تشيع الأمثال بين الناس فيستعملونها في مناسبتها ووقتها، فهذه الأمثال نسجت من واقع المجتمع، فصاغ الناس أمثالهم من طبائعهم ومن ظروفهم المحيطة، فالأمثال صورة واضحة للقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد السائدة، وكذلك هي نقد اجتماعي، فيه المضحك، والمبكي، والساخر والمضحك المبكي، وتعرف المجتمعات وطريقة تفكيرها من خلال أمثالها، خاصة تلك التي تتناول الطبائع. يقال: فلان «أسمع من قراد»، والقردان تكون عند الماء، فإن قربت الإبل منهم تحركت وانتعشت، فيستدلون بذلك على إقبال الإبل. و«أسمع من فرس و«أحزم من فرخ العقاب»، وذلك أنه يكون في عرض الجبل فلا يتحرك فيسقط. و«أحلم من حية و«أهدى من قطاة وحمامة و«أخف رأساً من الذئب» و«أنوم من فهد» و«أظلم من حية»، وذلك لأنهم تدخل حجرة الحشرات وتخرجها.

 

و«أحذر من غراب» و«أصنع من تنوط» وهو طائر يصنع عشاً مدلى من الشجر. و«أصنع من سرفة» وهي دويبة تعمل بيتاً من قطع العيدان. و«أسرق من زبابة» وهي فأرة برية. و«أسرق من كندش» وهو العقعق؛ ويقال أيضاً: «أحمق من عقعق» لأنه من الطير الذي يضيع فراخه. و«أخرق من حمامة» وذلك لأنها لاتجيد عمل العش فربما وقع البيض فانكسر.

 

قال عبيد بن الأبرص:

عيوا بأمرهم كمــــــــا عيت بيضتها الحمامه

جعلت لهم عودين من نشمٍ وآخر من ثمامـــه

يقول: قرنت النشم بالثمام وهو ضعيف فتكسر ووقع البيض فانكسر. وقيل إن المسيح عليه السلام قال للحواريين: كونوا حلماء كالحيات وبلهاً كالحمام. و«أعق من ضب»، لأنه يأكل ولده من الجوع و«أبر من هرة»، وهي تأكل ولدها من شدة محبته. و«أروغ من ثعلب»، و«أموق من رخمة» و«أزهى من ذباب» لأنه يقع على أنف الملك وتاجه. و«أصنع من الذبر»، وهي النحل. و«أسمح من لافظة»، ويقال: هي العنز تسمح بالحلب، ويقال: الرحا، لأنهم تلفظ ما تطحنه لا تحبس منه شيئاً. و«أصرد من عين حرباء» و«ألح من الخنفساء» و«أخيل من مذالة»، وهي الأمة تهان وهي تتبختر. و«أحلم من فرخ الطائر و«أكيس من قشة»، وهي القردة. و«أجبن من صافر»، وهو ما صفر من الطير، ويقال هو: الصافر بالمرأة للريبة. و«أنم من صبح» و«أبعد من بيض الأنوق»، والأنوق: الرخمة تبيض، في أعالي الجبال والشواهق حيث لا يبلغه سبع ولا طائر. و«أشجع من ليث عفرين»، قال بعضهم: هو الأسد، كأنه قال: أشجع من ليث ليوث تعفر من نازعهم وتصره.

المتنبي:

بذا قضَتِ الأيّامُ ما بَينَ أهْلِهَا مَصائِبُ قَوْمٍ عِندَ قَوْمٍ فَوَائِدُ

وَمن شرَفِ الإقدامِ أنّكَ فيهــــِمِ على القَتلِ مَوْمُوقٌ كأنّكَ شَاكِدُ

وَأنّ دَماً أجرَيْتَهُ بكَ فَاخـــــــِرٌ وَأنّ فُــــؤاداً رُعْتَهُ لكَ حَامِدُ

وَكلٌّ يَرَى طُرْقَ الشّجاعَةِ والنّدى وَلكِنّ طَبْعَ النّفْسِ للنّفسِ قائِدُ

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,191,242