عرف العرب بالشجاعة، ومدح الشعراء قيمة الشجاعة في ممدوحيهم، وتقول العرب: الشجاع موقّى، وقالت الخنساء:

 

نهين النفوس وهون النفو

 

س يوم الكريهة أوقى لهم

وقال يزيد بن المهلب:

تأخّرت أستبقي الحياة فلم أجد

لنفسي حياةً مثل أن أتقدّما

وقال ربيعة بن مقروم:

ودعوا نزال فكنت أوّل نازل

وعلام أركبه إذا لم أنزل

وكان خالد بن الوليد يسير في الصفوف يذمّر الناس ويقول: يا أهل الإسلام، إنّ الصبر عزّ وإنّ الفشل عجز وإنّ النصر مع الصبر.

وقال أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد: احرص على الموت توهب لك الحياة.

قدمت منهزمة الروم على هرقل وهو بأنطاكية، فدعا رجالاً من عظمائهم فقال: ويحكم! أخبروني ما هؤلاء الذين تقاتلوهم أليسوا بشراً مثلكم؟ قالوا: بلى. يعني العرب. قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كلّ موطن. قال: ويلكم! فما بالكم تنهزمون كلّما لقيتموهم فسكتوا، فقال شيخ منهم: أنا أخبرك أيهم الملك من أين تؤتون. قال: أخبرني. قال: إذا حملنا عليهم صبروا وإذا حملوا عليّنا صدقوا، ونحمل عليهم فنكذب ويحملون عليّنا فلا نصبر. قال: ويلكم فما بالكم كما تصفون وهم كما تزعمون، قال الشيخ: ما كنت أراك إلا وقد علمت من أين هذا قال له: من أين هو؟ قال: لأنّ القوم يصومون بالنهم ر ويقومون بالليل ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يظلمون أحداً ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنّا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد ونغضب ونظلم ونأمر بما يسخط اللّه وننهى عما يرضي اللّه ونفسد في الأرض. قال: صدقتني، واللّه لأخرجنّ من هذه القرية فما لي في صحبتكم خير وأنتم هكذا.

قطريّ بن الفجاءة:

أقولُ لَها وقد طارَت شَعاعاً

منَ الأبطالِ ويحَكِ لَن تُراعي

فَإنّك لو سأَلتِ بَقاءَ يَوم

على الأجَلِ الَّذي لكِ لم تُطاعي

فَصبراً في مَجال المَوت صَبراً

فَما نَيلُ الخُلود بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوب عِزٍّ

فَيُطوى عَن أخي الخَنعِ اليُراعُ

سَبيلُ المَوت غايَةُ كُل حيّ

فَداعِيَهُ لِأهلِ الأرضِ داعي

وَمَن لا يُعتَبَط يَسأم وَيَهرَم

وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى انقطاعِ

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 22 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,310,537