لقطة من أحد المسلسلات العمانية الرمضانية
ظهرت الدراما العمانية مختلفة هذا العام، ويعزى ذلك الى تغير الرؤية عقب إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون العمانية، مع سعي القائمين عليها الى تغيير المشهد الدرامي العماني خاصة في رمضان، إلا أن مشاهدين يرون أن هناك تشابها وتكرارا للدراما وبعض البرامج، ولم تكن سوى أجزاء مكملة للعام الماضي وكان من المفترض ان يخرج التلفزيون العماني بإنتاج جديد وحديث، في حين يرى البعض الآخر، أن التلفزيون العماني خرج عبر شاشته عارضا عدة مسلسلات وبرامج تتناسب مع تطلعات المشاهدين وما يتطلبة الوضع في رمضان.
يوسف البلوشي (مسقط) - دخل التلفزيون العماني أمام تحد كبير خلال الشهر الفضيل، لأنه يحاول أن يدخل سباق المنافسة وسط مئات القنوات الفضائية الحكومية والخاصة، وحاول جاهدا أن يجذب الجمهور العماني عن طريق الاشتغال على الجانب المحلي، وهو الجانب الذي لا يمكن ان تنافسنا فيه بقية القنوات. وقد شهدت الدورة البرامجية الرمضانية تدشين بث التلفزيون عبر نظام (HD) عبر قناة عمان الخاصة بهذا البث على القمر عرب سات. ويتم بث جميع المسلسلات العمانية على هذا النظام وكذلك برنامج “أماسي” وهو أول برنامج عماني تنتجه الهيئة على النظام عالي الجودة.
«دليلة والزيبق»
وتم الكشف عن خمسة مسلسلات محلية تعرض خلال الشهر الفضيل في البرنامج العام، كما يستمتع المشاهد بالمسلسل التاريخي “دليلة والزيبق” في جزئه الثاني. والمسلسل يحكي قصة مأخوذة من التراث العربي عن سيرة شخصيتي دليلة والزيبق التي جرت خلال فترة حكم المماليك، وتناقضات الحياة في ذلك العصر، حيث سعى القائمون على العمل إلى تقديـم توليفة تجمع بين التثقيف والترفيه. أما الدراما الكرتونية “يوم ويوم” فستظهر نسختها الثانية هذا العام، فهي كوميديا ساخرة وناقدة، ويتناول المسلسل الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إلا أن كل ذلك سيكون في قالب فكاهي.
ويعرض التلفزيون مسلسلا محليا بعنوان “دين ودنيا” ويعرض في كل حلقة صفة من الصفات الإنسانية، سواء كانت إيجابية مثل الصدق والأمانة أو سلبية مثل الحسد والكذب يطرحها على شكل مَشاهد درامية تبيّن أهمية وجمال القِيَم التي يحتويها، ونبذ وترك الصفات السيئة موضحاً دور المجتمع والأفراد في نشر وتعميق هذه الصفات من خلال الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة. ويشارك في نجومية المسلسل صالح زعل وزهى قادر وإبراهيم البلوشي ونورة البادي وسلوى الشكيلية، ومحمد نور وعصام الزدجالي ومن مصر تشارك الفنانة شيرين.
أما مسلسل “أنا وضميري”، فتدور أحداثه حول أسرة أحمد العطار الذي يستولي على حقوق أبناء أخيه المتوفى دون وجه حق، وكذلك أموال صديقه الذي فقد ذاكرته في حادث سير، حيث تسعى “علياء” زوجة أحمد العطار إلى تشجيع زوجها على المزيد من الجشع وأكل حقوق الآخرين، ولكن مع مرور الزمن يستيقظ ضميره ويبدأ في البحث عن ابن صديقه وأسرة أخيه حتى يعثر عليهم ويلتئم شمل الجميع بعد أن يعيد لهم حقوقهم. ويمثل دور البطولة في المسلسل الفنان صالح زعل وسميرة الوهيبية وتركي اليوسف وليلى السلمان وشمعة محمد وزكريا الزدجالي ووفاء مكي ونخبة من الممثلين.
«العكاسة»
مسلسل “أرواح” والذي يبث أيضا في ثلاثين حلقة، وفي كل حلقة يناقش فكرة علمية أجمع المعنيون عليها في البحوث النفسية، وهي أن البيئة من أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية في تشكيل شخصية الإنسان، تدور الأحداث حول قصة أب نبذ ابنه وتخلى عنه وتولّت الجدة تربيته بعد وفاة والدته التي كانت تعاني أمراضاً عقلية لينشأ شاباً طيباً إلا أنه مليء بالعُقد النفسية. المسلسل قصة وسيناريو وحوار عبدالله البطاشي.
ومن بين البرامج الجماهيرية التي يعرضها التلفزيون خلال الشهر الفضيل برنامج مسابقات الأطفال “العكاسة” وهو اسم كان يستخدمه كبار السن للكاميرا، وهي كلمة فصيحة. ويقدم البرنامج جوائز يومية نقدية وعينية، تقدمه يارا الوهيبي وأمجاد البوسعيدي، وصقر الحجري، ومن إعداد وإخراج أمل الكثيري.
ويواصل التلفزيون بث برنامج “سؤال أهل الذكر”، وهو البرنامج الديني الذي يستضيف سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة. ومن بين البرامج الدينية التي يعرضها البرنامج العام خلال الشهر الفضيل برنامج كيف تقرأ القرآن الكريم، إضافة إلى برنامج أحاديث دينية، ومناجاة دينية، وابتهالات، وأناشيد.
«رمسة»
كما يعاود برنامج “على السحور” هذا العام في نسخة جديدة، وهو من تقديم موسى الفرعي وسها الرقيشي وإخراج سعيد موسى. البرنامج ترفيهي منوّع يحاكي الجلسات المنزلية من حيث إعداد الأطعمة واستقبال الضيوف التي عادة ما تكون من سمات الشهر الفضيل، ويقدم المعلومة المختصرة في مجال الطعام والتغذية الصحية، وموضوعات أخرى. ويعرض التلفزيون في نفس الوقت تقريبا مسرحية محلية كل يوم جمعة، تتناول قضايا محلية في قالب كوميدي جميل.
ومن بين البرامج التي تلاقي حضورا جماهيريا برنامج “شيابنا”، وهو برنامج يُعنى بذكريات كبار السن الذين عاشوا فترة ما قبل النهضة المباركة وكيف كانت حياتهم في تلك الفترة مع الرجوع إلى بعض الأماكن المرتبطة بحياتهم وتصويرها، والبرنامج يقدمه محمد المرجبي. ويعود هذا العام برنامج “رمسة” إلى الجماهير مرة أخرى حين يبث من صلالة ويستضيف الكثير من الشخصيات المحلية والعربية في مختلف المجالات.
ويستمر برنامج “أماسي” للسنة الخامسة على التوالي، حيث يستضيف شعراء وفنانين في جلسة تقليدية، يقدم فيها ضيوف البرنامج نتاجهم الشعري والفني مع طرح سؤال يتصل بهذه الفنون تتم الإجابة عليه عن طريق الرسائل النصّـية. كما يبث البرنامج الثاني النسخة الثانية من برنامج “قيم” وهو برنامج يهدف إلى الحث على القيم التي دعا إليها الدين الحنيف، وتربى عليها المجتمع العماني، كما يهدف للحفاظ على هوية المجتمع وتراثه الفكري.
أعمال كوميدية
ومن المسلسلات التي يعرضها البرنامج الثاني مسلسل “دنيا الألم” والذي يتناول مجموعة من الأسر، حيث تعاقب الأجيال ولكل جيل أسلوبه ومشاكله وآلامه في هذه الدنيا، ومن هنا جاء اسم المسلسل، وتدور أحداثه حول سالم وهو رب الأسرة يعتبر مثال الزوج السيئ، فهو رجل مدمن على الخمور تجري الأحداث موضحة المعاملة السيئة التي يعامل بها زوجته “شيخة” فتتوفى بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
فيما يعرض بعده مسلسل “ناس وناس”، وهو مسلسل فكاهي يعرض عدداً من الموضوعات والمشاكل الاجتماعية والإنسانية المتباينة فيتم التعاطي معها بأسلوب فكاهي ساخر تكون كل حلقة منفصلة بموضوعها وشخصياتها الدرامية. والمسلسل من قصة وسيناريو وحوار يوسف الحاج، ويشارك في بطولته صالح زعل وجمعة هيكل وأمينة عبد الرسول، ومحمد نور ونوره البادي وزهى قادر ومن البحرين وفاء مكي، ومن الإمارات مروى راتي، ومن مصر أحمد راتب.
ومن المسلسلات التي يعرضها البرنامج الثاني مسلسل “بو دروش” هو شخص غريب الأطوار شخصيته مختلفة عن الآخرين ولا يمكن تمييز تصرفاته سواءً كانت في منتهى الغباء أم فيها شيء من العبقرية.
وجبات إذاعية دسمة
أما الإذاعة فهي حافلة بوجبات دسمة من البرامج الثقافية والدينية والدرامية التي ستكون متواصلة على مدار الساعة. ومن بين المسلسلات التي تعرضها الإذاعة في دورة شهر رمضان المبارك المسلسل التاريخي “الزهراوي”، والذي يتناول الطبيب العربي الزهراوي متحدثا عن تاريخ نشأته في الأندلس وإنجازاته في علم الجراحة والزخرفة.
كما تعرض الإذاعة برنامج” سطور رمضانية” يتناول شخصية تسعى إلى تغيير ما بداخلها من سلوكيات وعادات نحو الأفضل بطريقة تخاطب العقل والوجدان. وبرنامج “روضة غناء” وهو برنامج وجداني يتناول موضوعات تنعش القلب والنفس. وكذلك المسلسل المحلي “لوكان ما كان” وهو مسلسل فكاهي يتناول موضوعات اجتماعية تهم الأسرة والشباب في إطار نقد بعض التصرّفات غير اللائقة بهدف تصحيحها.
كما تبث الإذاعة المسلسل الفكاهي “دكان العطار” والمسلسل البدوي “رياح الحب” وهو مسلسل تدور أحداثه في بيئة بدوية، ويتناول من خلالها طبيعة حياة البدو وعلاقاتهم الاجتماعية وعاداتهم الأصيلة، كما يتضمّن قيم النخوة والشجاعة والصبر والإخلاص والحب العذري.
ومن بين البرامج الدرامية الخفيفة تبث الإذاعة برنامج “لطائف النساء” وهو برنامج درامي يتناول المرأة العربية في العصور القديمة ومنزلتها عند العرب وما تميّزت به من فصاحة وبلاغة. أما برنامج “ميادين رمضانية” فهو عبارة عن دراما حوارية تنتقل بين الدول العربية والإسلامية لزيارة أشهر الميادين والجوامع، مثل “ميدان الجامع الكبير بالمغرب” أشهر ميادين الرباط، للحديث عن العادات والتقاليد في ذلك الميدان الشهير. كذلك برنامج “جدّد النية” الذي يوجه الانتباه إلى البناء الروحي للفرد، والتعامل بإيجابية في المواقف الحياتية المختلفة. ومن المسلسلات الفكاهية التي تعرضها الإذاعة “دربكة” وهو عمل يتحدث عن الرياضة بصورة عامة وكرة القدم بصورة خاصة من خلال قصة شاب طموح يحلم بالنجومية والاحتراف الخارجي.
مرحلة النضج
من جانبه، أكد الفنان عبدالغفور البلوشي، الذي يشارك في عملين رمضانيين، أن الدراما العمانية وصلت إلى مرحلة النضج، وهذا ما أكدته الأعمال المحلية التي تعرض حاليا، بدون إسفاف أو تخصص، حيث تذوب الكوميديا في نسيج العمل الدرامي.
ساحة النقاش