يُقال السَّهْلُ مَا لانَ مِنَ الأرْضِ، والرَّغامُ مَا لانَ مِنَ الرَّمْل، والزَّغْفَةُ مَا لانَ مِنَ الدُرُوع، والألوقَةُ مَا لانَ مِنَ الأطْعمَة، والرَّغَدُ مَا لانَ من العَيْش، والحوْقَلَةُ ما لانَ من أمْتعَة المشيخة، والثَعْد مَا لانَ مِنَ البُسْر، والخَرْعَبةُ مِنَ النِّسَاء اللَّيِّنَةُ القَصَبِ.
ويقال الهَلَعُ شِدَّةُ الجَزَع، واللَّدَدُ شِدَّةُ الخُصُومَة، والحَسُّ شِدَّةُ القَتْل، والبَثُّ شِدَّةُ الحُزْن، والنَّصَب شِدَّةُ التَّعَب، والحَسْرَةُ شِدَةُ الندًّامَة.
لمّا قُبض على الخليفة العباسي القاهر وسُمِلت عيناه وأفضت الخلافة إلى الراضي، طولب القاهر بأمواله الكثيرة التي خبأها، فأنكر أن يكون عنده شيء.
فأوذي وعُذِّب بأنواع من العذاب، وكل ذلك لا يزيده إلا إنكاراً، فأخذه الخليفة الراضي وقرّبه، وطالت مجالستُه إياه وإكرامه له، ولاطفه وأحسن إليه غاية الإحسان.
وكان للقاهر بستان في بعض الحصون قد غرس فيه النارنج، كثيف الشجر يانع الثمر مما لذ وطاب، وبين ذلك أنواع الرياحين والزهر، وأنواع الأطيار جُلبت إليه من الممالك والأمصار.
وكان ذلك في غاية الحسن، وكان القاهر كثير الجلوس فيه.
ثم إن الراضي رَفَق بالقاهر، وأعلمه بما هو فيه من حاجة إلى الأموال، وسأله أن يُسعِفه بما خبأه منها، وحلف له بالأيمان المؤكدة أنه لا يسعى في قتله ولا الإضرار به ولا بأحد من ولده.
فقال له القاهر: ليس لي مال إلا في بستان النارنج.
فسار الراضي معه إلى البستان، وسأله عن الموضع، فقال القاهر: قد ضاع بصري فلستُ أعرف موضعه.
ولكن مُرْ بحفره فإنك تظهر على المكان. فحفر البستان، وقلع تلك الأشجار والغروس والأزهار، حتى لم يبق منه موضع إلا حفره، وبولغ من حفره فلم يجد شيئاً.
فقال له الراضي: ما ههنا شيء مما ذكرتَ، فما الذي حملك على ما صنعت؟
فقال القاهر: إنما كانت حَسْرَتي على جلوسك في هذا البستان وتمتّعك به، وقد كان لَذَّتي من الدنيا، فتأسّفتُ على أن يتمتع به بعدي غيري.
فاروق جويدة:
أريد الحياة ربيعاً وفجراً
وحلما أعانق فيه السماء
فماذا تفيد قيود السنين
نكبل فيها المنى والرجاء؟!
ترى هل تريدين سجناً كبيراً
وفي راحتيه يموت الوفاء؟
أريد الحياة كطير طليق
يرى الشمس بيتاً يرى العمر.. ماء
أريدك صبحاً على كل شيء
كفانا مع الخوف ليل الشقاء!!
ساحة النقاش