الرضاعة أفضل الطرق لتغذية الطفل
للرضاعة الطبيعية فوائد عديدة، ليس للرضيع فقط، وإنما للأم المرضعة أيضاً. وعلى الرغم من أن الأطباء والخبراء ينصحون الأمهات حديثات العهد بالأمومة بالحرص على إرضاع المولود ما لا يقل عن ستة أشهر، فإن تمديد فترة الرضاعة لسنة أو سنتين يعد أمرا إيجابيا. وتُنصح كل أم بمواصلة إرضاع مولودها ما دامت قادرة على ذلك، وما دام رضيعها راغباً في مواصلة الرضاعة، سواءً كان يعتمد أكثر على حليب أمه، أو على الأغذية الصلبة، أو على الاثنين بدرجة متقاربة.
استفادة الرضيع
تشمل فوائد حليب الأم على الرضيع مزايا عديدة، من بينها:
◆ تغذية متوازنة: فحليب الأم يُعد غذاء من الدرجة الماسية بالنسبة للرضيع. وتميل مكونات هذا الحليب إلى التغير المستمر كلما نما الطفل حتى تلبي حاجاته الغذائية المتجددة. ويبقى هذا الحليب مفيداً للطفل في جميع مراحل الرضاعة، وليس هناك أي وقت يمكن أن نقول فيه إن حليب الثدي أصبح غير ذي قيمة غذائية على الرضيع.
◆ مناعة أقوى. تزيد استفادة الجهاز المناعي للرضيع من حليب الأم كلما طالت فترة الرضاعة. فالخلايا والهرمونات وبروتينات الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم تضطلع بدور مهم في دعم الجهاز المناعي الفتي للرضيع.
◆ صحة أفضل: تُجمع الدراسات والبحوث على أنه كلما طالت فترة الرضاعة الطبيعية، زادت كمية الحليب التي يشربها المولود، وكانت صحته البدنية والنفسية والعقلية أفضل وأحسن.
استفادة الأم
لا تقتصـر فوائد الرضاعة على المولود فقط، بل تشـمل الأم المرضـع أيضاً. ومن هذه الفوائد:
◆ تقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض. فتمديد الأم إرضاع طفلها لسنة واحدة أو أكثر يُقلل مخاطر إصابتها بالعديد من الأمراض كسرطان الثدي وسرطان المبيض، والتهاب المفاصل الروماتويدي وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب.
◆ صحة جيدة: فكلما طالت مدة شرب الطفل لحليب أمه، كانت صحة الأم أفضل وأحسن حالاً.
وبعد تجاوز عمر الرضيع سنة واحدة، يواصل استهلاك كميات معتدلة من حليب الأم. وبذلك يظل حليب الأم مصدراً غذائياً أساسياً له. ولكن الأمر يختلف لدى بعض الأطفال، خاصة أولئك الذين يبدؤون تناول الأغذية الصلبة في سن مبكرة، إذ يقل استهلاكهم لحليب الأم ويتناقص عدد رضعاتهم اليومية.
فطام أصعب
تعتقد بعض الأمهات أن اختيار إطعام مواليدهن بالرضاعة الطبيعية يجعلهن يعانين أكثر خلال محاولة فطام الرضيع. غير أن هذا لا يحدث بالضرورة لكل المرضعات. ويُفضل أن تبدأ الأم فطام الرضيع عندما تصدُر منه إشارات تدل على أن بإمكانه الاستغناء عن ثدي أمه، فعندما تظهر لديه بوادر كهذه، ينبغي على الأم أن تغتنم الفرصة وتفطمه. ويجد الطفل سهولة أكبر في الفطام عن الرضاعة الطبيعية كلما كثر اعتماده على الأغذية الصلبة وقل تعويله تدريجياً على حليب أمه. ويبدأ ذلك في الغالب بعدما يتجاوز عمره ستة أشهر، أو سنة واحدة على أبعد تقدير. غير أن بعض الأطفال قد تتأخر قابليتهم للفطام إلى أن يتعودوا على المشي على أرجلهم، إذ يصبحون في هذه الفترة أقل رغبة في الجلوس في أحضان أمهاتهم من أجل الرضاعة.
استفت قلبك
وفق إحصاءات حديثة مستقاة من دول مختلفة، تتراوح فترة الفطام ما بين سنتين إلى أربع سنوات. وفي بعض المجتمعات، يُعد تمديد فترة الرضاعة أمراً أقل شُيُوعاً. ويؤكد الباحثون أن مسألة تمديد فترة الرضاعة من عدمها يجب أن تكون متروكة لكل أم على حدة وكل رضيع على حدة.
وهم ينصحون من لا يترددن في نصحهن بوقت الفطام بالقول إن قرار الفطام يخص الأم المرضع والطفل الرضيع دون غيرهما. كما يوصون المرضعات بعدم الاكتراث بما يعتقده الآخرون حول تأجيل الفطام إلى وقت متأخر أو تعجيله، وأن يقمن بدلاً من ذلك باستفتاء قلوبهن والوثوق بحدسهن. فالرضاعة الطبيعية الممتدة من أكثر الطرق حميمية لتغذية الطفل، والتي يجدُر بكل أم أن تقوم بها باستمتاع وفرحة، وأن يتفاعل معها الطفل باسترخاء وبهجة.
ساحة النقاش