إفطار الصائم

◆ أريد أن أنال أجر إفطار الصائم، فهل يشترط في نيل أجر إفطار الصائم أن يكون الصائم فقيراً، فإن كان لا يُشترط ذلك، فهل يكفي أن أطلب من أحد أفراد أسرتي أن يفطر على تمرات أعطيها إياه لكي أنال أجر إفطار الصائم؟ وهل يشترط أن تكون هذه التمرات هي أول ما يدخل جوفه أم يكفي أن تكون من جملة إفطاره؟

مما لا شك فيه أن الفقراء المحتاجين أولى بمد يد الإحسان إليهم من غيرهم، ففي سد حاجتهم وإعانتهم على العبادة، خصوصا عبادة الصوم الأجر الكثير، وقد تضافرت نصوص الشرع على الترغيب في تفطير الصائم؛ فعن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: “أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، ... من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء”، قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم، فقال: “يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، “رواه ابن خزيمة في صحيحه”.

 

وفي السنن عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”، وقد نص العلماء على أن إفطار الصائم هنا لا يختص بالفقير، يقول العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير عند شرح الحديث: (هو عام في القادر على الفطر وغيره).

 

ثم إن التفطير للصائم الموعود عليه بالأجر هو أن يكون طعامك أو شرابك هو أول ما يدخل جوفه، فإن كان بوجبة متكاملة فهو أفضل، وإلا فبما أمكن، يقول العلامة المناوي: (من فطر صائماً) بعشائه وكذا بتمر، فإن لم يتيسر فبماء كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً).

قضاء رمضان

◆ من أراد صيام قضاء رمضان لأعوام مختلفة، فهل تكفي نيَّة قضاء الصيام دون تحديد العام؟ علماً بأنه قضاء لأيام الدورة الشهرية، ولا أعلم عدد الأيام التي كانت تأتيني فيها الدورة في هذه الأعوام.

يكفيك نيَّة قضاء الصيام الذي عليك ولا يشترط تحديد العام إلا أنه يشترط في القضاء تبييت نية الصوم عند كل ليلة لأنه صوم لا يجب تتابعه، قال العلامة محمد عليش رحمه الله (وكل ما لا يجب تتابعه كقضاء رمضان وكفارة يمين وفدية وهدي وجزاء وصيام رمضان بسفر أو مرض فلا بد من تجديد النية كل ليلة).

ولتحتاطي في حساب عدد الأيام التي عليك، مع العلم بأن من كان عالماً بوجوب القضاء قبل دخول رمضان الموالي وفرط في القضاء حتى دخل رمضان الموالي فعليه مع القضاء فدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم.

◆لقد عملت عملية زرع كلية قبل رمضان الفائت بشهرين والدكتور أمرني ألا أصوم رمضان بسبب الأدوية والعملية، وإلى الآن ما زلت آخذ الأدوية وأخاف أن يلحقني رمضان القادم ولم أصم القضاء، فماذا تنصحونني به؟

إذا لم تتمكن من قضاء ما عليك قبل دخول رمضان القادم بسبب المرض، فلا شيء عليك سوى القضاء عند القدرة عليه، قال العلامة المواق رحمه الله في التاج والإكليل (قال مالك: من أفطر في رمضان لمرض أو سفر، ثم صح أو قدم قبل دخول رمضان الثاني بأيام أقل من شهر، فلم يصمها حتى دخل عليه رمضان المقبل، فعليه عدد هذه الأيام التي فرط فيها أمداداً يفرقها إذا أخذ في القضاء أو بعده، وإن تمادى به المرض أو السفر إلى رمضان الثاني فليصم رمضان الحالي ثم يقضي الأول ولا إطعام عليه لأنه لم يفرط).

حدود الله

◆ هل تجوز معاشرة الزوجة خلال شهر رمضان في الفترة ما بعد الإفطار إلى ما قبل صلاة الفجر؟ وجزاكم الله خيراً فيما تفعلون.

تجوز معاشرة الزوجة فيما بعد الإفطار إلى طلوع الفجر في رمضان؛ لأن الليل كله محل للفطر سواء كان معاشرة للزوجة أو أكلاً أو شرباً، قال الله تعالى: (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل)، “البقرة: الآية 187”، وهذا محل إجماع بين أهل العلم.

الكفارة

◆ لقد جامعني زوجي في نهار رمضان، وحاولت أن أصوم شهرين، ولكن للأسف حالتي الصحية لا تسمح، حيث إنني مصابة بفقر الدم الحاد ولديّ التهابات في المعدة، وكل ما أنوي الصيام أصوم يومين وأظل طول اليوم مرهقه وتعبة، هل أستطيع إطعام 60 مسكيناً عن الإفطار بسبب الجماع؟

يجوز لك ذلك، فكفارة الفطر في نهار رمضان على التخيير بين إطعام ستين مسكيناً لكل واحد مد وبين صيام شهرين متتابعين، والإطعام أفضل حتى ولو كان الشخص قادراً على الصوم لأن الإطعام أكثر نفعاً، والمد يساوي خمسمائة وعشرة جرامات (500.10) من قوت أهل البلد كالأرز، قال الشيخ خليل رحمه الله في مختصره: (وكفر.. بإطعام ستين مسكيناً لكل مد، وهو الأفضل، أو صيام شهرين ...)، وعليه فالذي عليك هو قضاء اليوم الذي حصل فيه الجماع والتكفير بإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين مد.

◆ أنا صائمة صوم قضاء ويخيل إليَّ أني أجد طعم دم في فمي ولا أجد دماً فهل عليَّ إعادة الصيام أو أكمل الصوم؟

التوهم لا تنبني عليه أحكام شرعية وما دمت يخيل إليك أنك تجدين طعم الدم في فمك ولا ترين شيئاً، فلا شيء عليك فيما تشعرين به لأنه وهم والأصل السلامة فلا يعدل عنها إلا بيقين وابتلاع الريق لا يفطر ولو تعمد الصائم بلعه، - وإن كان يكره ابتلاعه، - قال العلامة العدوي في حاشيته على شرح العلامة الخرشي للمختصر: (لا شيء عليه في ابتلاعه ريقَه ولو بعد اجتماعه).

◆ رجل حاول جماع امرأته، وهي صائمة صوم قضاء بعد شهر رمضان، وقد قضى شهوته منها من الخارج ولم يتم الإيلاج، فهل عليها شيء، وهل عليه إثم؟

الزوجة إذا صامت لقضاء ما عليها لا يجوز للزوج إفساد صومها ولا محاولة ذلك، ولا يجوز لها تمكينه، وأما حكم الصيام في الحالة التي ذكرت في السؤال، فإن كانت الزوجة قد حصل منها نزول مني أو مذي، فقد فسد صومها وعليها قضاء اليوم الذي كان عليها من رمضان، وإن لم ينزل منها شيء فصومها صحيح.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,855