رمضان والصوم

حفل اسم رمضان والصوم والصيام العديد من الاهتمامات التي سطرها المصنفون العرب في مؤلفاتهم التي تركوها خلال العصور الإسلامية، لا سيما في كتب التاريخ والتراجم وفي دواوين الشعراء وعند اللغويين والكتّاب أصحاب البلاغة والبيان.

رمضان في اللغة

هنالك اختلاف في اسم رمضان عند علماء اللغة السمحة. فيعني الفعل رمض: الحجارة، والرمضاء هي: الأرض شديدة الحرارة من وهج الشمس. وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال)، أي إذا أحرقت الرمضاء لخفافها، فبوركت من شدة الحر. وتكون صلاة الأوابين في وقت الضحى.

 

وشاءت المصادفات أن كان الوقت حاراً عندما أرادت العرب تسميه الشهور فسمي الشهر ذاك بشهر رمضان. ويقال رمضت النصل، إذا دفعته بين حجرين ليرق، وسمي رمضان لأن العرب كانوا يرمضون فيه أسلحتهم استعداداً للقتال في شهر شوال الذي يسبق الأشهر الحرم.

وقد أطلق رمضان على شهر الصيام لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها، أما عند الخليل بن أحمد الفراهيدي فإنه: مشتق من الرمضاء وهو: مطر يأتي قبل فصل الخريف.

في الصوم....

واشتق الصوم في اللغة العربية من المصدر، صام يصوم، ومن مصادره، الصيام فتقول، رجل صائم وصومان على الوصف بالمصدر، وهو ما يوصف به المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع. ويجمع الصائم على: صوام وصيام وصوم وصيم وصيامى، وتدور جميعها حول الأصل، ففي قولنا صام الرجل، امتنع وفي قول الحق تعالى على لسان مريم في [سورة مريم: 26] (إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياَ)، بمعنى امتنع، لأن المراد بالصوم بالآية المباركة هو الصمت والامتناع عن الكلام.

ابن الجوزي والشهور

إن لشهر الصيام طقوساً ونكهة يتذوقها المسلمون طيلة أيامه الكريمات. ولرمضان عند السلف في ماضي أيامه آثار عن فضائله وتفرده عن سائر شهور السنة كلها. فقال وكيع في تفسير قوله تعالى:

(كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية) إنها أيام الصوم تركوا فيها الأكل والشرب. وروي عن قتادة أنه كان يقول: (من لم يغفر له في شهر رمضان، فلن يغفر له في غيره).

ولبيان منزلة رمضان بين أشهر السنة والفصول نشير إلى ما كتبه الإمام ابن الجوزي في بستان الواعظين فقال: (مثل الشهور الإثني عشر، كمثل أولاد يعقوب، وكما أن يوسف أحب أولاد يعقوب إليه، كذلك رمضان أحب الشهور إلى الله وكما غفر لهم بدعوة واحدة منهم وهو يوسف، كذلك يغفر الله أحد عشر شهراً ببركة رمضان) وقال الرازي عن الشهر المبارك: (إن الله سبحانه وتعالى خصه بأعظم آيات الربوبية، وهو أنه أنزل فيه القرآن، فلا يبعد أيضاً أن يخصصه بنوع عظيم من آيات العبودية، وهو الصوم).

 أما أبو بكر الورّاق، فكتب في منزلة رمضان بين شهور السنة: (مثل رجب، مثل الرياح، شعبان، مثل السحاب، ورمضان مثل المطر) كذلك نقرأ ما قيل بحق شهر القرآن الكريم، شهر الطاعة والغفران بأن: (رجب خص بالمغفرة من الله، وشعبان بالشفاعة، ورمضان بتضعيف الحسنات).

المصدر: رابطة شباب مستقبل سوريا
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,436