عمار بن عبد العزيز الحقيل


دأبت إسرائيل منذ قيامها على أن تكون في حالة تحفز دائم فلا تهدأ الأحداث إلا أشعلتها بإحداث استفزازات واغتيالات مستمرة ويمكن تفسير تصرفات إسرائيل المكرورة في العدوان من خلال رؤيتين: عامة لسياسة إسرائيل مع العرب وخاصة لحدث غزة بالأمس.

أما النظرة العامة للسياسة إسرائيل العدوانية فتكمن في تحقيق مصلحتين داخلية وخارجية:

أما الداخلية فتحفيز الأمن وعدم الاسترخاء، وتعويد الشعب اليهودي على حالة الحرب والاستعداد الدائم؛ لأن الاسترخاء يقضي على الكيان الغاصب؛ لكونه محاطا بأعدائه.

وأما الخارجي فجلب المصالح المادية والسياسية من الولايات المتحدة ودول اليورو عن طريق هذه الاستفزازات بالرضاوات والتسكيت ونحو ذلك؛ لعلم إسرائيل أن الدعم الأمريكي الأوربي استراتيجي لن يتوقف ولو كررت إسرائيل العدوان على جيرانها.

وأما الخاص بالحدث الحالي وهو العدوان على غزة بالأمس فهو متعلق بثلاثة أمور:

الأول: ترنح النظام السوري واقترابه من السقوط، وإسرائيل قبل أيام تحذر من جماعات مسلحة قرب الجولان، والهدف قد يكون صرف الرأي العام العربي والعالمي عن سوريا لتضع لمخابرتها موضع قدم كما فعلت مع العراق، أو لصفقة مع الأسد. وأتوقع أن ثمة اتصالات سرية بين الأسد وإسرائيل ولن أستغرب لو رأيت الأسد في تل أبيب .

الثاني: اختبار موقف القيادة المصرية الجديدة، وهذا محرج جدا لمصر وهو مثل بالون الاختبار، وله تعلق بالأول بمعنى لو كان أداء الإخوان إيجابيا في مصر لإسرائيل سلمت سوريا أيضا للإخوان.

الثالث: فوز أوباما وهذا مهم جدا..وفيه رسائل لأوباما، إن سياستنا لن تتغير حتى لو فزت بولاية ثانية، ودعمك سيصلنا رغم أنفك، وهو ما وقع البارحة من إجهاض أمريكا إدانة عربية ودولية لإسرائيل. ورسالة للعالم العربي مفادها: ستظل إسرائيل هي هي مع المتغيرات الجديدة في الربيع العربي، وستضل أمريكا وأوربا هي هي في دعمها لإسرائيل.

المصدر: صيد الفوائد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 101 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,345