لا تنتهي آثار الشخير بمجرد الاستيقاظ من النوم، بل إنها قد تبدأ. فالشخير يؤدي إلى الشعور بالوهن والخمول في الصباح وصداع الرأس وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الاضطرابات والمشاكل الصحية، لكن أخطر شيء يسببه الشخير هو انقطاع التنفس خلال النوم. ما يدحض أي الشائع لدى بعض الناس بأن الشخير مشكلة صحية بسيطة خالية من المخاطر. فقد أظهرت أكثر من دراسة أن هذه المشكلة الصحية يمكن أن تشكل خطورة حقيقية على الإنسان. وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن أكثر من 18 مليون أميركي يعانون من مشكلة انقطاع التنفس خلال النوم بسبب الشخير.
وتتمثل هذه المشكلة كما هو معروف بعجز الإنسان عن مواصلة التنفس بشكل متكرر خلال استغراقه في النوم ليلاً بسبب الانسداد المفاجئ لمسالكه الهوائية جزئياً أو كلياً. ويحدث هذا غالباً عندما تسكن عضلات الفك والحنجرة واللسان وترتاح، ما يؤدي إلى وقف مرور الهواء اللازم لمواصلة الإنسان عملية الزفير والشهيق. وقد يدوم نقص الأوكسجين دقيقة واحدة أو أكثر، كما قد يحدث مئات المرات في كل ليلة.
ولحسن تصاريف القدر أن معظم الناس يستيقظون عندما تنقطع أنفاسهم خلال النوم، لكن صحوهم المتكرر كل ليلة بسبب ذلك يستنزف قواهم وينهكم كثيراً، ما يجعلهم يستيقظون كل صباح على مضض بسبب شعورهم بعدم نوم ما يكفي من الساعات. وقد وجدت إحدى الدراسات الحديثة علاقة بين سببية بين انقطاع التنفس خلال النوم وعدد من المشاكل الصحية من قبيل الارتجاع الحمضي والاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول في الحمام وضعف الذاكرة والسكتات الدماغية والكآبة والسكري والجلطات القلبية، خصوصاً إن كان عمر الشخص الذي يصاب بانتظام بانقطاع التنفس خلال النوم يتعدى 35 سنة. فأصحاب هذه الفئة العمرية معرضون أكثر للجلطات والسكتات وباقي الأعراض الصحية.
ويعترف الفاعلون في قطاع الرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأميركية أن عيادات اضطرابات النوم وعلاج الشخير تكلف الأميركيين ملايين طائلة كل سنة، خصوصاً أن كل زيارة لتلقي العلاج من اضطراب النوم يكلف مبلغاً قد يصل إلى 5000 دولار للجلسة الواحدة. ويحدد أطباء علاج انقطاع التنفس خلال النوم عادة الأدوية والعلاجات بعد تحليل بياناتهم الشخصية، وبعد أكثر من جلسة تشخيصية. فتجد منهم من يوصي بارتداء قناع يجبر الهواء على الاندفاع باتجاه الأنف والفم خلال النوم بهدف إبقاء المسالك الهوائية مفتوحة، ومنهم من يذهب أبعد من ذلك ويوصي بإجراء عمليات جراحية.
وقد كشفت دراسة جديدة نشرت في العدد الأخير من مجلة “طب النوم السريري” عن ابتكار بديل علاجي هو عبارة عن طوق لاصق فعال يوضع على الذقن. وقد أنجز هذه الدراسة باحثون من قسم طب النوم بكلية فيرجينيا الشرقية للطب. ويقوم هذا الطوق بدعم الفك السفلي واللسان، ويمنع انسداد المسالك الهوائية. وهو مصنوع بالاعتماد على تقنية عالية، مع ضمان خفة وزنه حتى لا يزعج النائم في كل وضعيات النوم.
وقد استخدم هذا الطوق اللاصق على الذقن آلاف الأميركيين إلى الآن، ومعظمهم أكدوا في استطلاعات رأي أُجريت عقب اعتماد هذا العلاج إلى أن جودة نومهم تحسنت وأن معاناتهم مع انقطاع التنفس المتكرر خلال النوم تراجعت بشكل كبير. كما أقر عدد آخر منهم أنه تخلص من مشكلة انقطاع التنفس بشكل نهائي.
ساحة النقاش