authentication required

هشام أحناش - لا يمكن حصر فوائد الصيام البدنية والنفسية والقلبية، ناهيك عن الروحية. ولعل أكثر ما يُذهل في صيام شهر رمضان أن كل شعيرة أو ممارسة روحية تكون لها أبعاد صحية ونفسية وبدنية. فمن المعروف لدى المسلمين على سبيل الاستهلال أن من يفطر على التمر يكسب أجراً أكثر ممن يفطر على نوع آخر من الطعام. ولكن المعروف في أوساط الطب الغذائي أن تناول ثلاث تمرات عند الإفطار كل يوم خلال شهر رمضان له فوائد صحية كثيرة. ولعل أهمها هو الحصول على الطاقة اللازمة التي يكون الجسم في حاجة إليها لاستئناف حيويته ونشاطه.

ويعادل تناول ثلاث تمرات تزويد الجسم بنحو 31 جراماً من الكربوهيدرات، كما تزوده بما يحتاجه من الألياف لمساعدة الجهاز الهضمي على أداء وظيفته بشكل أفضل. أضف إلى ذلك المستويات العالية التي يحويها التمر من بوتاسيوم ومغنيزيوم وفيتامين “بي” وغيرها، والتي تُنعش الجسم بشكل مثالي وتجعل تلك فترة انتقاله من الصوم إلى الفطر في منتهى السلاسة والمرونة.

أيض فعال

 

من خلال الانقطاع عن الأكل طيلة نهار رمضان، تُصبح عملية الأيض أكثر فعاليةً، ما يعني أن كمية المغذيات التي يمتصها الجسم من الطعام تتحسن. وهذا يرجع إلى زيادة إفراز هرمون “أديبونيكتين” الذي يُفرَز نتيجة التوليف بين الصوم والأكل في وقت متأخر من الليل، ما يسمح للعضلات بامتصاص مغذيات أكثر. وهذا يُؤتي فوائد جمةً باعتبار أن مناطق متنوعة من الجسم تصبح قادرةً على أداء وظيفة امتصاص المغذيات على نحو أفضل، ثم استخدامها لما فيه مصلحة الجسم بمختلف أعضائه ووظائفه.

 

وعلى مستوى صحة الدماغ. نجد أن للصوم آثاراً إيجابية جمة على الصحة العقلية، لكن آثاره على صحة الدماغ هي أكثر مما يتصور. فقد وجدت دراسة أميركية حديثة أن التركيز العقلي الذي يتحقق في رمضان يزيد مستوى العامل المشتق من المخ لتغذية الأنسجة بإشراف الأعصاب، والذي يحفز الجسم لإنتاج المزيد من خلايا الدماغ ومن ثم تحسين أداء الدماغ. وبالموازاة مع ذلك، فإن قلة هرمونات الكورتيزول التي تفرزها الغدة الكظرية تعني تقليل مستويات التوتر.

ومن نافلة القول التذكير بأن رمضان هو فرصة نموذجية للإقلاع عن التدخين وغيرها من العادات السيئة. كما أنه فرصة للتوقف عن تناول المشروبات الغازية، فهذه الأخيرة يجب أن يُحرمها الصائم على نفسه تماماً، وإلا فإنه سيُهلك معدته أكثر مما يريحها. ولعل ما يؤسَف له أن نرى البعض يدخل قنينات المشروبات الغازية على مائدة الإفطار، والحال أن خبراء التغذية يعتبرونها بمثابة “السم الزعاف” على مائدة الصائم.

تقلص المعدة

نعلم جميعاً أن إنقاص الوزن هو أحد الإنجازات البدنية الممكنة خلال رمضان، لكن هناك أيضاً مجموعة من التغيرات الصحية التي تجري في الجسم ما وراء الكواليس. وقد وجد باحثون في أكثر من دراسة أن الصيام يساعد على تخفيض الكوليسترول في الجسم، ما يعزز صحة القلب ويقلل مخاطر الإصابة بالجلطات والسكتات القلبية. وعند اتباع نظام غذائي صحي خلال رمضان، يغدو ضبط نسبة الكوليسترول في الدم من أسهل المهام على الجسم.

ومن بين المشكلات الأساسية التي يعانيها بعض متبعي الحمية هو عجزهم عن المحافظة على إنقاص أوزانهم على المدى المتوسط أو الطويل. وفي رمضان، يؤدي تقليل الطعام إلى جعل المعدة تتقلص تدريجياً، ما يعني أن الإنسان يجد نفسه في حاجة إلى كمية أقل من الأكل للشعور بالامتلاء.

ويعد رمضان أيضاً فرصةً ذهبية لتعويد النفس على نظام حمية غذائي أفضل يمكن مواصلته بطريقة أخرى فيما بعد. وعند انتهاء رمضان، تصبح شهية الإنسان للطعام أقل مما كانت عليه قبل، فيجد نفسه مُقلاً في الأكل تلقائياً.

وإذا كان رمضان شهرا مثاليا لتخليص النفس، مما علق فيها من أدران الذنوب والمعاصي طيلة باقي أشهر السنة، فهو شهر مثالي أيضاً لتخليص الجسم مما تراكم في أطرافه من سموم. فمن خلال الامتناع عن الطعام والشراب طيلة اليوم، نمنح أجسامنا فرصةً نادرةً للتخلص من السموم العالقة في الجهاز الهضمي طيلة شهر كامل.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,676