مسجد محمد الأمين في قلب ساحة الشهداء في بيروت

تعكس المساجد المنتشرة في لبنان تاريخها الإسلامي، وتلخص حقبات مرت بها البلاد لاسيما أن بعضها يعود تاريخ بنائه إلى ثمانية قرون. تنتمي تلك المساجد لمختلف العصور، ويعود أقدمها إلى العصر الأموي، وهناك مساجد بنيت في العصور الفاطمية والمماليكية، والعثمانية، والأيوبية، فضلا إلى مساجد بنيت في العصر الحديث لعل أبرزها مسجد محمد الأمين الواقع في قلب ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت.

عماد ملاح - أعطى الله لبنان جمال الطبيعة، المقترن بصفاء الروح وعظيم القيم التي تمثلها المساجد التي ارتبطت بعلاقة وجدانية وروحانية مع المؤمنين منذ أن دخل الإسلام البلد، وأخذت أماكن العبادة من جوامع، ومساجد، ومدارس، تنتشر في معظم المدن والقرى وحتى الأرياف، انطلاقاً من العاصمة بيروت مروراً بالسواحل مثل طرابلس، التي تضم 360 مسجداً بعدد أيام السنة، وصور وجبيل وصيدا وبعلبك وصولاً إلى أعالي الجبال والقمم في عكار وجبل عامل والشوف والضنية والكورة وحدث الجبة.

حاضن الدعاء

 

الحقبات التاريخية التي مرت على لبنان، والعصور التي تركت ملامحها التراثية والثقافية والدينية، أوجدت زخماً في أعداد الجوامع والأماكن التي يعبد فيها الإنسان ربه، في صلاة يؤدي واجبها عدة مرات في اليوم، ويكون المسجد هو الحاضن لدعاء المسلم.

 

وتنتمي أماكن العبادة الإسلامية في المناطق اللبنانية إلى مختلف العصور، يعود أقدمها إلى العصر الأموي (بعلبك) وعهد الفرنجة (صيدا)، والعصر الفاطمي (طرابلس) والعصر المماليكي (طرابلس، صيدا، بعلبك)، والعصر العثماني (طرابلس، بيروت، صيدا) والعصر الأيوبي (بعلبك) وهي بين جامع ومسجد وزاوية ومدرسة وتكية ومقام، وغيره من الأماكن التي يرفع فيها الآذان، وتقام فيها الصلوات.

وتأتي مدينة طرابلس في مقدمة المدن اللبنانية، من حيث عدد المساجد، ومعظمها ينتمي للعصر المماليكي (طرابلس، صيدا، بعلبك) والعثماني (طرابلس، بيروت، صيدا) والعصر الأيوبي (بعلبك)، وهي بين جامع ومسجد ومدرسة وتكية ومقام، وغيره من الأماكن التي يرفع فيها الآذان، وتقام فيها الصلوات.

وفي دراسة رسمية حول توزيع الجوامع وأماكن العبادة في العاصمة بيروت، تبين أن الجامع العمري هو من أكبر الجوامع الموجودة في قلب بيروت، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن خطاب، وعرف أيضا باسم جامع فتوح الإسلام، والجامع العمري حوله الفرنجة عند احتلالهم بيروت إلى كاتدرائية، بقيت في حوزتهم حتى عام 1291 م فاستعاده المسلمون ثانية في عهد الأمير سنجر، مولى الملك الأشرف خليل بن السلطان قلاوون، ومنذ ذلك التاريخ هو بيد المسلمين.

أما مسجد محمد الأمين فهو يقع في قلب ساحة الشهداء المتصلة بساحة رياض الصلح طرازه إسلامي وعثماني وعربي مساحته (9778 م2)، بما فيها الطوابق السفلية والميزانين، وله ثلاثة مداخل (شرقي، شمالي، غربي) يدخل المؤمن إليه عبر ردهة خارجية من ساحة الشهداء، أو من ناحية الشمال عبر مدخل محوري باتجاه القبلة وفيه خدمات الوضوء، وله أربع مآذن، ويتسع لنحو 6250 مصليا ويتسع الطابق الأرضي لـ4200 مصل، وفي حرمه ضريح الرئيس رفيق الحريري.

وهناك جامع الأمير منذر أو “النوفرة”، يقع في وسط بيروت، وقد بناه الأمير منذر التنوخي (1620 م) في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني، وأطلق على جامع الأمير منذر اسم جامع النوفرة، لوجود نافورة ماء في صحنه، وهو يقع في باطن بيروت، وغربي الجامع العمري الكبير، إزاء باب إدريس وسوق الطويلة.

أسماء لها تاريخ

يعرف جامع السرايا باسم جامع الأمير منصور عساف، الذي أنشأه خلال فترة إمارته التي امتدت من نهر الكلب إلى حامه البحري، واطلق عليه اسم جامع دار الولاية ويقع على مدخل سوق سرسق تجاه الزاوية الجنوبية الشرقية لمبنى بلدية بيروت.

ويتصل جامع المجيدية الذي كان أصلاً، قلعة من قلاع بيروت البحرية، وبرجاً شاهقاً من أبراجها، بنهاية سوق الطويلة المعروف، وأطلق على هذه القلعة بعد تحويلها إلى مسجد اسم جامع المجيدية أو المجيدي، نسبة للسلطان عبد المجيد، ولقد دمر هذا المسجد إبان الحوادث المؤسفة عام 1975، وقامت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية بترميمه من جديد، وأضافت مئذنة عالية إلى جانب القديمة.

وتكر سبحة الجوامع في بيروت، وإذا اردنا تعداد الجوامع وأماكن العبادة في بيروت فهي عديدة وكثيرة مثل جامع الدباغة، ومسجد عين المريسة، ومسجد المصيطبة، ومسجد رأس النبع، إضافة إلى مساجد البسطا التحتا والفوقا، وبرج أبي حيدر والصيداني والبرجاوي والحرج والقصار، ومحمد الأمين وزقاق البلاط وتطول لائحة الأسماء.

ومن أشهر أماكن العبادة في الشمال تأتي جوامع البحر – القلمون، ومصلى عين الجامع، وبشمزين – الكورة، وبربر في ايعال – زغرتا، ويذكر أن جامع البحر يعود تاريخه إلى ما قبل 800 سنة.

ومن معالم طرابلس الإسلامية، وإلى جانب الجامع المنصوري الكبير، يأتي جامع طينال والبرطاسي والعطار والتوبة، وسيدي عبد الواحد وارغون شاه والطحام والصنجق والمعلق والبهاء والقلعة والحجيجية إلى جانب مدارس: الناصرية والشمسية والطواشية والست حسن والنورية والقرطاوية والظاهرية والقادرية والحمصي.

وفي قضاء المنية - الضنية، هناك مساجد البداوي، وجامع ومقام النبي يوشع بجوار القلعة التاريخية لمدينة جبيل، ووسط حديقة فسيحة يقوم جامع المدينة العثماني في المكان الذي بنى فيه المسلمون الأوائل “جامع الفتح” في عهد الخلفاء الراشدين. وقد شيده السلطان العثماني عبد المجيد ونقش التاريخ داخل المسجد، والتجديد كان على يد الأمير يوسف الشهابي سنة (1783 م).

وتطل مساجد جبل عامل ويأتي في مقدمتها مسجد بنت جبيل الذي يعتبر من أعظم المساجد في العصر العثماني إلى جانب مساجد أثرية منتشرة في مختلف مدن وقرى الجنوب، فيها: مسجد تبنين وجوياً وشحور والخيام والبابلية وأنصارية وأنصار وطيردبا وجباع.

وتتنوع المعالم الأثرية الإسلامية في قضاء صيدا وصور بين مساجد ومقامات تعود إلى مراحل تاريخية مختلفة من أهمها الجامع العمري الكبير في صيدا، ومسجد البحر والجامع البراني ومسجد قلعة صيدا البحرية، ومسجد باب السراي، ومسجد قطيش والكيخيا، وجامع الحاج بهاء الدين الحريري.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 338 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,308,443