مايكروسوفت تخفف من قبضتها على نظام التشغيل الجديد ويندوز 8
يحيى أبوسالم
يعلم أغلب المتابعين والمهتمين بسوق الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، أن كلاً من شركة أبل الأميركية وريم الكندية لم تعد الشركتين الوحيدتين في هذا المجال التي تمتلك نظام تشغيل «مغلق» لأجهزتها الذكية، فهنالك نظام جديد ثالث «مغلق» أيضاً، أعلنت عنه الشركة العملاقة الأميركية مايكروسوفت «ويندوز 8»، وإذا كانت أبل وريم تتفاخران من خلال أنظمة تشغيلهما «آي أو أس» و»بلاكبيري أو أس» المقفلين بإحكام على غريمهما ومنافسهما الأساسي نظام التشغيل «مفتوح المصدر» أندرويد، فها هما اليوم أمام نظام تشغيل جديد وعريق غني عن التعريف و»مقفل المصدر»، من أكبر صانع للبرمجيات في العامل «مايكروسوفت».
لم يشهد السوق العالمي خلال السنوات الخمس الماضية تنافسا بمعنى الكلمة فيما بين الشركات العالمية المصنعة لأنظمة التشغيل المختلفة والمخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، حيث كانت السيطرة لإعلان الأميركية أبل عن هاتفها الذكي الأول آي فون لنظام التشغيل «آي أو أس 1»، والذي لفت الأنظار إليه وإلى ميزاته ومواصفاته والخصائص العديدة التي جاء بها «رغم محدوديتها في بعض الأمور». ومنذ تلك الفترة وإلى أن جاء نظام التشغيل مفتوح المصدر من جوجل «أندرويد»، بدأت الأسواق تشهد منافسة شرسة بين الشركات العالمية التي تتسابق فيما بينها لإنتاج أجهزة هواتف ذكية ترضي رغبات الزبائن وتنال إعجاب المستخدمين لها.
دخول المنافسة
رغم أن الكندية ريم، كانت في الفترة الماضية متواجدة وبقوة من خلال أجهزتها ونظام تشغيلها بلابيري أو أس، إلا أنها كانت مخصصة لفئات الأعمال، وبعض الفئات العمرية من المستخدمين، والذين كان ومازال أغلبهم ينظر إلى أجهزة الشركة المختلفة على أساس أنها أداة للمراسلة الفورية، والبقاء على اتصال دائم مع البريد الإلكتروني الخاص بصاحب الهاتف.
اليوم وبعد خمس سنوات تقريباً من إعلان أبل طرحها لأول نظام تشغيل مجهزة للعمل على هاتف ذكي يعمل باللمس، وبعد غياب طويل جداً عن هذه التقنيات وعن هذا السوق الغني الذكي والمربح، ها هي الأميركية العملاقة مايكروسوفت تضع ثقلها كاملاً لتطرح نسختها الثامنة والجديدة والمحدثة كليا من نظام تشغيلها القديم جداً ويندوز، هذا النظام الذي يأتي اليوم ليتعامل مع كافة أنواع الأجهزة الذكية، بدايةً من الهواتف الذكية، والكمبيوترات اللوحية، والكمبيوترات الشخصية المكتبية والمحمولة، وذلك من خلال التقنيات التي زودت الشركة نظام تشغيلها بها، فهو يأتي بواجهة مترو الرائعة، للهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، كما يأتي بواجهة ويندوز التقليدية «سطح المكتب» للكمبيوترات الشخصية، مع إمكانية التحويل إلى واجهة مترو للكمبيوترات المزودة بشاشات تعمل باللمس.
محدودية الخيارات
قبل إعلان مايكروسوفت عن نظام تشغيلها الجديد ويندوز 8، كان هناك 3 أنظمة تشغيل رئيسة متخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، من ثلاث شركات عالمية «جوجل وأبل وريم»، ورغم ذلك كان التنافس بين الشركات العالمية المصنعة للأجهزة الذكية يقتصر على نظام التشغيل مفتوح المصدر أندرويد من جوجل، وذلك لعدم سماح كلٍ من أبل وريم بقيام أي طرف ثالث التصنيع لها وإنتاج أجهزتها، فشركة أبل هي المصنع والمنتج الوحيد لهواتف آي فون وكمبيوترات آي باد اللوحية، وشركة ريم الكندية هي المصنع والمنتج الوحيد أيضاً لهواتفها الذكية بلاكبيري و جهازها اللوحي بلاي بوك.
ولذلك توجهت أنظار الشركات العالمية المصنعة للأجهزة الذكية إلى نظام التشغيل أندرويد، لأنه كان نظام التشغيل الوحيد مفتوح المصدر الذي يسمح للشركات التكنولوجية باستخدامه وتزويد أجهزتها الذكية المصنعة من قبلها به. وخلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت عشرات الشركات التكنولوجية المصنعة للأجهزة والهواتف الذكية التي تستخدم وتعمل بنظام التشغيل أندرويد، الأمر الذي أدى إلى بروز نجم العديد من الهواتف الذكية، وظهورها على الساحة لتنافس وبقوة الأجهزة والهواتف المنتجة من الشركات ذات المصادر المقفلة. ولعل على رأسها جميعا هواتف وأجهزة جالاكسي الذكية من سامسونج، بالإضافة إلى منتجات كلٍ من شركة توشيبا وإيسر وأسوس وهاواوي وإل جي وغيرها الكثير من الشركات، التي طال منتجاتها نصيب كبير من الشهرة بفضل نظام التشغيل أندرويد.
معركة شرسة
يبدو أن السنة المقبلة ستكون سنة التنافس الحقيقي والشرس بين الشركات العالمية المنتجة للأجهزة والهواتف الذكية، وذلك بعد الإعلان عن ويندوز 8 الجديد، وفتح مايكروسوفت المنتجة له لمصدرة بشكل محدود، أعطى الفرصة للشركات العالمية المنتجة للأجهزة الذكية من تصنيع هواتف وكمبيوترات لوحية تعمل بهذا النظام الجديد، كما أعطى تخفيف شركة مايكروسوفت لقبضتها الحديدية على نظام تشغيلها، الفرصة الكبرى للمبرمجين، لإنتاج وتطوير برامج وتطبيقات مخصصة لهذا النظام، بسهولة وسرعة لم تكن موجودة في الماضي القريب.
كما أن التقنيات والمواصفات الجديدة التي جاء عليها نظام التشغيل الجديد ويندوز 8، بدايةً من دعمه للمعالجات المركزية متعددة الأنوية، بالإضافة إلى قدرته على تزويد شاشات الأجهزة التي تعمل به بأعلى وضوح ممكن في الصورة «حسب تقنيات الشاشة المستخدمة»، مروراً بقدرته العالية على استيعاب الأحجام الكبيرة من الذاكرة العشوائية التي قد تتجاوز 2 جيجابايت، وقدرته على قراءة الذاكرة الخارجية، تماماً كالذي يقدمه نظام التشغيل أندرويد في الأجهزة التي تعمل به، وانتهاء بالتقنيات الكثيرة والعديدة المتوفرة به، مثل تقنيات الاتصال قريب المدى، ودعمه للتصفح الإلكتروني ضمن بيئة «HTML5»، وتوفيره للمتصفح الجديد «إكسبلورر 10»، وتجهيزه بشكل مسبق بالحماية من البرامج الخبيثة إلى غير ذلك من ميزات وخصائص جديدة وفريدة في نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت.
مواكبة الحدث
كل الميزات والخصائص الجديدة التي وفرها ويندوز 8 الجديد، أغرت كبريات الشركات العالمية لإنتاج أجهزة ذكية تعمل بهذا النظام، الأمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على سوق الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، والذي سيرى المستهلك ثماره قريباً، خصوصاً أن كبريات الشركات العالمية المنتجة للهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، مثل سامسونج و نوكيا وإتش تي سي وغيرها، بدأت بالفعل بإنتاج كمبيوترات وهواتف ذكية تعمل بآخر نسخة من نظام التشغيل ويندوز النسخة رقم 8. أحدثها هاتف «لوميا 920» من نوكيا، وهاتف «8 إكس و 8 إس» من إتش تي سي، وهواتف وكمبيوترات آتيف اللوحية والمحمولة الجديدة من سامسونج وغيرها الكثير والمقدم من شركات مثل «لينوفو وأسوس وإيسر ودل».
ساحة النقاش