إن التخطيط للحمل من شأنه مساعدة المعنيين بالحمل زوجاً وزوجة أن يفهما كيف يعززان حظوظهما لجعل الحمل صحياً وتجربة مُبهجة غير محزنة. وإذا كانت الزوجة تخطط للحمل، فإن عليها أن تستعد مبكراً ومسبقاً ليس على الصعيد الجسماني فقط، وإنما على المستوى العاطفي أيضاً. إذ قبل اتخاذ أية خطوة في هذا الاتجاه، يتعين عليها أن تسأل ما إذا كانت على أتم الأهبة والاستعداد لتخوض تجربة الحمل بغنائم كثيرة وخسائر قليلة.

يقول خبراء طب النساء والتوليد من عيادات “مايوكلينيك” الأميركية إنه يُفضل لكل امرأة أن تُراجع طبيبتها، أو طبيبها قبل تفعيل قرار الحمل، وذلك حتى تعرف ما إذا كان جسمها يحتاج إلى تأهيل، وما إذا كانت حالتها النفسية تفتقد إلى الدعم والتحفيز. وهم يرون أن مراجعة الطبيب تُصبح أكثر أهميةً وإلحاحاً عندما تتجاوز المرأة سن الثلاثين، أو الأربعين، وحينما تكون مصابةً بأحد الأمراض المزمنة أو المشاكل الصحية المقلقة. ويقترح الخبراء على النساء العازمات على الحمل أن يحرصن على الإجابة عن الأسئلة الآتية:

ما نوع موانع الحمل التي كنت تستخدمينها؟

 

إذا كنت تتناولين حبوب منع الحمل لمدة، فإن التبويض يُصبح ممكناً بعد أسبوعين من توقفك عن تناول هذه الحبوب في الغالب. وقد يتطلب الأمر فترات أطول بالنسبة لبعض النساء. ولا تحتاج المرأة أن تأخذ فترة استراحة قبل محاولة حدوث الحمل. لكنه قد يكون أسهل للمرأة إنْ هي قَدرت موعد إباضتها، وبعدها الموعد المحتمل لوضعها الطبيعي. وإذا كنت تخططين للانتظار بضعة أشهر، فيمكنك استخدام وسائل احتياطية داعمة لمنع الحمل ريثما تعود عادتك الشهرية إلى وتيرتها الطبيعية المنتظمة.

 

وفي حال كانت المرأة تستخدم بعض أنواع موانع الحمل طويلة الأمد مثل اللولب والحقن، فإن استعادتها خصوبتها قد يتطلب وقتاً أطول. ومع ذلك، فإن بعض النساء ينجحن في الحمل خلال أقل من 12 شهراً بعد تخلصهن من موانع الحمل طويلة الأجل.

هل أكملت جميع سلسلة التطعيمات الموجودة في دفترك الصحي؟

من المعروف أن أمراضاً كالجديري المائي والحصبة الألمانية والتهاب الكبد الوبائي “ب” قد تشكل خطورةً على الجنين. ولذلك فإذا كانت عملية التمنيع عبر التطعيم غير مكتملة لدى المرأة، أو كانت غير متأكدة مما إذا كانت لها مناعة ضد بعض الأمراض أو أنواع العدوى، فإن تلقي رعاية خاصة قبل الحمل تُتيح تدارك ما فات، بما في ذلك تلقي التطعيمات الناقصة. وينصح الخبراء أن يتم ذلك خلال ما لا يقل عن شهر قبل محاولة حدوث الإخصاب.

هل تعانين أي أمراض مزمنة؟

إذا كنت تعانين أمراضاً مزمنة، كالسكري، أو الربو أو ارتفاع ضغط الدم، فتأكدي من أن وضعك خاضع للسيطرة التامة قبل محاولة الحمل. وفي بعض الحالات، يمكن لطبيبتك أن تزودك بالتوصيات اللازمة بشأن تعديل أدويتك، أو علاجاتك قبل الحمل حتى لا تكون لها أية أضرار، أو أعراض جانبية عليك أو على الجنين. وقد تحتاج بعض النساء إلى رعاية خاصة خلال فترة الحمل.

هل تتناولين أية أدوية أو مكملات؟

لا بد للمرأة العازمة على الحمل أن تخبر طبيبتها بشأن أية أدوية أو منتجات عشبية، أو مكملات تتناولها. وبناءً على ما تتناوله، توصي الطبيبة المرأة المرشحة للحمل بتغيير الجرعات ومواءمتها، كما تنصحها بالتوقف عن أخذ بعضها إذا كانت غير مناسبة لها في فترة الإعداد للحمل، وأيضاً في فترة الحمل. ويكون هذا الوقت كذلك مناسباً جداً لتناول الفيتامينات التي تشد عضُد المرأة وتساعدها في الحمل. وللأسف لا تبدأ النساء بتناول الفيتامينات التي يحتجنها إلا في أثناء الحمل، والحال أنها وجنينها يستفيدان منها أكثر عند تناولها إبان التحضير للحمل. فالأنبوب العصبي للجنين (مبنى أنبوبي مجوف يمتد على طول ظهر الجنين) الذي يتحول فيما بعد إلى الدماغ والنخاع الشوكي يتطور ويتشكل خلال الشهر الأول من الحمل، وربما قبل حتى أن تعرف المرأة أنها حامل. ومن ثم فإن تناول فيتامينات قبل الحمل يُساعد المرأة على وقاية جنينها من أية عيوب خلقية قد تنتج عن الفشل في انغلاق الأنبوب العصبي.

هل لديك تاريخ عائلي في الإصابة ببعض الأمراض؟

في بعض الأحيان، يكون التاريخ العائلي للمرأة أو زوجها عاملاً يزيد من مخاطر إصابة المولود المنتظر ببعض الأمراض الواردة في التاريخ العائلي، أو حتى بعض العيوب الخلقية. وإذا كانت الأمراض الوراثية من الأشياء المقلقة للزوجين، فإن عليهما اللجوء إلى استشاري أمراض وراثية من أجل الحصول على تقييم شامل لحالتهما الصحية، وحتى يتعرفا على جميع المخاطر التي قد يتعرض لها جنينهما، والسيناريوهات المحتملة، وما ينبغي عمله في كل حالة.

كم عمرك؟

تتراجع الخصوبة لدى جميع بنات حواء بعد بلوغهن 35 سنةً فما فوق. كما ترتفع في هذه المرحلة العمرية مخاطر فقدان الجنين إثر إجهاض لا إرادي، أو الإصابة ببعض الأمراض الناتجة عن اضطراب في الصبغيات. ومن المعروف أيضاً أن بعض الأمراض كسكري الحمل هي من المضاعفات السائدة أكثر في صفوف الحوامل الثلاثينيات والأربعينيات. ومن هذا المنطلق، وجب على كل امرأة تخطى سنها 35 أن تطلب مساعدة طبيبة مختصة لتتسلح بالمهارات الكافية للتعامل مع المخاطر المحتملة لتي تحدق بها وبجنينها خلال فترة الحمل وبعده، وذلك عبر وضع خطة تصف ما يتعين فعله بدقة وتفصيل قبل الحمل وخلاله وبعده.

هل سبق لك الحمل سابقاً؟

أول سؤال تتلقاه المرأة عند زيارة أية طبيبة نساء وتوليد هو “هل سبق لك الحمل؟” ويجب على المرأة أن تكون صريحة جداً مع طبيبتها، وتخبرها بكل المضاعفات التي قد تكون حصلت لها سابقاً عند حملها، كارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل والمخاض المبكر، أو الولادة المبكرة، أو العيوب الخلقية.

وإذا كان قد سبق للمرأة أن مرت بتجربة حمل سابقة شملت عيباً خلقياً ما في الأنبوب العصبي للجنين، فإن الطبيب يعمد في هكذا حالات إلى توصية المرأة بتناول جرعات يومية عالية من حمض الفوليك، وذلك بمقدار يفوق ما هو مطلوب من غالبية النساء الأخريات الحصول عليه من هذا الحمض نفسه.

وإذا كان للمرأة أية هواجس أو مخاوف أو شكوك حول مدى نجاح حملها المقبل أم لا، فعليها أن تُفصح عن هذه المخاوف وتشرحها لطبيبتها قبل الإقدام على محاولة الحمل. فما من شك في أنها ستقدم لها كل الدعم، وتساعدها على فهم أفضل الطرق الكفيلة بتعزيز فرصها لتمر بتجربة حمل صحية وناجحة لها ولجنينها.

هل نمط عيشك الحالي يساعدك على خوض تجربة حمل صحي؟

لا يتجادل اثنان في أن تبني خيارات غذائية وصحية سليمة تلعب دوراً أساسياً في إنجاح تجربة الحمل. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن للطبيبة أن تُناقش معك أهمية اتباع نظام غذائي صحي مغاير لذاك الذي تتبعينه، وتنصحك بممارسة تمارين رياضية خفيفة بانتظام، وتزودك بتقنيات لمساعدتك على إدارة القلق والتوتر. وإذا كنت تعانين من نقص في الوزن أو زيادة فيه، فإن طبيبتك قد تصف لك خطة عمل تساعدك على استرجاع وزن صحي ملائم قبل محاولة الحمل. وإذا كنت تتعرضين لمواد كيميائية أو سامة، أو تدخنين سلبياً، فإن طبيبتك ستوصيك لا محالة بالعمل على اتخاذ ما يلزم لمنع حدوث ذلك والحيلولة دون تعرضك لأي مواد سامة قبل عزمك على الحمل. وإذا كنت تدخنين، فاطلبي من طبيبتك مساعدتك على الإقلاع عن هذه العادة، لأنك لا يمكن أن تكوني مؤهلة حقيقيةً للحمل والأمومة إذا كنت عاجزة عن الإقلاع عنها.

ما هو نمط عيش زوجك؟

يجدُر بالمرأة أن تطلب من زوجها حضور كل زيارة تقوم بها إلى طبيبتها، ولا تحسبن أبداً أنه غير معني بالأمر. فكل الأشياء التي تُناقَش مع الطبيبة كنمط عيشكما والتاريخ العائلي لكل منكما من الأمراض، وعوامل الخطورة والعيوب الخلقية وغيرها تهم الزوج والزوجة على حد سواء، وتقتضي منهما أن يبذلا كل ما في وسعهما لضمان التمتع بتجربة حمل صحية، ووضع مولود سليم صحيح وخال من أي عيوب، أو نواقص جسدية أو عاطفية.

هشام أحناش

المصدر: موقع “mayoclinic.com”
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 112 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,479