طالب الشحي

بيوت الله هي أشرف البقاع وأطهرها وأحبها إلى الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها”. رواه مسلم

فالمساجد لم تبن إلا لذكر الله والصلاة وتلاوة القرآن وتعليم الناس وكل ما يرضي الله تعالى، قال سبحانه ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ،رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ)

فمن عظم بيوت الله وعرف قدرها ومكانتها وصانها من كل ما ينافي قداستها فهو مؤمن عارف بحق الله قلبه موصوف بالتقى والإيمان قال سبحانه (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ولأجل مكانتها وحرمتها جاءت النصوص الشرعية مبينة كيفية صيانتها وتعظيم قدرها فمن ذلك:

 

- النهي عن رفع الصوت في المساجد فعن السائب بن يزيد قال: “كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال: اذهب فأتني بهذين فجئته بهما، قال: من أنتما، أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضرباً ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله . رواه البخاري فكيف من أتى الصلاة تاركا هاتفه في جيبه يصدح برنينه مزعجا بذلك المصلين وناسيا قداسة بيوت الله تعالى.

 

- الإتيان إليها بسكينة ووقار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) رواه مسلم

- تطييبها وإزالة القذى منها فعن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنهما- قالت: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ)

- النهي عن البيع والشراء فيها لما رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ).

فالبيع والشراء في المسجد منهي عنه، سواء كان البيع بداخله أو فيما يعد منه، فإن بيوت الله لم تبن للبيع والشراء، والخوض في أمور الدنيا،؛ قال محمد بن مسلمة - رحمه الله-: لا ينبغي لأحدٍ أن يبيع في المسجد ولا يشتري شيئاً حاضراً ولا غائباً. أما الحاضر؛ فإن المساجد ليس بموضع للسلع، ولو جاز ذلك صار المسجد سوقاً، وأما ما ليس بحاضر؛ كالدور والأصول، وبيع الصفة، وأشباه ذلك؛ فلما فيه من اللغط واللغو، وعلى هذا القول دلّ قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ). وقال القرطبي – رحمه الله -: وتُصان المساجد أيضًا عن البيع والشراء. لما رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بُنِيَت المَساجد لما بُنِيَتْ له”، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، والحمد لله أولاً وآخر.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 14 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,001