يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

عدة رمضان

◆ ما حكم من كان في بلد أعلن فيه بدء رمضان وصام مع أهل هذا البلد، ثم سافر إلى بلد تأخروا في إعلان بدء رمضان يوماً، ثم أكملوا عدة رمضان ثلاثين يوماً هل يصوم 31 يوماً، ويعتبر هذا اليوم قضاء أو نفلاً أم يفطر مع البلد الذي بدأ فيه الصيام؟

 

◆ ◆ من أدركه رمضان وهو في بلد فإنه يصوم بصيام أهله، ثم إن انتقل إلى بلدٍ آخر، فإنه يفطر بفطر أهل ذلك البلد، ولو صام واحداً وثلاثين يوماً، قال الإمام النووي في المجموع شرح المهذب: (لو شرع في الصوم في بلد ثم سافر إلى بلد بعيد لم يروا فيه الهلال حين رآه أهل البلد الأول فاستكمل ثلاثين من حين صام ... يلزمه الصوم معهم لأنه صار منهم)، وقال العلامة ابن حجر الهيتــمي في التحفة: “وإذا لم نوجب الصوم على أهل البلد الآخر لاختلاف مطالعهما، فــسافر إليه من بلد الرؤية إنسانٌ فالأصح أنه يوافقهم في الصــوم آخراً، وإن أتم ثلاثين؛ لأنه بالانتقال إليهم صار مثلهم” وهذا اليوم ليس قضاء ولا نفلاً، بل هو من رمضان.

 

◆ ما حكم من أفطر في الجزائر عند المغرب على توقيت المملكة العربية السعودية؟

◆ ◆ من أفطر في بلد لم تغرب فيه الشمس بناء على توقيت بلد آخر متــقدم في الغروب، فقد فسد صومه وعليه القـــضاء، وكــذلك عليه الكفارة إن أفطــر عالماً بفروق التــوقيت، وبأن التوقــيت الذي أفطر عليه هو توقيت البــلد المتقــدم على توقيت بلده؛ لأن هذا ليس من التأويل القريب الذي يقبل من صاحبه ويسقط عنه الكفارة، قال العلامة أبو الحسن في كـــفاية الطالب الربــاني على الرسالة: “وإنما الكفـــارة على من أفطر متعـــمداً بأكل أو شـــرب بفم أو جماع من غير خلاف إن كان على سبيل الانتـــهاك، وعلى المشهور إن كان بتأويل بعيدٍ، ولا يجب إن كــان بتأويـــل قريب”، أما إن كان بتأويل قريب فعليه القضاء دون الكــفارة، والتــأويل القريــب هو الاستناد إلى أمر واقــع يظن أنه يبيح الفطر.

التدخين

◆ أنا شاب أحب التدخين ومتعلق به كثيراً وحاولت مرات عديدة أن أصوم، لكنني لم أقدر بسبب الدخان، فهل يجوز أن أخرج صدقة أو أطعم مساكين عن كل يوم أفطره وما هي الفتوى الشرعية؟ وما العمل في أنني غير قادر على الصيام بسبب التدخين؟

◆ ◆ الصيام ما شرع إلا ليقوي عزائمنا، ويزيد إيماننا وتقوانا، ويقربنا من الله ويبعدنا عن الشيطان وخطواته، والصوم علاج فعال للإقلاع عن التدخين، فكثير من المدخنين يستفيدون من شهر رمضان المبارك لترك الدخان؛ لأنهم يجدون في شهر الصوم تقوية للعزائم، وإعلاء للهمم، فينتصرون على ضعف نفوسهم ويهزمون شيطان الهوى، ويزيدون رصيدهم من التقوى، نسأل الله أن يجعلك من هؤلاء، واعلم أنه لا يجوز ترك الصيام بدعوى عدم الصبر عن التدخين.

ومن تعمد شرب الدخان “السجاير” فقد فسد صومه وعليه القضاء والكفارة، ففي فتح العلي المالك للعلامة محمد عليش: “ما قولكم” في من شرب الدخان في نهار رمضان عامدا فهل تلزمه الكفارة؟

فأجبت بما نصه: نعم تلزمه الكفارة إن وصل لجوفه، قال ابن عرفة تجب الكفارة في إفساد صوم رمضان انتهاكاً له بموجب الغسل، وطئاً، وإنزالاً، والإفطار بما يصل إلى الجوف أو المعدة من الفم، وفي المختصر: وكفر إن تعمد أكلا أو شربا بفم فقط عبد الباقي، ووصل لجوفه وقال قبل الدخان الذي يشرب مفطر إذ هو متكيف، ويصل إلى الحلق، بل إلى الجوف أحياناً، ويقصد اهـ. جاء في حاشية العلامة الصاوي رحمه الله تعالى على الشرح الصغير: “فمتى وصل دخان البخور وبخار القدر للحلق وجب القضاء لأن كلا منهما جسم يتكيف به”، ولا يُسقط القضاءَ دفعُ الفدية أو إطعام المساكين ونحو ذلك.

◆ في رمضان السابق، كنت حاملاً وعندما أصوم كانت تحدث لي التهابات قوية تشكل خطراً على الجنين، فكنت أفطر بعض أيام رمــضان، ولكن للأسف الشديد لا أعرف عدد الأيام التي أفطرتها وقد قدرتها بـ 15 يوماً، فما الحكم في ذلك؟ وهل تجب علي كفارة أم يكفي قضاء الصيام؟

◆ ◆ ما عليك من القضاء لا يخلو من أمرين:

إما أن تكوني مفرطة بأن تساهلت وأخرت القضاء من غير عذر حتى دخل رمضان التالي، ففي هذه الحالة عليك القضاء مع الإطعام “إطعام مسكين عن كل يوم”.

قال العلامة الخرشي رحمه الله تعالى في شرحه على مختصر خليل: (من فرط في قضاء رمضان إلى أن دخل عليه رمضان آخر، فإنه يجب عليه أن يكفر بأن يطعم عن كل يوم يقضيه مُدّاً لمسكين).

وإما أن تكوني غير مفرطة بأن كان التأخير لعذر معتبر شرعاً، ففي هذه الحالة عليك القضاء فقط، قال العلامة محمد عليش رحمه الله تعالى في منح الجليل شرح مختصر خليل - نافياً الإطعام عمن أخر القضاء لعذر: (لا إن اتصل مرضه ولو حكماً كحمل وإرضاع ... ومثل المرض السفر بشعبان والإغماء والجنون والحيض والنفاس والإكراه... وبالجملة، فالمراد اتصال العذر من مبدأ قدر ما عليه سواء كان رمضان كله أو بعضه لا من رمضان ولا من ابتداء شعبان مطلقاً)، ويعني بكلامه أن التفريط الممنوع هو التفريط في شعبان ليس قبله، فمن كانت قادرة على القضاء قبل شعبان لكنها في شعبان لم تكن قادرة لا تعتبر مفرطة لجواز تأخير القضاء إلى أن يبقى من شعبان قدر ما في الذمة من الأيام والدليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان”.

وأما كونك تجهلين عدد الأيام فقدريها بالأحوط وبما تطمئن إليه النفس.

إذا كان التأخير لقضاء رمضان بسبب الحمل، أو الإرضاع، فلا كفارة عليك، وأما إذا أخرت القضاء من غير عذر حتى دخل رمضان التالي، ففي هذه الحالة عليك القضاء مع الإطعام.

السفر بالحافلة

◆ أثناء السفر بالحافلة لم نكن نعرف موعد الإفطار، فراقبنا الشمس، وبعد غروبها بحوالي الدقيقتين أفطرنا في الباص، وبعد عشر دقائق تقريباً سمعنا صوت الأذان في الجوال أثناء الاتصال بأقرب مدينة لنا. فما الحكم في ذلك؟

◆ ◆ الصوم ينتهي بغروب الشمس، وما الأذان أو التقويم إلا علامات وأمارات يتوصل من خلالها إلى معرفة الغروب، وبما أنكم تحققتم من مغيب الشمس أمام أعينكم في مكان مستوٍ فقد انتهى اليوم وصح الصوم، وذلك لقول الله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْل)، “البقرة:187”.

◆ أتتني الدورة الشهرية ثم انقطعت عني بعد ثلاثة أيام نهارا، فهل يجوز لي أن أغتسل وأصوم من دون النية؟

◆ ◆ إذا تحققت أن الطهر حصل في النهار (أي: بعد طلوع الفجر)، فليس عليك إمساك بقية اليوم، وعليك أن تغتسلي وتصلي، وعليك قضاء ذلك اليوم؛ لأنه من أيام حيضك، وأما من شكت هل طهرت قبل الفجر أو بعده فيجب عليها الإمساك والقضاء، ففي التاج والإكليل للعلامة المواق عن الإمام مالك قال: (إن حاضت امرأة وطهرت في رمضان أول النهار أو آخره فلتفطر بقية يومها، وكذلك إن رأت الطهر بعد الفجر، وأما إن رأته قبل الفجر اغتسلت بعد الفجر وأجزأها صومها).

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,051