الهاتف يأتي بشكل جديد وشاشة قياس 6,3 ومعالج مركزي بسرعة 2 جيجاهيرتز
يحيى أبوسالم
من المؤكد أن الشائعات التكنولوجية والتقنية، باتت اليوم جزءاً من الحقيقة. ومثل ما للإعلانات من تأثير جوهري على قرارات المستخدمين والمستهلكين للأجهزة التقنية، أصبحت الشائعات وما تتناقله المواقع الإلكترونية من أخبار ومعلومات، وخصوصاً المتعلقة بمنتج تقني أو إلكتروني معين، تتمتع بالتأثير نفسه على قرارات المستخدمين. وهي السياسة التي بدأ باتباع خطواتها الكثير من الشركات العالمية لبث معلومات معنية عن منتج جديد لها عبر قنواتها الخاصة، ونشره في وسط الإنترنت والمواقع الإلكترونية، ليجوب الكرة الأرضية بلمح العين، طالت مؤخراً الهاتف الكوري الهجين «جالاكسي نوت»، وأكدت أن النسخة 3 منه ستكون مختلفة تماماً عن النسخ الحالية، وأنها ستغير مفهوم الهواتف الذكية.
مؤخراً نشرت الكورية سامسونج فيديو ترويجياً لا تتجاوز مدته 18 ثانية، وذلك استعداداً لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي سيقام في الـ 8 من يناير المقبل، في لاس فيجاس الأميركية. وبينت «الكورية» من خلال مقطع الفيديو هذا، بأن العالم ينتظر أحداثاً مهمة خلال 2013. وما هي إلا أيام قليلة فقط وإذا بالعديد من الشائعات بدأت بالحديث عن أن سامسونج ستقوم بالإعلان عن نسخة جديدة من هاتفها المتفوق، جالاكسي إس 3، وأن هذه الأخيرة تأتي بمواصفات وميزات جديدة تماماً لم يسبقها إليها أي من الهواتف الذكية عالية الأداء.
ويبدو أن الشائعات لم تتحدث فقط عن هاتف إس 4 جديد، بل تجاوزته لتطال الهاتف الهجين من نوع «فابلت»، جالاكسي نوت، حيث أكدت العديد منها أن الكورية سامسونج بدأت بالفعل العمل على نسخة ثالثة من هاتفها الذكي والهجين هذا، وستأتي هي الأخرى بمواصفات وميزات جديدة، لم يراها المستخدم في النسختين السابقتين، كما أن حجم الشاشة فيها، والذي هو يمكن اعتباره قاسماً مشتركاً بين الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، سيأتي في جالاكسي نوت 3 بحجم جديد قد يتجاوز 6 إنش.
وعلى الرغم من أنه لم يمض 5 أشهر على طرح الكورية سامسونج للنسخة الثانية من هاتفها الهجين جالاكسي نوت، إلا أن الشركة، وعلى ما يبدو، قد بدأت بالفعل بالتجهيز للنسخة رقم 3 من هذا الهاتف.
والسؤال ما الجديد الذي ستأتي به الكورية سامسونج في نسختها الثالثة؟
أولاً: بخصوص ميزات ومواصفات نوت 3: على الرغم من أن ميزاته ومواصفاته بشكل عام غير معروفة حتى هذه اللحظة، إلا أن صحيفة «كوريا تايمز»، أشارت منذ فترة، إلا أن الكورية سامسونج تقوم حالياً بتقليل استثماراتها وإنتاجها من الشاشات بنوع «إل سي دي». وأن التوجه العام لها، هو في إنتاج الشاشات من نوع «إل إيه دي»، والشاشات العضوية «أو أل إيه دي». بالإضافة إلى تأكيدها أن النسخة 3 من جالاكسي نوت، ستأتي بشاشة كبيرة الحجم، عضوية من نوع «أو أل إيه دي»، قياس «6,3» إنش، وبوضوح فائق، يصل إلى (1920x1080) بكسل. بمعنى أنها ستكون أكبر وأوضح من شاشة الهاتف الحالية التي تأتي بحجم 5,5 وبوضوح عالٍ يصل إلى (1280x720) بكسل.
واللافت أن الشاشة، وعلى الرغم من كبرها، والذي سيجعلها أكبر شاشة في العالم مصممة لهاتف ذكي، لن تجعل الهاتف يكبر بالمعنى الطبيعي، بل ستبقيه في حجم النسخة الحالية، وربما أكبر بعض الشيء، وذلك لأن حجم الزيادة، والذي يقدر بـ «0,8» إنش، لن يكون في الشاشة فقط، بل سيكون على حساب هيكل وإطار الهاتف نفسه.
وستستخدم سامسونج تقنيات «الزاوية إلى الزاوية»، في جالاكسي نوت 3، بمعنى أنك لن ترى إطاراً جانبياً يحيط بشاشة الهاتف الجديد، وحتى الزوائد من الأعلى والأسفل، فقد يتم التخلي عنها أو تصغيرها للحد الأقصى، لتكبير حجم الشاشة لأقصى درجة ممكنة، مع الحفاظ على صغر حجم الهاتف قدر الإمكان. وإن النسخة الجديدة من هاتف نوت، قد تأتي بمعالج مركزي جديد، من المؤكد أنه سيكون مبنى على شريحة «كورتيكس إيه 15» الجديدة، رباعي الأنوية وبسرعة قد لا تقل عن 2 جيجاهيرتز. وبحسب بعض الشائعات، فإن الشركة قد تأتي بمعالج سداسي أو ثماني الأنوية، يمتاز بتقنية «السبات» في حال عدم الاستخدام أو يستخدم بعض الأنوية وليس جميعها في حال العمل على الهاتف بشكل تقليدي، وفي حال تشغيل الألعاب أو التطبيقات التي بحاجة إلى قوة المعالج، يقوم هذا الأخير بتشغيل الأنوية كافة للتعامل معها.
وبعض الشائعات تحدثت عن أن الهاتف سيأتي مزوداً بذاكرة داخلية عشوائية من نوع رام، بحجم كبير يصل إلى 3 جيجابايت. بالإضافة إلى أن ذاكرة التخزين الداخلية قد تأتي بضعف حجم ذاكرة التخزين الاختيارية القصوى، في هاتف نوت 2، والتي قد تصل إلى 128 جيجابايت كحد أقصى أو 32 جيجابايت كحد أدنى. هذا بالإضافة إلى أن بعض المصادر أكدت أن النسخة الجديدة من الهاتف لن تكتفي بكاميرا خلفية بحجم 8 ميجابكسل، بل ستأتي بحجم جديد قد يصل إلى 12 أو 16 ميجابكسل، وتمتاز بتقنيات حديثة تجاري بها التقنيات المستخدمة في الكاميرات الاحترافية، بالإضافة إلى كاميرا أمامية بحجم 3 أو 4 ميجابكسل.
وبخصوص تقنيات الاتصال بالإنترنت والشبكات، فمن المؤكد أن الهاتف سيأتي بآخر ما توصلت به هذه التكنولوجيا من تقنيات، وعلى رأسها تقنية البلوتوث الجيل الخامس، وتقنية الاتصال قريب المدى NFC، والاتصال بالإنترنت عبر الجيل الرابع وتقنية LTE. بالإضافة إلى استخدام مدخل «يو أس ب» السريع 3,0 وغير ذلك من تقنيات. هذا بالإضافة إلى أن بطارية الهاتف من المتوقع أن تأتي بسعة تخزينية تتجاوز 4000 ملي أمبير.
كما أن بعض المصادر غير المؤكدة أوضحت أن شركة جوجل الأميركية بصدد الإعداد لنسخة جديدة من نظام تشغيلها أندرويد، ستأتي تحت الاسم «كي لايم باي» والرقم 5,0. ويتوقع أن يكون الهاتف الكوري الهجين المقبل، هو أول الهواتف الذكية التي تستخدم هذه النسخة من نظام التشغيل. أضف إلا ذلك أن هنالك شائعات تحدثت عن عزم الكورية سامسونج عن تحديث برامجها التي تتعامل مع القلم الإلكتروني، وإنتاج برامج وتطبيقات جديدة تتوافق معه. أما بالنسبة لشكل الهاتف، الخارجي فبعض الشائعات أكدت أنه سيأتي بتصميم مختلف عن النسخ السابقة، وأن المصمم العالمي «إيريكا يوزم»، هو من سيقوم بتصميم النسخة 3 من جالاكسي نوت، والتي قد تأتي تحت اسم جديد هو «جالاكسي نوت اكس».
ثانياً: بخصوص موعد الطرح: من المؤكد وبغض النظر عن ما تناقلته الشائعات حول النسخة الثالثة أو «اكس» من جالاكسي نوت، فإن شركة سامسونج لن تطرح الهاتف قبل الربع الثالث من العام المقبل 2013، أي أننا قد نبدأ بالسماع عن مواصفات الهاتف الحقيقية، والتي ستؤكدها الشركة في بداية الصيف المقبل، ولن يتمكن عشاق هذه الهواتف الهجينة، من الحصول على نسخة من هاتفهم هذا قبل أغسطس المقبل، وهو التاريخ نفسه الذي طرحت به الكورية سامسونج النسخة الثانية من نوت 2. وذلك حتى تتمكن من تحقيق أقصى ربح ممكن من هذه النسخة، ولتتمكن أخذ وقتها الكافي لإنتاج النسخة الجديدة من جالاكسي نوت، بأفضل المواصفات والتقنيات المتوافرة، وخصوصاً أن عملية إنتاج شاشة بقياس 6,3 إنش من نوع «أو أل إيه دي»، ليست بالعملية السهلة والبسيطة.
ثالثاً: بخصوص السعر: قد يكون عصر الهواتف الذكية باهظة الثمن قد انتهى، باستثناء الهواتف الحصرية أو ذات النسخ المحدودة. حيث إن الهواتف الذكية الحالية على الرغم من اختلاف أنواعها والشركة المصنعة لها، باتت تتراوح أسعارها ما بين 2200 درهم إلى 3000 درهم، وذلك لأقل النسخ المتاحة من حيث حجم ذاكرة التخزين. وهو الأمر الذي على ما يبدو شكل سياسة واضحة، انتهجتها واتبعتها أغلب الشركات العالمية المنتجة للهواتف الذكية. وذلك لتتمكن من الدخول في سوق الهواتف الذكية الكبير، الذي لم تعد به الغلبة للمواصفات والميزات والشكل الخارجي، بل أصبح سعر الهاتف، يلعب دوراً مهماً في توجيه المشتري وتحديد قرار الشراء الخاص به، لكثرة المعروض وتشابهه الكثير في الشكل والميزات والمواصفات.
هل أنتظر جالاكسي نوت الجديد؟
في الوقت الحالي لم يعد انتظار هاتف أو جهاز تكنولوجي لحين طرحه في الأسواق أمراً مجدياً، حيث إن عملية الانتظار قد تجعلك تفقد العديد من الأمور، ولعل أهمها هو التعرف إلى ما تقدمه الأجهزة الذكية من تقنيات وميزات وابتكارات، وعلى المستويات كافة. فعملية تأجيل شراء منتج تكنولوجي لحين طرح نسخة جديدة منه، ستبقيك في المؤخرة دائماً، وحتى ولو افترضنا أنك قبلت أن تبقى في آخر الطابور، ورغبت في انتظار طرح جالاكسي نوت 3، الذي يتوقع له أن يرى النور في نهاية صيف 2013، فلحين هذه الفترة ستسمع عن تقنيات وابتكارات جديدة، قد لا يأتي بها هاتفك المنتظر.
ساحة النقاش