهم على كتاب متخصصين.
أما الناقد سامي كمال الدين، فيرى أن وراء هذه الظاهرة علاقات عامة وليس إبداعاً وكتابة وحرفية، وقال: بالتأكيد هناك بعض الموهوبين من الصحفيين لديهم خيال روائي في تقديم أعمال متميزة، لكن هناك من يسعى إلى التواجد والشهرة وجمع المال، من خلال بناء علاقات جيدة بالمصادر، لتقديم أعمال لهم قد يشاركهم البعض في كتابتها من دون ذكر اسمه، وهذه المسألة أدت إلى رداءة الإنتاج الدرامي المصري، مقارنة بالتركي والسوري.
ساحة النقاش