هواتف «فيرتو» تمتاز بأنها يدوية التصنيع

يحيى أبوسالم

قد لا يعلم العديد من القراء والمتابعين للتطور التكنولوجي الكبير والسريع الحاصل خلال هذه الفترة في عالم الهواتف المتحركة، أن الشركة العالمية الفنلندية العريقة "نوكيا" والتي كانت ولفترة طويلة تعتبر إمبراطورية الهواتف المتحركة على مستوى العالم، ومن كبرى الشركات العالمية مبيعاً وإنتاجاً لهذه الهواتف، كما تعتبر المالك الحصري والوحيد ولوقت قريب للعلامة التجارية الفارهة "فيرتو"، والتي تأتي عشاقها ومحبيها بهواتف متحركة "متفردة" وحصرية، تأتي بشكل خارجي مميز ومتميز عن باقي الهواتف المتحركة الأخرى، كما تأتي في نفس الوقت بأسعار باهظة الثمن تتجاوز أسعار الهواتف التقليدية بكثير من المرات، فلا يقدر على شرائها سوى نخبة معينة من الأشخاص والزبائن عشاق النسخ الحصرية المتميزة والمتفردة.

لعل المشاكل الفنية والتقنية، ومشاكل التسويق والبيع وحتى مشاكل الإنتاج العديدة والمختلفة والتنافس الشرس والعنيد بين عشرات الشركات العالمية المصنعة للهواتف المتحركة الذكية وغير الذكية، وبروز نجم العديد من المنتجات التكنولوجية وأنظمة التشغيل الجديدة في هذا العالم “المتحرك”... قد يكون بعض أو كل هذا وغيره سبباً واضحاً وجلياً لقيام الشركة الفنلندية نوكيا، ببيع علامتها التجارية الراقية في عالم الهواتف المتحركة “فيرتو”، لإحدى الشركات الأوروبية الخاصة التي تسمى “إكوايتي جروب”، وبملغ يقدر، بحسب “theverge” بـ 249 مليون دولار أميركي.

هواتف فيرتو

 

تعتبر هواتف فيرتو المتحركة، بمختلف أنواعها وموديلاتها أقرب لكونها تحفاً فنية تكنولوجية، أو قطعاً إكسسوارية تقنية، تجلس جنباً إلى جنب الإكسسوارات المختلفة الأخرى التي تحملها السيدات في حقائبهن، أو يضعها الرجال في جيوبهم، عن كونها هواتف متحركة تقليدية، صممت وأنتجت للقيام بما تقوم به الهواتف المتحركة من أعمال ومهام ووظائف مختلفة. هذا بالإضافة إلى أن عنصر التفرد والتميز والشكل الخارجي اللافت للانتباه واللمسات الفنية الدقيقة بالإضافة إلى المواد المصنعة منها هذه الهواتف ولمسات الذهب والفضة والأحجار الكريمة والألماس. كل هذا وأكثر كان بمثابة الأساس الذي بنيت عليه هذه الهواتف، وبغض النظر عن ميزات هذه الهواتف الفنية والتقنيات التكنولوجية المستخدمة فيها. فهواتف فيرتو المتحركة مازالت تعمل على نظام التشغيل القديم جداً والتقليدي “مع إضافة بعض التحديثات عليه” نظام “سيمبيان” من نوكيا، الذي طالما تعاملنا معه ومازال العديد منا غير قادر على تركه أو التعامل مع غيره من أنظمة التشغيل الأخرى والمختلفة.

 

هدف نبيل

حافظت فيرتو في ابتكار هاتفها اللمسي الجديد “كونستليشن سمايل” على منهجها المعتمد لتوفير تجربةٍ أصليةٍ ومخصصةٍ وفخمة، فهاتفها الجديد هذا والمخصص جزء من مبيعاته لهدف نبيل، هو مساعدة ومعالجة الأطفال الذين يعانون من مرض الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق، تم تصنيعه “يدوياً” وذلك على غرار معظم هواتف الشركة الأخرى والتي مازالت تحافظ على النمط التقليدي في عمليات التصنيع والإنتاج، كما هو الحال في كبريات الشركات العالمية المصنعة للساعات الفخمة والفارهة والتي تصنع بشكل يدوي بالكامل.

هاتف كونستليشن سمايل

يمتاز هاتف فيرتو كونستليشن سمايل الجديد، بشاشته اللمسية التي تضفي على الهاتف قدرا كبيرا من الجمال الخارجي، وتفيد مستخدمي الهاتف الجديد، ويأتي الهاتف بمجموعة ألوانٍ تنبض بالحياة مصنوعة من المطاط المفلكن، كالأزرق المرجاني والأحمر المرجاني والرمادي والبنفسجي. وتستجيب فيرتو باستمرار لحاجات عملائها عبر تطوير برنامجَي Vertu Concierge وCity Brief، بالإضافة إلى امكانية الوصول إلى نوادٍ خاصة، وخدمات PSGSecurity وخدمات منBerry Bros and Rudd. وسيتم استعراض هذه المجموعة المختارة بعناية من التطبيقات على الجهاز للتأكد من أن خدمات فيرتو الحصرية ومعلوماتها تتماشى مع أسلوب الحياة مباشرةً وتتناغم معه.

ميزات وخصائص

ويتميّز كونستليشن سمايل بأداء رائع على جميع المستويات، ليس فقط من ناحية المواد المستعملة وخدمات العميل الفريدة من نوعها، بل أيضاً من ناحية المواصفات التقنية. ويشكّل هاتفاً شاملاً بالفعل مع نطاق GSM رباعي، وWCDMA خماسي، وخدمة تنزيل البيانات عالية السرعة HSDPA. وقد زوّد أيضاً بمستقبل شبكة محلية لاسلكية عالية السرعة WLAN، ليبقى حامله على اتصال أينما وجد في العالم. وتبلغ سعة الذاكرة 32 جيجابيت، ما يضمن سعة تخزين كبيرة للملفات والصور أثناء الحركة. ويتميّز كونستليشن سمايل أيضاً ببعض المزايا المصمّمة خصيصاً للتعاون بين فيرتو وسمايل تراين، مثل علامة فيرتو لسمايل تراين المنقوشة بالليزر ورسومات فيرتو لسمايل تراين للاستيقاظ والإطفاء.

ويجهّز كونستليشن سمايل بشاشة AMOLED عالية الوضوح ساطعة وعالية التباين قياس 3.5 بوصة، إضافة إلى مقبس للصوت والصورة قياس 3.5 ملم يسمح بمشاهدة الأفلام والصور والعروض وقراءة البريد الإلكتروني على شاشات أكبر. ويشمل الهاتف أيضاً بلوتوث مع A2DP وراديوFM وخرائط عالميّة مجانيّة، فضلاً على نظام الملاحة بالسواتل Assisted GPS مع مقياس تسارع وبوصلة رقميّة.

خدمة البريد الإلكتروني

ويوفِّر كونستليشن سمايل خدمة البريد الإلكتروني الشخصي والمهني أو الخاص بفيرتو، إضافة إلى خدمة قراءة ملفّات Office مثل Word وExcel وPowerPoint وكتابة المدوّنات الشخصية، والنفاذ إلى شبكة التواصل الاجتماعي وتصفّح الإنترنت وتعديل الصور والفيديو، إضافة إلى ميزة كتابة النصوص التوقّعية بالتمرير swype.

وتشكّل البساطة والأناقة جوهر تصميم هذا الهاتف. فكلّ جهاز من أجهزة فيرتو هو من صناعة حرفي واحد يستخدم أحدث التكنولوجيّات وتقنيّات التصنيع، الأمر الذي يؤكّد التزام فيرتو المستمرّ بضمان الجودة والنوعيّة الفائقة. وتلجأ فيرتو إلى أفخر المواد في صناعة هذا المنتج، ومنها شاشة لمسية عالية التعريف مصنوعة من قطعة واحدة من البلور السافيري قياس 3.5 بوصة وخالية تماماً من الشوائب، وكاميرا عالية الوضوح بدرجة 8 ميجابيكسل مرصّعة بالياقوت عند مفتاح المصراع، وقسم علوي من الخزف المصقول، وأجود أنواع الفولاذ المصقول الناعم الملمس، والمطاط المفلكن على الصفيحة الخلفيّة من الهاتف، فضلاً عن نظام صوت تنفرد به فيرتو.

سلبيات ومشاكل

من المؤكد أن الهدف النبيل الذي جاء لأجله هاتف فيرتو كونستليشن سمايل الجديد، سيرسم البسمة والفرحة على شفاه العديد من مصابي ومرضى الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق، وسيكون بمثابة الدافع الرئيسي والأساسي لبعض المقبلين على شراء مثل هذا الهاتف باهظ الثمن من جهة وقليل المزايا والمواصفات الفنية من جهة أخرى، وبغض النظر عن هذا الهدف النبيل، وبغض النظر عن الشكل الخارجي الفخم وتميز الهاتف في الشكل والمظهر وتفرده بالمواد المصنع منها وتميزه بحرفية ويدوية التصنيع... وذلك عن باقي الهواتف المتحركة الأخرى، فإن هاتف “كونستليشن سمايل” هذا يعاني من:

- بطء كبير في عملية تصفح الإنترنت وخصوصاً خلال استخدام “تقنيات الاتصال القديمة والتقليدية” مثل “EDGE, GPRS”.

- بطء كبير في سرعة المعالج المركزي، مقارنة بغيره من الهواتف المتحركة، حيث يأتي بمعالج مركزي بسرعة 680 ميجاهيرتز فقط.

- قلة حجم الذاكرة العشوائية وبشكل كبير، حيث تصل إلى 256 ميجابايت.

- ضعف واضح وكبير في “التوضيح الآلي” لعدسة كاميرا الهاتف، ولا توجد به كاميرا أمامية.

- ضعف ومشاكل في ذاكرة التخزين الخارجية “مايكرو إس دي”.