غالباً ما يُلقى اللوم على السعرات الحرارية في زيادة الوزن أو البدانة. إذ يتردد منذ أن أصبحت زيادة الوزن والسمنة ظاهرة طاغية في المجتمعات الحديثة أن أي اختلال في ميزان عدد السعرات الحرارية المستهلكة والمحروقة قد يؤدي إلى اختلال لياقة الجسم. غير أن بعض خبراء الرعاية الصحية بدأوا مؤخراً يشككون في مدى دقة هذا الادعاء العلمي، لا سيما مع ظهور عوامل أخرى تؤثر على وزن الجسم.

وكشفت دراسات على سبيل المثال عن أن الناس الذين ينامون أقل من ست ساعات يومياً أو أكثر من ثماني ساعات معرضون أكثر لزيادة الوزن أو السمنة. وأشارت دراسة أخرى سابقة أن العوامل التي تؤثر على أوزاننا قد تبدأ حتى قبل أن نولد. فالأطفال الرضع الذين تنجبهم أمهات لم يحصلن على كميات كافية من المغذيات خلال فترة الحمل معرضون هم أيضاً لزيادة الوزن في مراحل لاحقة في حياتهم.

وحول حجم استهلاك السعرات الحرارية، أظهرت دراسة حديثة أن استهلاك السكر يرفع مخاطر الإصابة بالسمنة أكثر لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية وراثية مسبقة للإصابة بالبدانة. وأفادت دراسة أخرى أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسب قليلة من الدهون يؤدي إلى تخفيض معدل الاستقلاب الأساسي أكثر من النظام الغذائي قليل الكربوهيدرات. وفي هذه الحالة، لا يعود هناك اختلافات واضحة في النظام الغذائي بين الدهون والكربوهيدرات، فكلاهما يحدثان تغيراً في وزن الجسم. وأظهرت دراسة طويلة الأمد أنه بعد سنتين، لم يكن هناك فرق كبير بين إنقاص الوزن من جهة، ونظام غذائي قليل الدهون أو قليل الكربوهيدرات من جهة أخرى.

ولكن السؤال المطروح هنا هو كيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر على الوزن بمعزل عن السعرات الحرارية؟ من الفرضيات المرجحة أن هذه العوامل قد تؤثر على عمليات الأيض أو الهرمونات داخل الجسم. وبالرغم من هذه الارتباطات مع الوزن، يبقى من المهم استحضار الصورة كاملة في الأذهان، وعدم التقيد بعوامل محددة أو تفاصيل دون أخرى.

وفي سياق ذي صلة، ثار مؤخراً جدل حول ما إذا كان شراب الذرة الغني بالفريكتوز يمكنه بشكل ما أن يزيد الوزن أكثر مما هو متوقع من محتوى سعراتها الحرارية. ولكن محتوى السعرة الحرارية وكمية شراب الذرة الغني بالفريكتوز، الذي يتناولها الناس لها تأثير كبير جداً على الوزن بشكل يفوق تأثير أي عوامل أخرى محتملة.

وإذا استطاع الناس تغيير هذه العوامل، مثل الحصول على القسط المناسب من النوم، فإنهم سينجحون أكثر في مراقبة أوزانهم. ومع ذلك فإن الوزن المثالي يبقى منوطاً ومشروطاً باتباع نظام غذائي صحي يُقيد استهلاك السعرات الحرارية، ويوازيه نشاط بدني متواصل. وفي نهاية المطاف، فإن من يهتم بهذه العوامل مجتمعة هو الأقدر على التحكم في وزنه وضمان لياقة عالية مستدامة.

المصدر: موقع «mayoclinic.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 22 ديسمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,715