الرضا
◆ هل الرضا عن العمل الصالح هو من العجب المنهي عنه؟
◆◆ ما يحس به المؤمن من راحة البال ومن طمأنينة النفس بعد الأعمال الصالحة ليس من العجب المنهي عنه، بل هو من ثمرات تلك الأعمال، بل هناك فرق بين الرضا عن العمل الشرعي والرضا عن النفس وهو الإعجاب، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، “الرعد، الآية 28”.
قال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسيره: “أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن... أو تطمئن بذكر فضله...”.
وإن الإخلاص في العمل لله وحده لا يضر معه شيء حتى ولو أثنى الناس عليك بسبب قراءتك للقرآن مثلا، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: “تلك عاجل بشرى المؤمن”.
قراءة الفاتحة
◆ كنت أقرأ الفاتحة في صلاة الجماعة، وركع الإمام، فواصلت القراءة وما إن هممت بالركوع حتى رفع الإمام من الركوع فما حكم ذلك؟
◆◆ اعلم بداية أن الفاتحة لا تجب على المأموم، بل يحملها عنه إمامه، وعليه فلا داعي للتأخير عن الركوع مع الإمام من أجل قراءتها، فلا يجوز للمأموم أن يتعمد التأخير عن إمامه حتى يفرغ من الركن.
وأما بخصوص سؤالك: فإذا كانت الركعة التي تأخرت فيها ليست الركعة الأولى فعليك أن تتابع إمامك وصلاتك صحيحة بأن تأتي بالركوع وتلحق بإمامك في سجوده.
وإذا كانت الركعة التي تأخرت فيها عن الإمام حتى رفع من الركوع هي الركعة الأولى فإن عليك أن تلحق بالإمام وتأتي بركعة بدل تلك الركعة بعد سلام الإمام، كما ذكر شراح الشيخ خليل رحمه الله تعالى عند قوله: (وإن زوحم مؤتم عن ركوع أونعس أو نحوه اتبعه في غير الأولى).
والخلاصة: إن كان تأخرك عن الإمام في غير الركعة الأولى من صلاتك، فعليك أن تركع وتتابع الإمام وصلاتك صحيحة، وأما إن كان تأخرك عن الإمام في الركعة الأولى فتلحق بالإمام وتأتي بركعة بدل تلك الركعة، فإن ركعت بعد رفع الإمام عمدا أوجهلا بطلت صلاتك.
الزوج العادل
◆ كيف أكون زوجاً عادلاً ناجحاً من السنة والقرآن إذا كانت زوجتي تؤذيني بكلامها؟
◆◆ حتى تكون زوجا عادلاً ناجحاً يجب أن تستشعر طبيعة العلاقة الزوجية وجسامة، مسؤوليات الزوجة، فهي التي تتحمل العبء الأكبر في التنشئة، فتحمل وتلد وتقاسي مصاعب تربية الصغار، ورعاية الكبار، ونجد في القرآن والسنة وحياة الصحابة الكثير مما يوضح للزوج كيف يكون عادلاً محسناً في تعامله مع زوجته. وورد في الكثير من آيات القرآن الكريم الحض على الصبر والدفع بالتي هي أحسن والزوجة هي أولى الناس بذلك.
وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين منهج العدل والنجاح في الحياة الزوجية ومن ذلك أن ينظر الزوج إلى إيجابيات زوجته قبل النظر في سلبياتها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ”.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: “أي ينبغي أن لا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكرهه وجد فيها خلقاً مرْضياً بأن تكون شرسة الخلق لكنها ديِّنة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك”.
صلاة الجماعة
◆ تأخر صديقي عن صلاة الجماعة، فطلب مني أن أصلي معه نافلة بالنسبة لي وهو يصلي الظهر؟
◆◆ تصح النافلة خلف المفترض أيا كان نوع الفريضة، فقد جاء في التاج والإكليل للشيخ المواق رحمه الله تعالى: “إلا نفلا خلف فرض”، وفي التلقين: “للمأموم المتنفل أن يأتم بمفترض”. وأجاز بعض الفقهاء صلاة الفريضة جماعة في المسجد لمن فاتته الجماعة سواء صلى معه من أدى الصلاة مع الإمام أو من لم يصل أصلا بأن كان متأخراً مثله ليتحصل على أجر الجماعة.
والخلاصة: تصح النافلة خلف المفترض أياً كان نوع الفريضة.
سفر المرأة
◆ ما معنى الرفقة المأمونة، وخاصة عند سفر المرأة لأداء فريضة الحج؟
◆◆ الرفقة المأمونة هي الجماعة التي يتوفر بمرافقتها الأمن والأمان للمرأة، وسفر المرأة له حالتان:
الأولى: أن يكون سفرها في طائرة أو حملات كبيرة فلا يشترط المحرم ولا الرفقة الخاصة ولا يشترط كون السفر واجباً، وإنما يشترط تحقق الأمن قال العلامة الباجي رحمه الله في كتابه المنتقى شرح الموطأ بعد أن ذكر بعض الشروط في سفر المرأة للحج، قال: “ولعل هذا الذي ذكره بعض أصحابنا إنما هو في حال الانفراد والعدد اليسير، فأما القوافل العظيمة والطرق المشتركة العامرة المأمونة فإنها عندي مثل البلاد التي يكون فيها الأسواق والتجار، فإن الأمن يحصل لها دون ذي محرم ولا امرأة وقد روي هذا عن الأوزاعي).
الثانية: أن يكون سفرها مع مجموعة قليلة فيشترط فيها أن تكون رفقة آمنة وأن يكون السفر واجبا قال الإمام مالك رحمه الله في الموطأ: “إن لم يكن لها ذو محرم يخرج معها، أو كان لها، فلم يستطع أن يخرج معها: أنها لا تترك فريضة الله عليها في الحج. ولتخرج في جماعة من النساء”.
وقال العلامة أحمد بن رشد في البيان والتحصيل: “... تخرج في جماعة من النساء، وناس مأمونين لا تخافهم على نفسها”.
الرشوة
◆ هل دفع أموال “إكراميات” لتخليص معاملاتي حلال أم حرام؟
◆◆ إن المطلوب ممن له معاملة يريد إنجازها أن يتقدم بمعاملته إلى الجهة المختصة بمعاملته، ويتبع الطرق المعروفة في الحصول على الحق، وإذا رفض الموظف المعاملة لغير سبب مقبول أو أخرها من أجل أن يعطيه العميل مالاً حتى ينجزها له، فلا يجوز للعميل أن يعطيه المال لأنه بذلك يعينه على الرشوة ويزيد من تماديه فيها، كما يشجع على مخالفة النظام، وفي هذا ضرر عظيم على المجتمع، بل يراجع المسؤول الأكبر في الدائرة، أو يرجع إلى جهة مختصة يمكنها أن تخاطب الجهة التي رفضت معاملته لتقوم بإنجازها ومحاسبة الموظف المذكور، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي”، رواه أبو داود والترمذي وصححه.
وبناء على هذا أخي فعليك أن تتقدم بمعاملتك، وإذا أخرت معاملتك بسبب طلب الرشوة منك، فلا تدفعها لأن ذلك يشجع الموظف على أخذ الرشوة ويساهم في نشرها في المجتمع، ويمكنك اتباع وسائل بديلة لـتخلص معاملتك في الوقت دون اللجوء للرشوة كأن تكلم الموظف المسؤول عن الموظف المباشر وغير ذلك من الطرق الإدارية المعروفة.
أولاد المنيحة
◆ أرجو الإفادة بأحكام المنيحة، وماذا عن أولادها هل تكون للمالك الأصلي؟
◆◆ إنَّ في المنيحة فضلاً كبيراً، فقد ورد في صحيح البخاري “عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة”، وهي باقية على ملك المانح لها وهو المالك الأصلي، وأولاد المنيحة سواء كانت بقرة أو ناقة أو معزاة فهي ملك الشخص الذي منحها، وأما الشخص الممنوحة له فإنه ينتفع بها فقط.
والخلاصة: ولتعلم أن في المنيحة فضلاً كبيراً، وهي باقية على ملك المانح لها وهو المالك الأصلي، وأولاد المنيحة سواء كانت بقرة أو ناقة أو معزاة فهي لمالك الشخص الذي منحها، وأما الشخص الممنوحة له فإنه ينتفع بها فقط.
ساحة النقاش