هناء الحمادي

يعتبر مرض الربو أو حساسية الشعب الهوائية من الأمراض الصدرية التي تستدعي استخدام الأدوية الموسعة للشعب الهوائية على شكل بخار ينفث في الأنف والفم عن طريق الكمام. وقد تكون نوبات الربو خفيفة بحيث لا تحتاج إلى تناول أدوية عن طريق الفم، أو قد تكون شديدة بشكل يستدعي التنفس باستخدام الأكسجين طوال 24 ساعة. ورغم ذلك يعد التعرض للضغط النفسي والتوتر ونوبات الغضب من مثيرات نوبات الربو، وعليه فإن اعتماد أسلوب حياة هادئ ومخفف للتوتر والضغوطات يخفض من حدوث النوبات. وهو ما توفره أجواء رمضان وطقوسه.

تعديل الأوقات

عن كيفية صيام مرضى الربو، توضح الدكتورة هالة خضر، أخصائية أمراض صدرية، أنه “من أكثر الأمراض الصدرية شيوعا الربو أو حساسية الصدر وحساسية الأنف والجيوب الأنفية. وعلاج هذه الأمراض في أساسه يتكون من البخاخات وفي بعض الأحيان بعض الأقراص. لذلك فالكثير من مرضى الربو يحتارون بين تناول الأدوية وبين صيام الشهر الفضيل”. وتضيف “صيام رمضان لا يشكل أي معضلة لغالبية مرضى الربو حيث يمكنهم تناول البخاخ الواقي عند السحور وعند الإفطار. أما البخاخ المسعف فعلى المريض استخدامه في أي وقت احتاج إليه حتى لو كان في نهار رمضان لأنه ضروري في حال وجود الأعراض”.

 

وتقول إنه “يجب أن يستشير المصاب بالربو الطبيب المعالج، وذلك حتى يتم تعديل أوقات تناول علاجه في حال سمح له الطبيب بالصوم. ويمكن إعطاء المريض الأقراص الطويلة المفعول والتأثير ليتناولها عند الإفطار والسحور. ولكن معظم مرضى الربو يحتاجون إلى تناول بختين أو أكثر من بخاخ الربو عند أي إحساس بضيق في الصدر والتي لا تعد من المفطرات، حتى يتمكن عندها من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي. ولا ينبغي للمريض عند حدوث الأزمة تناول البخاخ فوراً. كما ينبغي الإفطار فورا عند حدوث نوبة ربو شديدة ولم تستجب للعلاج المعتاد حيث سيحتاج حينها إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج المكثف”.

 

وبالنسبة للأكل الرمضاني، تؤكد خضر “لابد أن يتناول مريض الربو غذاء متوازن يحتوي على الفاكهة والخضراوات الطازجة وكميات كبيرة من البروتينات لتقوية الجهاز المناعي‏،‏ والتقليل من النشويات والسكريات‏، وتجنب الأغذية المهيجة لحالات الربو‏، والتي تضغط على الحجاب الحاجز والمسببة للغازات”.

استخدام الأكسجين

تقول خضر “على مريض الربو تجنب الإجهاد بقدر الإمكان خلال الصوم، لأن الجهد قد يزيد من أعراض المرض كما أن الجفاف قد يزيد من أعراض المرض لذلك يجب الابتعاد عن الأماكن الحارة التي قد تؤدي للجفاف. وبالنسبة للمرضى للذين يتساءلون حول استخدامهم للأكسجين في البيت عند الصوم فلهؤلاء المرضى نقول إن عليهم أن يستمروا في استخدام الأكسجين كما وصف لهم وأن يحرصوا على وضع مرطب المياه مع الأكسجين لتجنب الجفاف”. وتتابع “حول قدرتهم على الصيام من عدمها فهذا الأمر عليهم نقاشه مع أطبائهم. ويجدر التنبيه هنا إلى أن بعض المرضى يتنقلون خارج المنزل وهم يستخدمون الأكسجين المسال المعبأ في قوارير. في حال أراد هؤلاء المرضى الصلاة في المسجد خلال الشهر الكريم وبالذات صلاة التراويح فإني أود تنبيههم لأخذ الحيطة الكاملة من استخدام البخور (العود) وهم يستخدمون الأكسجين، لأن الأكسجين مادة سريعة الاشتعال وقد يتسبب ذلك في حريق”.

وتصنف خضر بخاخات الربو، قائلة “بخاخات الربو تتكون في الأساس من نوعين فالنوع الأول هو “موسعات الشعب” أو ما يعرف أيضا بالأدوية المسعفة ومنها بخاخ الفينتولين وتأخذ عند اللزوم أو عند إحساس المريض بضيق في التنفس، والنوع الثاني “الأدوية الواقية” وتؤخذ عادة بانتظام مرتين أو مرة باليوم حسب وصف الطبيب”. وتوضح “بالنسبة للمرضى الذين يتناولون حبوبا فإني أنصحهم بتناولها قبل وقت نومهم بالليل. وما سبق ينطبق على المرضى المصابين بحساسية الجيوب الأنفية، التي قد تكون الحالة شديدة عند بعض مرضى الربو، ويحتاجون للبخاخ الواقي أكثر من مرتين في اليوم لهذه الفئة من المرضى، كما أنصح بعدم تغيير نظام تناول الدواء قبل يراجعوا أطباءهم”.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 97 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,788