يحيى أبوسالم
يشهد العالم بأسره اليوم وتشهد أسواقه المختلفة وبالتحديد التكنولوجية والتقنية منها، طفرة كبيرة لم تعد تغفلها أعيننا، ولم تعد محصورة على فئة معينة أو أماكن مخصصة، بل باتت اليوم تنتشر في أسواقنا المحلية والعالمية كانتشار النار في الهشيم، وأصبحت عملية إدراك ومتابعة ما تأتينا به الشركات العالمية من تقنيات وتكنولوجيا أمرُ غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، وأصبحنا اليوم نعيش تنوعاً وتعدداً تقنياً وتكنولوجياً في الأجهزة والمنتجات، لم نعتد عليه في السابق، وأصبحت عملية شراء منتج تكنولوجي معين، عملية تتسم بالصعوبة وتحف بالكثير من العقبات.
تعتبر الفترة الحالية التي تعيشها أسواقنا ومحالنا التكنولوجية والأسواق والمحال التكنولوجية العالمية، هي أفضل فترة لبروز وظهور نجم بعض الشركات المصدرة والمنتجة للتقنيات والتكنولوجية، والتي يقع بالضرورة كافة المستخدمين في “هوى” منتجاتها التقنية وأجهزتها التكنولوجية، التي تجذب إليها ملايين الزبائن والمشترين المتلهفين لكل ما هو جديد تأتي به هذه الشركات.
ومع بروز نجم بعض الشركات العالمية وسيطرتها على الأسواق التكنولوجية بمنتجاتها وأجهزتها، يأفل نجم العشرات من الشركات العالمية التكنولوجية وتغيب وتتغيب أجهزتها التقنية عن الأنظار وتتوارى منتجاتها التكنولوجية في زوايا المتاجر والمحال، لا تجد من يحركها ليجبرها، ولا تجد من يسأل عن ماهيتها والتقنيات التي تقدمها، والتي قد تتغلب في بعض الأحيان على التقنيات التي تقدمها الشركات العالمية المعروفة، وذات السمعة والصيت الكبيرين.
«هواوي» في الإمارات
وبين بروز نجم بعض الشركات، وأفول نجم بعض الشركات التكنولوجية، تظهر اليوم وتبرز في الأفق شركات عالمية لم تكن في يومٍ من الأيام ذائعة الصيت، ولم تطرب في يومٍ ما آذان وسمع عشاق التكنولوجيا فيما تقدمه لهم من منتجات وأجهزة تقنية مميزة وجديدة، ولم تؤثر في الزبائن والمقبلين على شراء منتجات تكنولوجية جديدة، كتأثير الشركات العالمية ذائعة الصيت والتي ذاقت طعم النجاح والشهرة والانتشار. ومن هذه الشركات التي باتت اليوم تعتبر سادس أكبر علامة هواتف تجارية في العالم، والتي تعتبر في نفس الوقت إحدى أهم الأقطاب التكنولوجية الجديدة القادمة وبقوة إلى الأسواق العالمية والمحلية، وخصوصاً سوق دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تمكنت من تسجيل مبيعات عالمية مذهلة في أجهزتها الاستهلاكية بلغت أكثر من 7 مليار دولار في العام الماضي 2011، أي بزيادة تجاوزت 44% عن العام الذي سبقه.
ارتقاء سلم الأفضلية
وفي ظل حرصها على متابعة المستجدات التكنولوجية في المنطقة، ورغبةً من السيد جياو جيان، الرئيس التنفيذي في “هواوي ديفايسيز” الصينية بمنطقة الشرق الأوسط، من إطلاع قرائنا الأعزاء على السبب الذي جعل هذه الشركة الصينية، تعد اليوم أحد أهم الأقطاب التكنولوجية العالمية والمنافس الرئيسي والشرس في هذه الأسواق، التي لا تقبل إلا بالأفضل لتقدمه للزبائن والمهتمين بالتقنيات والأجهزة التكنولوجية، أكد جيان الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الصينية بمنطقة الشرق الأوسط، أننا لابد لنا من معرفة الاستراتيجية وراء نجاح هذه العلامة التجارية في ارتقاء سلم الأفضلية التنافسية، وتحديد الفرص المتاحة التي يراها المديرون التنفيذيون على الصعيد المحلي للتواصل المستقبلي مع العملاء. موضحاً: تقوم “هواوي”، بلا شك، بدور رئيسي فاعل على صعيد تطوير صناعة الاتصالات بالمنطقة بالشراكة مع شركات كبيرة مثل اتصالات ودو، ولكن أعمالها ومنتجاتها على مستوى جمهور المستهلكين غير معروفة إلى حد ما، على الأقل في هذه المنطقة. فكيف تقوم الشركة بتطوير عروضها من الأجهزة لغاية الآن؟
أجهزة متوافقة سحابياً
ويضيف جيان: أطلقنا مجموعة أعمالنا الموجهة للمستهلك بشكل مباشر عبر “هواوي ديفايسيز” المتخصصة بصناعة الأجهزة في عام 2003 وتمثل في توفير الملحقات لشبكات الجيل الثالث للخدمات المتنقلة. ولأول عامين، انصب تركيزنا على توفير مستلزمات الأنظمة، مثل أنظمة الهواتف المنزلية والمحطات الثابتة للاتصالات الخلوية المعروفة باسم CDMA. وبعد مرور عامين، سنحت لنا الفرصة لدخول سوق أجهزة النطاق العريض المتنقلة، وبمرور الوقت واكتسابنا لمزيد من الخبرات بفضل تركيزنا على البعد الابتكاري واستثماراتنا الكبيرة في مجال البحث والتطوير، أصبحنا اليوم نحتل موقع الصدارة العالمية في عدد لا بأس به من المنتجات مثل سوق بطاقات البيانات، كما أننا الرواد عالمياً في إنتاج العديد من أجهزة المودم عبر منافذ USB في منطقة الشرق الأوسط.
واستناداً إلى القاعدة المتينة التي أسستها الشركة في مجالات البحث والتطوير والتوزيع، فقد بدأت “هواوي” عام 2010 بإطلاق العنان لأحدث الإمكانيات المتطورة للأجهزة المتنقلة من خلال إطلاق مجموعتها الخاصة من الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية، وبدأت علامة “هواوي” التجارية تكتسب شعبية كبيرة بين مختلف شرائج جمهور المستهلك في الإمارات. وتعتبر مثل تلك المنتجات بمثابة تأكيد على رؤية علامة “هواوي” التجارية على مدار العشر سنوات القادمة على مستوى تطبيق استراتيجية متميزة تتمحور حول “الأجهزة المتوافقة سحابياً” والتي تتجسد بالجمع بين القطاعات الثلاثة الجوهرية في في صناعة الاتصالات وهي شبكات الاتصالات والحلول الموجهة للمؤسسات والأجهزة الاستهلاكية المدمجة بالتماشي مع أحدث الابتكارات وآخر التطورات..
الهواتف الذكية
وعن الطفرة الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية والمحلية للهواتف الذكية، وتنوع وتعدد المعروض منها، والتقنيات والابتكارات الكثيرة التي تقدمها للزبائن، والتنافس الشرس بين العشرات من الشركات العالمية المصنعة لهذه الهواتف. وكيف كان أداء أعمال “هواوي” في قطاع الهواتف الذكية على وجه الخصوص، يؤكد جيان: تعتبر “هواوي” حالياً سادس أكبر مزود للهواتف المتنقلة حول العالم، وهذا ترتيب جيد بالنظر للمدة القصيرة التي انقضت على تواجدها في السوق. ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال التوقف عند هذا الحد والقبول بذلك المركز، فاستراتيجية الشركة وطموحاتها الكبيرة في هذا المجال يتم ترجمتها على أرض الواقع بخطوات ثابتة وتركيز على الأبعاد الاكثر أهمية لخدمة هذا التوجه، ومن أهمها البعد الابتكاري الذي يمتلك ثقلاً كبيراً نتيجة للاستثمارات الكبيرة التي تضخها الشركة في البحث والتطوير.
وفيما يتعلق بسوق الهواتف الذكية فقط، تلقينا طلبات بما يقارب خمسة ملايين وحدة خلال العام الأول. واستمرت تلك الطلبات في الارتفاع لتصل إلى حوالي 20 مليون وحدة في عام 2011. ومن خلال التركيز بشكل أكبر على أسواق حيوية مثل الإمارات بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، فإننا نخطط للمزيد من التوسع من خلال شحن ما يزيد على 100 مليون هاتف متنقل، تشتمل على 60 مليون هاتف ذكي، في 2012، لنحقق هدفنا العالمي المتمثل في تسجيل عائدات سنوية تبلغ 30 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة.
على المستوى العالمي
وحول عدم انتشار الشركة بشكل كبير وواضح في المنطقة، مع أنها تعتبر سادس أكبر علامة تجارية مزودة للهواتف الذكية المتحركة في العالم. وعن الأسواق التي حققت فيها “هواوي ديفايسيز” النجاح الأكبر من حيث الأداء على الصعيد العالمي، يقول جيان: تعتبر أوروبا الغربية أكبر أسواقنا للهواتف الذكية في الوقت الراهن، إلى جانب غيرها من الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة واليابان والهند. ومع ذلك، فقد أصبحت كافة شركات الاتصالات تولي اهتماماً خاصاً بالأسواق الناشئة التي تضم أكثر من مليار مستخدم جديد محتمل خلال الأعوام القليلة القادمة. ويمثل الشرق الأوسط إحدى تلك المناطق التي تساهم بشكل كبير في مبيعاتنا العالمية من الأجهزة، خصوصاً وأننا نستفيد من الخبرات المحلية التي اكتسبناها من خلال مشاريعنا الأخرى في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مدار العقد الماضي.
تقنيات الجيل الرابع
أما عن إطلاق تقنيات الجيل الرابع للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وما تشهده الإمارات من ارتفاع ملحوظ في التوقعات المبنية حول تلك التقنيات، مثل نظام LTE “التطور التكنولوجي طويل الأمد”، يوضح جيان: يشهد قطاع LTE الكثير من التطورات هذه الأيام. وقد أثمر الدور الهام الذي تلعبه “هواوي” في تطوير تقنية LTE عن تفرد الشركة بسبق إطلاق العديد من المنتجات الجديدة في الصناعة. وتعتبر “هواوي” حالياً أكبر شركة في العالم تسهم في تطوير المعايير وبراءات الاختراع لنظام LTE، الأمر الذي لعب دوراً محورياً في اكتساب “هواوي” لمركز الصدارة كأفضل شركة حول العالم في التسويق التجاري العالمي لنظام LTE. وعلى المستوى المحلي مثلاً، عملنا على تطوير الشبكات الأربع العاملة بتكنولوجيا الجيل الرابع والتي يتم نشرها حالياً في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بوظائف الأجهزة، تعكف الصناعة بالتأكيد على تقديم المزيد من الأجهزة المتوافقة مع نظام LTE إلى منطقة الشرق الأوسط وذلك بما يتلاءم مع مدى تكامل تلك الخدمات.
وفي ضوء ما يلوح في الأفق حالياً من عصر تقنيات الجيل الرابع للاتصالات الأكثر تطوراً، وخصوصاً في الإمارات، فقد بدأت الشركات المصنعة في زيادة استثماراتها في تطوير تلك الأجهزة وتزويدها بأفضل تقنيات الصوت والبيانات لتصبح أسرع بأكثر من 20 ضعفاً من المستويات الحالية. وبالتأكيد، تحتل مثل هذه البحوث جانباً كبيراً جداً من الجهود التي تبذلها “هواوي” في البحث والتطوير، والتي شهدت العام الماضي لوحده ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 34% في الإنفاق على الاستثمارات.
وتمتلك “هواوي” في محفظة منتجاتها اليوم مجموعة كاملة من الأجهزة المتوافقة من نظام LTE، بما في ذلك أجهزة المودم وأجهزة الاتصال اللاسلكي والهواتف الذكية. وبالرغم من أن هذه التكنولوجيا لا تزال غير مألوفة لدى المستهلكين على الصعيد المحلي، إلا أن “هواوي” تخطط للإعلان عن إطلاق بعض المنتجات المثيرة خلال عام 2012 المتوافقة مع هذه التقنية.
هاتف أسيند بي 1
يقول جياو جيان، الرئيس التنفيذي في «هواوي ديفايسيز» الصينية بمنطقة الشرق الأوسط، عن تفاصيل إطلاق هاتف هواوي Ascend P1 الجديد، والمعروف بأنه الأكثر نحافة وأحد أسرع الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد في العالم لغاية الآن، وموعد توافره في أسواق الإمارات: لاتزال التفاصيل النهائية غير مؤكدة للآن، ولكن يمكن أن يتوقع العملاء توافر الهاتف في المتاجر ابتداءً من شهر يونيو المقبل بسعر تجزئة يقل عن 500 دولار. ولاشك أن المواصفات الجديدة المتوافرة في هذا الهاتف الأنيق سترفع سقف التنافسية في السوق وترتقي لما ينشده المستهلك لحياته العصرية في أيامنا هذا. ومرة أخرى نقول، طموحات «هواوي» لن تقف بالتأكيد عند هذا الحد، بل تعد المستهلكين بمزيد من الأجهزة الذكية المميزة التي يظهر فيها البعد الابتكاري جلياً من حيث توافقها مع مختلف متطلبات المستهلك.
ساحة النقاش