تعتبر عشبة الزعتر من بين أشهر النباتات التي عرفها البشر، وهي تكتسب في رمضان مكانة خاصة، حيث تشتهر العديد من الدول العربية بتحضير فطائر الزعتر من أجل الاستمتاع بوجبة سحور خفيفة وصحية في الوقت ذاته، كما يذيع صيت الزعتر خلال الشهر الكريم من خلال حلوله ضيفا على العديد من الوصفات والسلطات التتبيلات التي يدخل فيها كمكون أساسي لا غنى عنه.
رائحة ذكية
الزعتر نبات جبلي ذكي الرائحة وله مذاق رائع على الطعام وخاصة المخبوزات والمأكولات في موائد البحر الأبيض المتوسط، كما أن للزعتر قدرة عجيبة على مقاومة البرد ومعالجة تخثر الدم وتنبيه الأعصاب وجلب النوم وتسهيل الهضم ومطاردة الجراثيم في الدم.
والزعتر أيضا طارد الغازات ومانع للتخمرات ويفتح الشهية للطعام، كما أنه مطهر ممتاز للجروح ومنق للأمعاء من البلغم وملطف للأغذية، وإذا وضع مع الخل لطف اللحوم وأكسبها طعما لذيذا، وهو طارد للديدان، وقد أثبتت التجارب العلمية أن زيت الزعتر يقتل الأميبا المسببة للدوسنتاريا في فترة قصيرة ويبيد جراثيم القولون وهو مسكن للسعال ويقوي المناعة إذا استخدم مع الثوم وحبة البركة والعسل، والزعتر مفيد أيضا في تخفيف السعال بأنواعه المختلفة بما في ذلك السعال الديكي، ففي هذه الحالة يعمل الزعتر على تلين المخاط مما يسهل طرده للخارج كما يهدئ الشعب الهوائية ويلطفها.
ويعتبر الزعتر منشطا ممتازا لجلد الرأس ويمنع تساقط الشعر ويكثفه وينشطه، ومضغه ينفع في وجع الأسنان والتهابات اللثة خاصة إذا طبخ مع القرنفل في الماء، ثم ينصح بالتمضمض به بعد أن يبرد، كما أنه يقي الأسنان من التسوس، وخاصة إذا مضغ وهو أخضر غض، ويفضل أكل الزعتر بعد الوجبات للتغلب على النعاس المصاحب لعملية الهضم وخاصة للمفكرين ولكافة العاملين كي يتمكنوا من متابعة أعمالهم بجد ونشاط، ويستعمل الزعتر على نطاق واسع كنوع من التوابل لإضفاء مذاق عطر شهي مع مختلف أنواع الأطعمة.
وأثبتت دراسات وأبحاث طبية أن نبتة الزعتر علاج ناجح لالتهابات الحلق والحنجرة وعامل فاعل في تنشيط الدورة الدموية للإنسان، كما أكدت أن للزعتر دور عظيم في القضاء على مختلف الأمراض، حيث يحتوي على مواد من شأنها تسكين الألم، وتنشيط الدورة الدموية، كما يحتوي مواد مقوية للعضلات تمنع تصلب الشرايين، وطاردة للأملاح، ومواد مضادة للأكسدة، ونظراً لاحتوائه على مادة (الثيمول)، فهو يساعد على قتل الميكروبات وطرد الطفيليات من المعدة، إضافة إلى مادة (الكارفكرول) وهى مسكنة ومطهرة وطاردة للبلغم، وأوضح الباحثون أن الزعتر يساعد على استرخاء العضلات اللينة والباسطة ويقلل من (البروستاجلاندين) الذي يسبب تقلصات العضلات.
تنشيط الذاكرة
من فوائد الزعتر الأخرى احتوائه على مواد مضادة للأكسدة، حتى أن الأطباء يوصون بإضافته إلى المواد الغذائية المعلبة لمنع الأكسدة بدلا من المواد الصناعية الضارة بالصحة، ومن المفيد أيضا للذاكرة تناوله مع زيت الزيتون صباحا للاعتقاد بأنه منشط للذاكرة خاصة بالنسبة للتلاميذ، حيث ثبت أنه يساعد على استرجاع المعلومات المختزنة وسهولة الاستيعاب، وفى حالة آلام الأسنان والتهاب اللثة يمكن مضغه، كما أنه يقي الأسنان من التسوس خاصةً إذا ما مضغ وهو أخضر حتى أنه يدخل في معاجين الأسنان.
كما أفادت دراسة حديثة أخرى بأن الزعتر يعزز جهاز المناعة ويقوي الكلية والدماغ، كما أنه مثل باقي التوابل له خصائص مضادات الأكسدة وهو غني بالمواد المضادة للالتهابات والبكتيريا، ولهذا يمكن تناول الزعتر بالماء وبخاصة في الشتاء، حيث يعد من المشروبات القوية التي تضاعف نسبة الأحماض الدهنية، ويشفي من مرض المغص الكلوي ويخفض الكوليسترول.
وكشفت دراسة علمية حديثة عن شدة فعالية الزيت الأساسي لنبات الزعتر في مكافحة البكتيريا، لتبشر بذلك بإمكانية الإفادة من بعض أصناف الزيوت الأساسية في محاربة السلالات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وكان باحثون من المعهد التعليمي التقني لجزر أيونيان باليونان أجروا دراسة على ثمانية أصناف من الزيوت الأساسية النباتية، ومنها الزيوت الأساسية في نباتي الزعتر والقرفة، بغرض تقييم تأثيرها على عدد من سلالات البكتيريا التي تنتمي إلى ما يُعرف بالمكورات العنقودية، وبحسب النتائج تبين أن الزيت الأساسي لنبات الزعتر كان الأكثر فعالية في محاربة بكتيريا المكورات العنقودية التي استهدفتها الدراسة، إذ نجح في قتل جميع الخلايا تقريباً خلال ساعة واحدة، وتمتاز الزيوت الأساسية بأنها زهيدة الثمن، وهي كذلك تقدم خياراً علاجياً للتعامل مع السلالات المقاومة من الجراثيم، وإلى جانب ذلك كله تقلل من استعمال المضادات الحيوية، لتساعد على الحد من مخاطر نشوء سلالات مقاومة من الجراثيم.
ساحة النقاش