«هواوي» تحقق سبقاً في ابتكار وحدات معالجة حاسوبية لفئة جديدة من أجهزتها الذكية

يحيى أبوسالم

مع الطفرات التكنولوجية المتتالية في عالم الهواتف المتحركة والأجهزة اللوحية الذكية، ظهرت في الأفق العديد من أسماء الشركات التي رغم قدمها لم يكن المستهلك على دراية بها أو إلمام بمنتجاتها المختلفة، كان من هذه الشركات العالمية، والتي لم تكن وحتى وقت قريب معروفة لدى المستهلك، هي الصينية هواوي، التي أبهرت العالم مؤخراً بهاتفها الذكي رباعي الأنوية «أسنيد دي 1 كواد إكس إل»، وكمبيوترها اللوحي فائق الوضوح «ميديابات 10 إف أتش دي»، والتي جاءت بأسعار قليلة لم تكن متوقعة، إنما بمواصفات فنية وتقنيات تكنولوجية عالية، تنافس معها أكثر وأقوى الأجهزة الذكية المتوافرة في الأسواق تطوراً وحداثة.

تعتبر المعالِجات المركزية «رباعية النواة» المخصصة للهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، هي أحد أهم وأبرز الميزات التي تأتي بها هذه الهواتف والكمبيوترات اللوحية، وباتت المعالجات المركزية من هذا النوع وبغض النظر عن سرعتها، هي السمة الأساسية التي يبحث عنها أغلب المستهلكين الباحثين على شراء هواتف ذكية أو كمبيوترات لوحية جديدة. فالمعالج رباعي الأنوية كفيل في مثل هذه الأجهزة على إعطاء المستخدم القوة والقدرة الكاملة في التعامل مع كافة البرامج والتطبيقات المختلفة بحرية وسلاسة لا توفرها أغلب المعالجات المركزية أحادية أو ثنائية الأنوية.

أبرز الابتكارات

 

إحدى أبرز الابتكارات التي وضعت الشركة الصينية ثقلها بها، وسخرت كافة الطاقات لإنتاجها بالصورة القوية والمنافسة، هو إنتاجها لمعالجات مركزية رباعية الأنوية خاصة بها، وذلك على غرار بعض الشركات العالمية الأخرى المنتجة والمصنعة للمعالجات المركزية رباعية الأنوية المخصصة للهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، مثل الكورية سامسونج والأميركية إنفيديا. حيث تطمح الشركة الصينية هواوي من خلال معالجاتها المركزية الخاصة والجديدة، بترسخ ريادة هواتفها الذكية وكمبيوتراتها اللوحية في العالم بوجه عام وفي المنطقة بشكل خاص.

 

عن ظاهرة المعالِجات رباعية النواة التي برزت مؤخراً كمعيار جديد في مجال تكنولوجيا الهواتف، قال جياو جيان، رئيس مجموعة أعمال «هواوي ديفايس» لأجهزة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط لـ «الاتحاد» إن كل جهاز من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يعمل بمعالج خاص به، يقوم بدوره بالتعامل مع أوامر المستخدم لإرسال البيانات وفتح التطبيقات الإلكترونية وحفظ الملفات وما إلى ذلك. ويمثل المعالج رباعي النواة وحدة مؤلفة من أربع أنوية مستقلة تقوم كل واحدة منها بقراءة وتنفيذ المهام. وبعد أن كانت معايير صناعة الهواتف الذكية تستند إلى معالجات ثنائية النواة (ذات نواتين مستقلتين) على مدار سنوات عديدة، أصبحت المعالجات رباعية النواة في 2012 من أبرز الميزات الرئيسية ضمن فئة الهواتف الذكية الراقية. وبفضل احتوائه على أربع أنوية، أصبح بإمكان المعالج العمل على أكثر من مهمة في الوقت نفسه، أو التعامل مع التعقيدات الحاسوبية الصعبة بشكل أكثر فعالية. فإذا كان المستخدم يتصفح الإنترنت ويتحقق من البريد الإلكتروني ويشغل موقع «فيسبوك» ويُجري بعض الاتصالات، يمكن لأنوية المعالجة المتعددة أن تساعد على تقسيم كل مهمة إلى أجزاء أصغر، والعمل على كل جزء بالتوازي مع الأجزاء الأخرى لإنجاز المهام على نحو أسرع.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك ميزة هامة تتجسد في مساهمة المعالجات رباعية النواة في إطالة عمر البطارية على نحو أفضل من سابقاتها من المعالجات ثنائية النواة، وذلك لأن كل نواة فيها تعمل بجهد أقل لتنفيذ المهام، وهكذا تستهلك طاقة أقل مما تستهلكه المعالجات ذات الأنوية القليلة التي ترهقها أعباء العمل الكثيفة. ولأن ارتفاع استهلاك الطاقة لكل نواة يؤدي إلى إفراغ بطارية الجهاز بشكل أسرع، تسبب ذلك بتوجيه الكثير من النقد السلبي للعديد من الأجهزة الحديثة.

أداء أسرع

عن سبب قيام شركة مثل «هواوي» بالاستثمار في وحدات معالجاتها الخاصة بينما يتوفر الكثير منها عبر شركات رائدة مثل «كوالكوم» (Qualcomm) «تكساس إنسترامينتس» (Texas Instruments)، أوضح جيان «يعتقد الكثير من المستخدمين أن المعالج رباعي النواة يُفترض به أن يحقق أداءً أسرع بضعفين من المعالج ثنائي النواة، إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة، فسرعة المعالج تعتمد على أنواع البرامج التي يتم التعامل معها ونظام التشغيل وتوافق المعالج مع غيره من التجهيزات المُستخدمة في الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، وليست هناك تكنولوجيا تتوافق مع كافة التقنيات والأنظمة والتجهيزات على اختلافها».

وأضاف «خلال قيامنا بتصميم أجهزتنا المزودة بالمعالجات رباعية النواة التي ننفرد بها مثل الهاتف الذكي Huawei Ascend D1 quad XL والجهاز اللوحي MediaPad 10 FHD- استعرضنا عدداً هائلاً من المعالجات المتنوعة المتاحة في السوق، ولكننا لم نجد التكنولوجيا التي تتناسب بالشكل الأمثل مع رؤيتنا الخاصة بهذه المنتجات. واستناداً إلى تاريخ «هواوي» وسجلها الحافل بالابتكار على ضوء الاستثمارات الضخمة التي تضخها في مجال البحث والتطوير وخبراتها العريقة والمتجددة في هذا المجال، قررنا ابتكار معالجاتنا الخاصة المصمَّمة خصيصاً لتناسب مواصفات تجهيزات وبرمجيات أجهزتنا، بما يعزز الإمكانيات القصوى لكل عنصر منها على نحو متكامل ومتناغم. ولاشك بأن امتلاك هواوي لشركة متخصصة في هذا المجال قد أثرى العملية برمتها ومكننا من التعامل معها باحترافية تامة».

وقال جيان «تم تطوير أحدث معالجاتنا بالتعاون مع شركة «هاي سيليكون» التابعة لنا، والتي تتعاون وفق استراتيجية راسخة مع شركائنا من الولايات المتحدة واليابان وأوروبا والصين. وقد تم إطلاق وحدة أعمال المعالِجات في 1991، لتصبح في أكتوبر 2004 قسماً كاملاً تحت اسم «هاي سيليكون» يجمع فريقاً عالمياً من أبرز خبراء الصناعة وأفضل مهندسي الإلكترون الصينيين. ومن خلال إنتاج معالجاتنا الخاصة ضمن شركتنا عبر «هاي سيليكون»، يمكننا تعزيز ابتكاراتنا وتسريع وتيرتها إلى جانب تخفيض الأسعار الإجمالية لأجهزتنا».

خطط للبيع

عما إذا كانت «هواوي» تخطط لبيع معالجاتها لغيرها من الشركات في المستقبل، قال «ليس لدينا في الوقت الراهن خطط لتحقيق أغراض تجارية من هذه المعالجات بالذات، فما قمنا به في هذا الصدد يتمحور حول ابتكارات خاصة بجهازين فريدين ومجموعة من المواصفات، الأمر الذي سنواصل القيام به كلما وجدنا فرصة متاحة لذلك على ضوء التقنيات المتوافرة في السوق».

وحول استراتيجية «هواوي» على صعيد الأجهزة رباعية النواة، وهل سيتم استخدامها في قسم كبير من أجهزتكم الاستهلاكية خلال العام أو العامين القادمين، أوضح جيان «تركز شركة «هواوي» بشكل رئيس على استمرار البعد الابتكاري لمنتجاتها والارتقاء بكافة أوجهه من خلال تعمقها وزيادة استثماراتها في البحث والتطوير، فحوالي 45% من موظفيها البالغ عددهم 150,000 شخص حول العالم ينخرطون في هذا المجال، وتشتمل مهامهم على اختبار تقنيات جديدة كتلك الموجودة في معالجاتها. واعتباراً من 2011، كانت «هواوي» تستثمر نحو 3.75 مليار دولار سنوياً في مجال البحث والتطوير، ما أثمر عن منحها أكثر من 23,500 رخصة ملكية، 90% منها براءات اختراع. وسنستمر بتطبيق نتائج هذا الاستثمار على أجهزتنا سواء من خلال معالجاتنا الخاصة أو عبر التعاون مع المزودين في هذا المجال».

وأضاف «ستندرج معظم أجهزتنا القادمة رباعية النواة ضمن تشكيلات منتجاتنا الراقية خلال الأشهر الستة أو السنة القادمة، وكذلك نعتزم توفير هذا النوع من التكنولوجيا لشرائح أخرى من المستخدمين. وتشتمل المجموعة الرئيسية لهاتف Ascend الذكي من «هواوي» على أربع فئات منتجات مختلفة، تضم الفئة «الشبابية» (Youth)، و»الذهبية» (Gold)، و»البلاتينية» (Platinum)، و»الماسية» (Diamond)، حيث توفر كل واحدة منها مجموعة تقنيات فريدة بسعر منافس جداً. ونحن على ثقة من قدرتنا على تقديم تكنولوجيا المعالجات رباعية النواة بأسعار منافسة ومتنوعة خلال العام أو العامين القادمين، وسيكون المستهلكون في دولة الإمارات في مقدمة من سيحظى بهذه الميزات المُقدَّمة من «هواوي».

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,562