كثير من الناس لا يستطيعون على مدار السنة الالتزام بأنواع الأنظمة الغذائية لعدم قدرتهم على مقاومة مغريات الطعام والحلويات والأصناف الدسمة، ولأن شهر رمضان إمساك عن تناول الطعام والشرب ساعات طويلة من اليوم، فإنه يوحي للباحثين عن برامج التخسيس بإمكانية الاستفادة منه لتحقيق غاياتهم، وهكذا تبدأ الحميات العشوائية على جهل مما قد تتسبب به من عواقب على الصحة منها ضعف الجسم وحرمانه من التوازن. وينظر البعض إلى الأنظمة الغذائية في شهر رمضان على أنها تؤدي إلى حالات من الفوضى الصحية بسبب عدم التوازن في نوعية الأطعمة وكمياتها، ومع ذلك لا يمكن تجاهل فئة من الأشخاص الذين ينتهزون فرصة الصيام بالتوازي مع حميات يضعونها لأنفسهم بقصد خسارة الوزن.
الرأي نفسه تسجله نوال أبو النجا التي تعاني البدانة والتي تعتبر أن كل الحميات الغذائية لا تفيد مع غياب الإرادة. وتعتبر أن شهر رمضان هو أكبر مشجع على تخفيف الطعام لأن الصيام لساعات طويلة من اليوم هو مقدمة جيدة للاستمرار على المنوال نفسه خلال فترة ما بعد الإفطار، وهذا ما تقوم به خلال أيام رمضان من كل سنة، إذ تنقطع بشكل شبه كلي عن الطعام. وتتوقف عن تناول اللحوم على أنواعها إضافة إلى النشويات والحلويات.
تعذيب النفس
من جهته يذكر عبد الكريم عكام أنه لا يؤمن بالأنظمة الغذائية القائمة على تعذيب النفس وحرمانها من مواد قد تكون فعلاً ضرورية.
ويقول مع أنني بدين وأحتاج إلى إنقاص وزني، لكن لا يمكن أن ألجأ إلى ذلك خلال شهر رمضان”، وهو ينتقد زوجته التي تنتظر شهر الصيام حتى تبدأ بتغيير أسلوب أكلها والانقطاع عن اللحوم والأكلات المطهوة بالزيت والصلصات. ويعتبر عبد الكريم أن هذا السلوك خطأ، لأن الجسم يحتاج بعد الإفطار إلى بدائل لتعويضه عما خسره خلال النهار من مياه وطاقة وفيتامينات. وهو يرى كيف أن زوجته تعاني من الجوع المزمن على مدار اليوم، ومع ذلك فهي تواظب على هذا النوع من “الدايت”.
وتقول عايدة شهاب إنها جربت كل الحميات الغذائية، حتى أنها لطالما اعتادت حرمان جسمها من الأطايب خلال شهر رمضان. لكنها اكتشفت أنها بمجرد قطع شوط من “الدايت”، تشعر بحاجة مضاعفة إلى معاودة تناول الطعام من جديد وبكميات أكبر من المعتاد. ولهذا السبب فقد قررت عايدة أن تتوقف عن الحميات القاسية، وأن تعتمد أسلوب الانتباه إلى كمية الطعام الذي تتناوله بغض النظر عن نوعه. فهي مقتنعة بأن الانسان مهما كان بديناً لا يمكنه أن يحرم نفسه من تذوق الأصناف اللذيذة، وإن كان هذا بشكل متقطع.
توازن الجسم
وتوضح أخصائية التغذية غادة أبو شريعة أن شهر رمضان قد يكون فرصة مناسبة لإنقاص الوزن، ولكن لا بد أن يكون ذلك وفقاً لاستشارة طبية. إذ لا يجوز اتباع الأساليب العشوائية بحرمان الجسم من العناصر الغذائية التي أكثر ما يحتاج إليها خلال الصيام. لأن ذلك من شأنه أن يضعف الجسم من جهة، وأن يؤدي إلى التعامل مع الطعام بشراهة في فترات لاحقة.
ساحة النقاش