يعد عصير قمر الدين أو المشمش المجفف وفق طريقة خاصة، أحد أبرز المشروبات الرمضانية المنعشة، وحيث يؤكد خبراء الصحة والتغذية بأن عصير قمر الدين مشروب مهم جدا كونه يروي عطش الصائمين العطش وينظم عمل الأمعاء، حيث يفضل شربه عادة قبل الأكل.
مقاومة الإنهاك
يقوي مشروب قمر الدين يقوي الأعصاب، ويفتح الشهية ويزيد من مناعة الجسم ويرطب وينظف الأمعاء، كما يفيد المصابين بالإنهاك الجسماني والذهني ويعمل على تهدئة الأعصاب، وأيضا يزيل الأرق وينشط نمو الأطفال، وهو مفيد لجميع أفراد الأسرة المسنين والشباب، وفوق ذلك كله يعد شراب قمر الدين بسيطا وسهل التحضير، ولا يقتصر تناول قمر الدين كنوع من أنواع المشروبات فحسب، بل يمكن تناوله كنوع من أنواع المربيات على وجبة السحور، خصوصا، وأنه يحمل قيمة غذائية عالية يحتاجها الجسم ليتمكن من مواصلة الصيام.
وتقول إحدى الروايات التراثية اللطيفة، إن رجلا يدعى قمر الدين، كان يمتلك مزارع للمشمش وتوصل إلى صنع قمر الدين في رمضان، فأمر الخليفة عبد الملك بن مروان أن يتم تقديمه للناس في شهر الصوم، وهناك رواية أخرى تقول إنه قبل شهر رمضان المبارك بيوم واحد تشتري الناس حوائجها من هذه المادة، وأطلقوا عليها هذه التسمية نسبة إلى قمر الدين وهو شهر رمضان، وتتعدد استخدامات قمر الدين إلى طرائق مختلفة، فبعضه يصنع كشراب وبعضه الآخر يصنع من منقوع المشمش كالمربى تماما، وعادة ما يكون مشروب قمر الدين حاضرا على مائدتي الإفطار والسحور. ويتكون المشمش من 86% من الماء وبعض البروتينات والدهنيات والسكريات والألياف، وفي كل 100 جرام منه يوجد 48 سعرة حرارية، وهو غني بفيتامين (ألف وجيم) والألياف. وحبتان من المشمش تكفيان لتأمين حاجتنا اليومية من فيتامين (ألف)، وهو مفيد لتأمين الرؤية الليلية لأنه يدخل في تركيب خلايا شبكية العين، ويلعب المشمش دوراً مضاداً طبيعياً للتأكسد مما يعني تأخر ظهور علامات الشيخوخة وهو أيضا مقاوم لفقر الدم (الأنيميا) وفاتح للشهية.
ملين ومحفز
المشمش الطازج مضاد للإسهال أما المجفف فهو ملين للمعدة كما انه منشط جيد في حالات التعب الجسدي أو الفكري، ومن فوائد المشمش أيضاً المساعدة على التوازن العصبي وتنظيم النوم، كما كشفت أبحاث طبية عديدة عن أن ثمار المشمش قد تكون أفضل العلاجات على الإطلاق في وقاية الفتيات من الأمراض الجلدية وبثور الشباب، حيث أوضح باحثون أن هذه التأثيرات العلاجية ترجع إلى احتواء هذه الثمرات على فيتامين (ألف)، لذا فهي تتميز أيضا بمفعول مقاوم للتجاعيد وانكماش الجلد، كما تعتبر من أفضل الأغذية لصحة الشعر والعينين والبشرة وإكسابها النعومة والحيوية، وكانت الدراسات قد أظهرت أن المشمش يفيد في علاج حالات فقر الدم، وتقوية البصر، وتحفيز مناعة الجسم ومقاومته للأمراض، إضافة إلى تنشيط وظائف الكبد.
وأفادت دراسة أخرى أجريت في بريطانيا، أن تناول المشمش يقلل مستويات الكوليسترول في الدم، ويحمي من أمراض القلب والشرايين، لاحتوائه على مركبات الكاروتينويد، التي تتحول في الجسم إلى فيتامين (أ)، الذي تحتاجه العين أيضا للتخلص من المركبات الكيميائية الضارة، التي تؤذيها. ويستعمل قمر الدين أو المشمش المجفف على نطاق واسع في علاج الإسهال والطمث وسوء الهضم وكذلك زيادة حموضة الدم والضعف العام، ويستخدم عصير قمر الدين بمعدل عشرة جرامات بمعدل ثلاث مرات يوميا أو تؤكل ست حبات جافة من المشمش ثلاث مرات يوميا. ووجد أن كل مائة جرام من قمر الدين تعطي 45% من حاجة الجسم اليومية من فيتامين (ألف)، و8% من فيتامين (جيم)، و6% من فيتامين (باء)، و3% من فيتامين (باء 1).
ويستفيد من قمر الدين أو المشمش المجفف كل من المصابين بفقر الدم والرياضيين وأصحاب الأعمال المرهقة والحوامل، وقد كان للمشمش في الأزمنة القديمة سمعة سيئة، حيث أشيع عنه أنه يسبب الحمى، حيث كان أصله من الصين وهو معروف هناك منذ 4000 سنة وقد نقله الإسكندر الأكبر إلى أوروبا وانتشر بفضل العرب في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
ساحة النقاش