كشفت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية «مرض ألزهايمر» عن أن الأشخاص الذين يواصلون ممارسة الرياضة حتى بعد بلوغهم مرحلة الشيخوخة تقل مخاطر إصابتهم بمشاكل في الذاكرة. وهو ما يفسر كون المسن الذي يخرج من ناد رياضي يتذكر بسهولة المكان الذي ركن فيه سيارته، بينما يعجز المسن الذي لا يمارس الرياضة أن يتذكر حتى أين وضع مفتاح سيارته داخل بيته. ويعزي باحثون من جامعة كاليفورنيا ذلك إلى كون ممارسة الرياضة تؤدي إلى إفراز هرمون نورايبنفرين من الغدة الكظرية، ما يستثير الخلايا العصبية، وخاصة المرتبطة منها بعمل العضلات الرخوة، ويؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية وتزويد الدماغ بالأوكسجين اللازم لنشاط خلاياه، بما فيها خلايا منطقة الذاكرة.

ويقول الباحثون إنه عندما يستثير فيك حدث ما رداً عاطفياً حاداً عقب رؤيتك مثلاً لأفعى بشكل مفاجئ، فإن رد فعلك الشعوري المباشر هو الخوف. وعلى النحو نفسه، يميل الإنسان إلى تذكر أي حدث لمدة أطول كلما كانت التفاصيل المحيطة به أكثر وأغرب. فالشخص صغير السن أو الذي لم يمر بتجارب كثيرة يسهل عليه تذكر تلك التفاصيل الخاصة بزمان ومكان رؤية الأفعى وكيفية تصرفها. ولكن المسنين النشيطين يُعززون بدورهم فرص تذكرهم الأحداث المحاطة بتفاصيل كثيرة أو صادمة بفضل تأثير هرمون نورايبنفرين.

وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إشراكهم 31 من المسنين الأصحاء البالغين 69 سنة، 23 منهم ظهرت لديهم أعراض الإصابة باضطرابات إدراكية خفيفة تتمثل في ضعف أداء الذاكرة، لكن دون وصول مستوى الضعف والتدني إلى الحال الذي تكون عليه الذاكرة لدى المصابين بألزهايمر. وعُرضت على المشاركين جميعهم سلسلة مكونة من 20 صورة تبعث في الرائي مشاعر إيجابية شملت مناظر طبيعية جميلة وصغار الحيوانات وملاعب رياضية رحبة. ثم طُلب من نصف المشاركين في كل مجموعة ممارسة المشي السريع على البساط المتحرك (treadmill) من أجل التمرن لمدة ست دقائق، بينما طُلب من النصف الآخر الجلوس في صمت وهدوء. وبعد مضي ستين دقيقة من التمرين القصير الذي أجراه المشاركون سواءً مشياً على متن البساط المتحرك أو جلوساً على الكراسي، أُجري لهم اختبار حر لاستعادة الذكريات، إذ طُلب منهم وصف الصور التي شاهدوها، والتحدث عن كل التفاصيل المحيطة بها قدر الإمكان. وسجل الباحثون أن المسنين المتمتعين بذاكرات طبيعية زادت لديهم قدرة استذكار التفاصيل بنسبة 30%. وبالنسبة للمسنين المصابين باضطرابات خفيفة في الذاكرة، فقد لوحظ أن ذلك التمرين القصير زاد قدرتهم على الاستذكار على نحو أكبر، إذ تمكنوا من تذكر ضعف عدد الصور التي تذكرها أقرانهم ممن لم يمارسوا أي تمرين رياضي. فمع أنهم لم يتذكروا كل ما تذكره المسنون الأصحاء ذوو الذاكرات الطبيعية، إلا أنهم تذكروا أكثر مما كان يتوقع منهم.

 

وقالت سابرينا سيجال من معهد التوتر والصحة بجامعة كاليفورنيا وقائدة الفريق الذي أجرى الدراسة إن الباحثين توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اتباع أنظمة رياضية مستمرة تُساعد على دعم وظيفة الذاكرة لدى المسنين الأصحاء، وأيضاً أولئك الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة. لكنها فوجئت هي وزملاؤها بكون المجموعتين من المشاركين استفادتا من ذلك التمرين القصير على مستوى تقوية القدرة على استذكار الصور التي عُرضت عليهم والتفاصيل المحيطة بها.

المصدر: «واشنطن بوست»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 23 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,747