يقول الدكتور مشتاق السعدي، أخصائي طب الأسرة في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة، إن المريض بضغط الدم المسيطر عليه بصورة جيدة والخالي من المضاعفات يكون قادرا على الصوم، حيث إنه يتناول الأدوية مرة واحدة في اليوم، ولكن في حالة الإصابة بالمضاعفات أو أن معدل ضغط دمه غير مسيطر عليه بصورة جيدة سيكون الأمر أصعب. ويوضح أنه يجب أن يستشير الطبيب في جميع الحالات قبل أن ينوي الصوم، مع العلم أن المريض في كلتا الحالتين يجب أن يتبع حمية غذائية، بحيث ينظم أكله، يبتعد عن الحلويات لأن السكريات والحلويات بشكل عام تزيد الوزن وزيادة الوزن يزيد ارتفاع ضغط الدم ويزيد من احتمال حدوث المضاعفات. ولفت إلى أن نوعية طعام الإفطار تلعب دورا مهما في قدرة المصاب بارتفاع ضغط الدم على صيام اليوم التالي بدون مضاعفات وبأمان.
أهمية الرياضة
وفي السياق نفسه، قال السعدي إن العادات الغذائية وتناول وجبات الفطور الدسمة وتناول وجبات كبيرة وقت الإفطار غير صحية أبدا، بالإضافة لذلك الجلوس أمام التلفزيون لمدة طويلة خصوصا بعد تناول الطعام، موضحا أن ذلك يضر بالصحة خاصة إذا رافقها شرب العصائر المحلاة والمياه الغازية، ناصحا بشرب السوائل المفيدة من مياه وعصائر طازجة، ومشددا على أهمية شرب كميات كافية من المياه في حالة مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم خاصة أن الجسم يمكن أن يصاب بالجفاف، وحموضة عالية في الدم مما يسبب الإغماء في بعض الأحيان.
وأضاف أن هناك دراسة تؤكد على أهمية الرياضة في جميع الحالات، حيث أنها تساعد حتى مرضى السرطان على الاستجابة للعلاج بشكل كبير، ولعل هذا ما أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام عندما تحدث عن الرماية والسباحة وركوب الخيل لما للرياضة من عوائد صحية على جسم الإنسان.
وتابع السعدي “من الجدير ذكره أن ضغط الدم الاعتيادي للإنسان يكون اقل من 140/85 وعندما يكون الضغط أعلى من ذلك فهذا ما يسمى بارتفاع ضغط الدم وله أنواع (الابتدائي والثانوي)، ولا يوجد سبب محدد لحدوث النوع الابتدائي ولكن توجد عوامل كثيرة أهمها العامل الوراثي والسمنة أما النوع الثاني فيكون نتيجة مرض آخر مثل مرض شريان الكلى”.
مضاعفات مستقبلية
حذر السعدي من أن يصاب مريض ضغط الدم بمضاعفات مستقبلية، ومن هذه المضاعفات تضخم القلب، الجلطة الدماغية والقلبية والفشل الكلوي، موضحا أن هذه المضاعفات غير عكسية وقد تسبب إعاقة دائمة في حالة حدوث جلطة دماغية. ونصح بالعناية والمعالجة قبل حدوث ذلك، كما أن مريض ضغط الدم يمكنه السيطرة على مرضه باستعمال الأدوية بانتظام حسب إرشادات المريض ولكن الأدوية وحدها فقط لا تحد من المضاعفات، بل إن التغيير في نمط العيش من تنظيم الأكل، ونوعيته، والرياضة اليومية، والامتناع عن التدخين سواء في حالة مرض السكري أو ضغط الدم كلها تساعد في الحد من المضاعفات.
وقال السعدي في معرض حديثه عن مرض ضغط الدم “يقوم القلب بضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم من خلال حركات الانقباض والانبساط المتتالية التي يندفع الدم بواسطتها عبر الشرايين. وتحدث عملية الدفع هذه ضغطا على جدران الشرايين ويسمى هذا بضغط الدم، وتختلف درجات الضغط حسب الفئة العمرية، فمثلا الرياضيين يكون فوق 13/8 وعند الأطفال 10/6 وعند المسنين يكون فوق 13/8 ويرتفع الضغط عادة عند القيام بأي مجهود أو انفعالات وينخفض أثناء النوم والراحة وهذا ليس دليل على وجود حالة مرضية، وعند قياس الضغط لدى أي شخص في فترة الراحة لأكثر من مرتين خلال فترات مختلفة من الزمن ويزيد عن 140/90 يعتبر الشخص مصابا بالضغط”.
ساحة النقاش