يحيى أبوسالم

في ظل هيمنة وسيطرة الإنترنت على أغلب، إن لم يكن المعاملات كافة والتعاملات الحياتية اليومية المختلفة، وعلى المستويات والصعد كافة، وفي ظل توجه العالم بأسره ومعانقته لثورة الإنترنت وعوالمها المختلفة وتحول معظم الدول من المحلي إلى العالمي وانتشار المواقع الإلكترونية المخصصة لإنهاء وإتمام المعاملات كافة والإجراءات، تواصل، مع كل هذا، العشرات من الشركات المتخصصة في عمليات القرصنة والاختراق هجماتها المتلاحقة وغير المنتهية، من خلال ما تنتجه من فيروسات وملفات تجسس قادرة على اقتحام وتدمير أشد الحصون والجدران الرقمية النارية وقادرة في الوقت نفسه على سرقة وتدمير كل ما يأتي أمامها من معلومات وملفات سرية لا يجوز لغير أصحابها الاطلاع عليها.

قبل سنوات ليست بالطويلة، كانت مشكلة الفيروسات وملفات التجسس المختلفة، لا تمثل خطراً كبيراً وعظيماً، وكانت عملية الحرص والحيطة والحماية من هذه الملفات غير المرغوب فيها وهذه الفيروسات “المخربة”، ليست بالأهمية الكبرى التي تشغل بال العديد من مستخدمي الكمبيوترات، والتي لا توليها في الوقت نفسه العديد من الشركات العالمية الأهمية الكبرى لحماية ملفاتها وموادها الخاصة.

طفرات الإنترنت

 

أما اليوم، فما يحصل في أيامنا الحالية مختلف عن الماضي، فمع طفرات الإنترنت المتلاحقة واعتمادنا كمستخدمين عليه في أغلب شؤون حياتنا، وظهور تقنيات “السحب الإلكترونية” التي تجعل من هذا الإنترنت بمثابة “ذاكرة تخزين” افتراضية لكل شخص يمتلك جهازاً تكنولوجياً وتقنياً مختلفاً، ولكل شخص يرغب في تخزين ملفاته الشخصية الخاصة وحمايتها من الضياع أو التلف... بات من الضروري إعداد وتجهيز الأدوات كافة والبرامج والتطبيقات لحماية كمبيوترك الشخصي وجهازك وهاتفك الذكي وحتى تلفازك الذي بات اليوم ذكياً أيضاً... بأحدث أدوات وبرامج وتطبيقات الحماية من الفيروسات وملفات التجسس، وباتت مثل هذه الأدوات من الأهمية التي توازي إن لم تكن تغلب أهمية الأجهزة والكمبيوترات نفسها.

 

فايروس «جاوس»

مؤخراً، وبحسب ما أوردته الوكالة الإخبارية الألمانية نقلاً عن “رويترز”، تم اكتشاف فيروس جديد للمراقبة الإلكترونية في الشرق الأوسط اسمه “جاوس” ويمكنه التجسس على المعاملات المالية والبريد الإلكتروني وأنشطة مواقع التواصل الاجتماعي، ويستطيع سرقة كلمات السر وبيانات أخرى من متصفحات الإنترنت. حيث قالت شركة المعلوماتية “كاسبرسكي لاب” الروسية، الخميس الماضي، إنه تم اكتشاف فيروس جديد للمراقبة الإلكترونية في الشرق الأوسط، يمكنه التجسس على المعاملات المالية والبريد الإلكتروني وأنشطة مواقع التواصل الاجتماعي. وذكرت الشركة الرائدة في مجال الأمن الإلكتروني أن الفيروس الذي أُطِلق عليه “جاوس” قد يستطيع أيضاً مهاجمة بنى تحتية حيوية، وتم إنتاجه في المعامل نفسها التي أنتج فيها فيروس “ستكس نت”، وهو الفيروس الذي يُعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة وإسرائيل استخدمتاه لمهاجمة برنامج إيران النووي.

ابدأ بنفسك

قد يسأل سائل، كيف يمكن أن أحمي معلوماتي الشخصية وموادي الخاص المختلفة من السرقة أو من هجمات الفيروسات والهاكر؟ والجواب وبكل بساطة هو أن بشرائك لنسخة من برامج الحماية والوقاية من الفيروسات وملفات التجسس، وهي كثيرة ومختلفة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن تحتاط وتنتبه وأنت تتعامل مع كمبيوترات عامة لا تعرف أين هو مصدرها ومن هو صاحبها، خصوصاً إذا رغبت في فتح حسابات خاصة بك على مثل هذه الأجهزة وتحتاج لوضع كلمات المرور المختلفة لمثل هذا الحسابات، فقد تحتوي مثل هذه الأجهزة العامة “غير معروفة المصدر” على ملفات وفيروسات قادرة على سرقة كلمات المرور المختلفة الخاصة بمستخدمي هذه الأجهزة بمجرد أن يقوموا بطباعتها على المواقع الإلكترونية المختلفة.

احم كمبيوترك

هنالك المئات من مستخدمي الكمبيوترات المختلفة اليوم، ما زالوا لا يقدرون أهمية وفوائد برامج الحماية من الفيروسات وملفات التجسس، ولا يعرفون ما تأتيهم به مثل هذه البرامج والتطبيقات من حماية لهم ولموادهم الخاصة، إلا بعد ضياع ملفات شخصية تخصهم أو سرقة كلمات مرور لحسابات خاصة بهم. ولمثل هؤلاء ولغيرهم أنصحكم اليوم بالتأكد فوراً وحالاً من فاعلية برنامج الفيروسات والحماية من التجسس الخاص بك والمحمل على كمبيوترك الشخصي، فإن لم تجد هناك أي من هذه البرامج، فتأكد أنك اليوم معرض لآلاف الفيروسات التي تصيب الملايين من الكمبيوترات بشكل يومي، وتأكد بأنه لا يوجد داعي لإخفاء حساباتك المختلفة وحمايتها من خلال كلمات المرور السرية التي تعتقد أنك تعرفها وتحفظها لوحدك، فمن المؤكد أن كمبيوترك غير المحمي ببرنامج ضد الفيروسات، والموصول على الإنترنت، يعج اليوم بالعشرات من الفيروسات وملفات التجسس، قادرة على الوصول لأدق التفاصيل الشخصية والخاصة بك وبكل حساباتك السرية والخاصة.

برامج الحماية المناسبة

هناك العديد من برامج وتطبيقات الحماية من الفيروسات وملفات التجسس وحماية الإنترنت، وهي اليوم بالكثرة بحيث بات من الصعب تحديد ما هو البرنامج المناسب لكمبيوترك الشخصي، والأنسب لك، والذي يوفر لك الحماية القصوى ويحمى ملفاتك الخاصة من السرقة والتخريب وذلك من جهة، ومن جهة أخرى لا يرهق كمبيوترك ويبطئه ويسبب لك مشاكل مختلفة ومتنوعة جنباً إلى جنب، ومع حمايته القصوى تجعلك تستغني عن الحماية مقابل السرعة.

ولذلك قم بشراء برامج وتطبيقات الحماية حسب حداثة وقوة كمبيوترك الشخصي، وهي النقطة التي قد يغفلها العديد من مستخدمي الكمبيوترات، حيث إن برامج الحماية من الفيروسات وملفات التجسس وحماية الإنترنت التي تحتوي على جدران حماية نارية، تستهلك قدرات وطاقات الكمبيوتر بشكل كبير، الأمر الذي ينعكس سلباً على أداء وفاعلية الكمبيوتر، وعندها ستجد أن كمبيوتر “متوسط الحداثة” أو القديم، غير قادر على التعامل مع بعض برامج الحماية الكبيرة والمتشعبة هذه، والتي توفر لك حماية أكثر من القصوى قد لا تحتاجها في تعاملاتك اليومية البسيطة.

ماذا أشتري؟

يمكننا تقسيم برامج حماية الكمبيوترات والحفاظ على المواد الخاصة بها من السرقة والتخريب، إلى ثلاثة برامج رئيسية هي: “الحماية من الفيروسات، الحماية من ملفات التجسس، حماية الإنترنت”، وهنالك العديد من البرامج الأخرى التي قد لا تهمك على المستوى الشخصي إنما قد تهم المستخدمين على مستوى الشركات أو المكاتب الكبرى. ويمكنك شراء البرامج حسب حاجتك لهذا البرنامج والضرورات الخاصة بك والتي ليست بشرط أن تكون الضرورة الخاصة بشخص آخر.

ومع الأخذ بعين الاعتبار عُمر الكمبيوتر “جديد، متوسط، قديم”، الذي ترغب في شراء برنامج حماية خاص به، ونوعية الأعمال التي تقوم بها على هذا الكمبيوتر، مثل “تصفح الإنترنت، طباعة المعاملات، الشراء الإلكتروني، الصور الشخصية... وغيرها”، بالإضافة إلى نوعية المواد المخزنة على هذا الكمبيوتر، مثل “صور عائلية وشخصية، ملفات عمل خاصة، مواد شخصية مهمة... وغيرها”، مع أخذك بعين الاعتبار لكل ما تقدم وللسعر الإجمالي الذي ستدفعه مقابل هذا البرنامج، قم بتحديد برنامج الحماية الأنسب لك، والمناسب لكمبيوترك وحاجاتك واستخداماتك اليومية بالضبط.

لا تشتر برنامج حماية الإنترنت “Internet Security” مثلاً وكمبيوترك قديم وبطيء، أو لا تشتر برنامج حماية من الفيروسات فقط “Antivirus” وأنت تبيع وتشتري وتستخدم البطاقات الإئتمانية على هذا الكمبيوتر، ولا تشتر برنامج حماية من الفيروسات وملفات التجسس “Antivirus & Antispyware” إذا كنت تمتلك شركة أو مكتباً، خصوصاً المتخصصة بالمعاملات والحسابات... فمثل هذه البرامج قد تحميك من بعض الفيروسات وملفات التجسس ولا تحميك من المخترقين والمخربين.

احذر الأسلحة الإلكترونية

قد يكون مصطلح السلاح الإلكتروني مصطلحاً جديداً على آذاننا اليوم، ورغم حداثة هذا المصطلح وتقليل العديد من الخبراء والمختصين الأمنيين لخطورته، إلا أن اكتشافات شركة “كاسبرسكي لاب” الأخيرة بخصوص الفيروس الجديد “جاوس” الذي بات يهدد منطقة الشرق الأوسط اليوم، أصبحت تثير نقاشاً دولياً متنامياً بشأن إنتاج واستخدام الأسلحة الالكترونية، من قبل جهات وأجهزة غير معروفة على مستوى العالم، خصوصاً أن الفيروسات الذكية مثل “جاوس”، تستطيع سرقة كلمات السر والبيانات والمعلومات الشخصية للمستخدمين من خلال متصفحات الإنترنت، وتقوم بشكل أوتوماتيكي بإرسال معلومات بشأن إعدادات نظام التشغيل للجهات المسؤولة عن مثل هذه الفيروسات، وسرقة البيانات المستخدمة للدخول إلى الأنظمة المصرفية، وسرقة بيانات الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وحسابات المراسلة الفورية... وغير ذلك الكثير.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 14 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,220,987