الأيام البيض

هل يجوز صيام الأيام البيض قبل صيام أيام الدَّين (الأيام التي أفطرتها في رمضان بعذر)؟

◆◆ الأفضل البدء بالقضاء قبل صيام التطوع إبراء للذمة، جاء في الشرح الكبير للعلامة الدردير: (وندب تعجيل القضاء لما فات من رمضان لأن المبادرة إلى الطاعة أولى، وإبراء الذمة من الفرائض أولى من النافلة).

 

وقال العلامة محمد عليش رحمه الله في منح الجليل: “وكره تطوع بصوم قبل صوم نذر غير معين أو قبل صوم قضاء لفائت من رمضان أو قبل صوم كفارة ليمين أو ظهار أو قتل أو فطر رمضان”.

 

◆ لقد وضعت ولدي في أول يوم من رمضان عام 2006، وبالتالي أفطرت 30 يوماً من رمضان بحكم أني كنت نفساء ولم أقض هذه الأيام قبل رمضان 2007؛ وذلك لأنني كنت أرضع طفلي، وبعد رمضان 2007 الحمد لله قمت بقضاء ما كان يجب أن أقضيه بعد ولادتي.

◆ هو هل تجب عليَّ الكفارة غير القضاء لتأخير الصيام لأنني ظننت أن الإرضاع عذر لتأخير القضاء وما هي إن وجبت؟

◆◆ إن كان الصوم مع الرضاع يضرّ بك أو بجنينك وأخرت القضاء حتى دخل رمضان الموالي بسبب ذلك فلا فدية عليك لأنك لم تفرطي، وإنما أخرت القضاء بسبب الرضاع وهو عذر يسقط الفدية كالمرض المتصل برمضان الموالي، قال العلامة محمد عليش رحمه الله: “لا إن اتصل مرضه ولو حكما كحمل وإرضاع”.

وإن كان الصوم لا يضرّ بك ولا بولدك مع الرضاعة، ومع ذلك لم تقض ظنا منك أن مجرد الإرضاع عذر فعليك مع القضاء فديةٌ.

القضاء والكفارة

◆ أنا ليبية مقيمة في بريطانيا مع زوجي الذي يشتغل هنا، عليّ قضاء 10 أيام من رمضان 2009 ولم أستطع قضاءها، وذلك لأنني كنت حاملاً وأنجبت في رمضان 2010م والذي علي قضاؤه أيضاً؛ علماً بأنني قبل فترة الحمل لم يكن هناك مانع شرعي من قضاء تلك الأيام العشرة، فما حكم الشرع في ذلك، وإذا كان الحكم بوجوب كفارة فهل يجوز دفع الكفارة في ليبيا أو في بريطانيا وهل يجوز دفعها مرة واحدة أو كل يوم بيومه؟

◆◆ بما أنك كنت حاملاً في شعبان 2010م ويشق عليك القضاء في ذلك الوقت، فليس عليك إلا القضاء عند الاستطاعة، ولا فدية عليك لعدم تفريطك في شعبان 2010م، قال العلامة الدردير في الشرح الصغير: “لا يجب على المفرط في قضاء رمضان إطعام إن اتصل عذره من مرض أو سفر أو جنون أو حيض أو نفاس، بقدر ما أي الأيام التي عليه، إلى تمام شعبان، فمن عليه خمسة أيام مثلا وحصل له عذر قبل رمضان الثاني بخمسة أيام فلا إطعام عليه، وإن كان طول عامه خالياً من الأعذار، وإن حصل العذر له في يومين فقط وجب عليه إطعام ثلاثة أمداد، لأنهما أيام التفريط دون أيام العذر”. وأما رمضان 2010م الذي أفطرته بسبب النفاس، فعليك قضاؤه قبل رمضان الذي يليه إن أمكنك ذلك.

السفر في رمضان

◆ سافرت في رمضان إلى كندا وقد أفطرت هناك عدة أيام كنت قد سألت قبل السفر عن جواز الإفطار خلال السفر وقالوا لي يجوز، وبعد أن عدت وقمت بالقضاء قال لي شخص آخر أخبرني بأنه لا يجوز الإفطار. المهم أني أريد أن أعرف ماذا يجب أن أفعل الآن علماً بأني سافرت مدة 11 يوماً (رحلة الطائرة تأخذ يوماً كاملاً بسبب فرق الوقت أي هناك ثلاثة أيام سفر يوم ذهاب ويومان إياب) أفطرت منها حوالي 5 أيام غير أيام السفر وصمت ثلاثة أيام خلال السفر؟

◆◆ من سافر إلى مكان ويريد أن يقيم فيه أربعة أيام بغير يوم الدخول والخروج أو أكثر من ذلك فيجب عليه أن يصبح صائماً في ذلك البلد؛ لأنه بوصوله إلى البلد الذي سافر إليه يعتبر مقيماً لا يترخص برخص السفر يجب عليه صوم رمضان وإتمام الصلاة، وبما أنك أفطرت أثناء إقامتك بسبب ما قيل لك من جواز الفطر لك فليس عليك كفارة وإنما عليك قضاء الأيام التي أفطرتها.

الزواج قبل رمضان

◆ فأنا تزوجت قبل رمضان بفترة قصيرة، ولقد حصل جماع مع زوجتي في نهار رمضان دون إنزال المني، وقد كانت زوجتي مفطرة؛ لأنها كانت ستسافر باليوم نفسه، مع العلم أنني كنت أعلم أن المحرم فقط هو الجماع مع إنزال المني، ولم أنزل فما حكم ذلك؟ وما هي كفارته؟ وماهي الشروط في تجاوز ترتيب الكفارة؟

◆◆ يحرم على الصائم الجماع أثناء صومه، سواء أنزل أو لم ينزل، وسواء كان صومه في رمضان أو في غيره، فإن جامع امرأته ولو لم ينزل عامداً عالماً في نهار رمضان وجب عليه القضاء والكفارة عن كل يوم جامع فيه، أما إن جامع زوجته جاهلاً حرمة الجماع للصائم فعليه القضاء فقط دون الكفارة. جاء في شرح مختصر خليل للعلامة الخرشي معدّداً شروط وجوب الكفارة “أن يكون عالما بحرمة الموجب الذي فعله، فلا كفارة على جاهل وهو من لم يستند لشيء: كحديث عهد بالإسلام يظن أن الصوم لا يُحَرِّمُ الجماع وجامع فإنه لا كفارة عليه، فالمراد بالجهل جهل حرمة الموجب الذي فعله، وأما جهل وجوب الكفارة فيه مع علم حرمته فلا يسقط عنه الكفارة”.

وأما زوجتك، فلا يجوز لها الفطر بمجرد نية السفر، بل لا بد أن تشرع في السفر قبل الفجر، فإن كانت أصبحت مفطرة وجب عليها القضاء والكفارة وإن أصبحت صائمة ثم أفطرت على أنها ستسافر فعليها القضاء دون الكفارة، والكفارة لا يجب عليها ترتيبها، بل تكفر بإطعام ستين مسكيناً لكل مسكينٍ مدّ أو صيام شهرين متتابعين وأفضلها الإطعام.

الفحص الطبي

ما هو حكم الفحص الطبي الشرجي من قبل الطبيب في حالة ما إذا كان المريض صائماً؟ وهل يختلف الحكم فيما إذا كانت يد الطبيب جافة أو رطبة وعليها دهن أو ما شابه؟

◆◆ إن كان فحص الشرج يتم بمحلول أو مادة سائلة مائعة، فلا يفسد الصوم إلا إذا علم وصول شيء إلى المعدة أو الأمعاء فيجب القضاء؛ أما مجرد وجود مادة على يد الطبيب أثناء الفحص فلا يفسد الصوم إذ هو كالفتائل التي عليها دهن، وقد ذكر الفقهاء أنها لا تفسد الصوم، لعدم حصول تغذية بما عليها، وإذا لم يكن على يد الطبيب شيء فلا تفسد الصوم؛ لأن القاعدة الفقهية أن كلما وصل إلى المعدة من المنافذ العلوية من فم أو أذن أو أنف فإنه مفسد للصوم سواءً كان مائعاً أو جامداً؛ بخلاف ما يصل إليها من المنافذ السفلية فإنه مُفَطِّرٌ بشرطين: أن يكون مائعاً، وأن يكون من الدبر؛ فلا يفسد الصوم ما وصل إلى المعدة من أسفل وكان جامدا، يقول العلامة الخرشي رحمه الله في شرحه للمختصر: “لا فرق فيما يصل إلى المنفذ الأعلى بين أن يكون قد وصل من منفذ واسع كالفم أو غير واسع كالأنف والأذن والعين بخلاف ما يصل إلى المنفذ الأسفل يشترط كونه واسعاً كالدبر لا كإحليل أو جائفة فلا شيء فيه”.

ويقول العلامة الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: “ما وصل للمعدة إن كان من منفذ عال فهو مفسد للصوم سواء كان مائعاً أو غير مائع، وإن كان من منفذ سافل فلا يُفسد إلا إذا كان مائعاً لا إن كان جامداً، فوصول المائع للمعدة مفسد مطلقاً كان المنفذ عالياً أو سافلاً ووصول الجامد لها لا يُفسد إلا إذا كان المنفذ عالياً).

إذن الزوج

هل يلزم إذْنُ الزوج لتصوم الزوجةُ الأيام التي أفطرتها في رمضان؟

◆◆ لا يلزم المرأة استئذان زوجها في قضاء رمضان لأن هذا من الصوم الواجب المتعلق بذمتها، وإنما يكون الإذن في التطوع وما أوجبته على نفسها كالكفارة ونحوها، قال العلامة العدوي رحمه الله تعالى في حاشيته على شرح العلامة الخرشي للمختصر: (فلا تستأذنه في قضاء رمضان)، إلى أن قال: (وليس له أن يجبر الزوجة على تأخير القضاء لشعبان).

◆ أنا متزوج منذ حوالي ثماني سنوات، وفي بداية زواجي سمعت من بعض الرجال الكبار في السن أن أحد المفتين قد أجاز معاشرة الزوجة في نهار رمضان للمتعة بشرط عدم الإنزال. ولقد قمت بمعاشرة زوجتي في نهار رمضان دون إنزال، حيث اكتشفت بعدها أن الرجال الذين كانوا يتكلمون عن المفتي كانوا يتكلمون على سبيل السخرية منه. سؤالي: هل أنا مذنب؟ وما هي كفارة فعلتي؟ علماً بأنني لم أكن أدري بحرمة هذا الفعل.

◆◆ يحرم على الصائم الجماع أثناء صومه، سواء أنزل أو لم ينزل، وسواء كان صومه في رمضان أو في غيره، فإن جامع امرأته عامداً عالماً في نهار رمضان وجب عليه القضاء والكفارة، وهي على التخيير بين صوم شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً، وذلك عن كل يوم جامع فيه والأفضل الإطعام.

وجهلك بحرمة الجماع دون إنزال عذر يسقط عنك الكفارة، وإنما عليك القضاء فقط، قال العلامة عليش رحمه الله في منح الجليل: “فلا كفارة على متأوِّل تأويلاً قريباً وبلا جهل لحرمة فعله فلا كفارة على من أفطر جاهلاً حرمة إفطاره”.

كما ننصحك بضرورة تحري الحكم الشرعي فيما لا تعلمه، وذلك يكون بسؤال العلماء الثقات من أهل الفضل والعلم، لا بسؤال العامة، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، “الأنبياء:7”.

وروى الإمام مسلم في صحيحه عن محمد بن سيرين قال: “إنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ”.

كما نذكّر أولئك الساخرين - المستهزئين بالآداب الشرعية - بقول الإمام الحافظ أبي القاسم ابن عساكر رحمه الله: “إن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم”.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 11 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,033