أحمد شعبان ـ اهتم الإسلام بسفر وترحال الإنسان من بلد لآخر لما في السفر من مشقة وخطورة لذلك جاءت آيات القرآن مشتملة على أدعية خاصة بالسفر وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحرص على الدعاء قبل وأثناء السفر وحتى بعد عودته سالماً.

ويقول الدكتور أحمد طه ريان، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، ورد دعاء السفر في قوله تعالى: “والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون” سورة الزخرف الآيات 12- 14، الله تعالى يخبر أنه خلق جميع الأصناف مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون من ليل ونهار وذكر وأنثى وغير ذلك، وجعل من الفلك ما يركبون مثل السفن والأنعام التي يركبون على ظهورها، وهذا اعتراف من الإنسان بنعم الله تعالى عليه، وبأنه سخر له هذه الكائنات ليستفيد منها في سفره وترحاله فلولا تسخير الله تعالى هذه الكائنات والمركبات للإنسان وما يقاس عليها في زمننا الحاضر من سيارات وطائرات وقطارات ما كان الإنسان قادراً على استخدام هذه المركبات في سفره، ولكن من لطف الله وكرمه تعالى سخرها وذللها ويسر أسبابها فلهذا وجب على الإنسان عند سفره أن يدعو بهذا الدعاء الذي ورد في هذه الآيات.

الدعاء والتقوى

 

يقول ابن عمر (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا استوى على بعيره مسافراً كبر ثلاثاً ثم قال الدعاء الذي ورد في الآية الكريمة: “سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون” ثم يقول: “الحمد لله الحمد لله الحمد لله الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت” وزاد عليها: “اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل” وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رجع من سفره قال هذا الدعاء وزاد: “آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون” وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزل بمكان يقول: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه” ومن أدعية دخول القرية أو البلدة: “اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضيين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها وأعوذ بك من شر أهلها وشر ما فيها”.

 

ويقول كعب بن مالك: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يسافر خرج صباح يوم الخميس، فكان أحسن الأوقات له هذا اليوم لكن للإنسان أن يخرج في أي يوم من الأيام الأخرى إذا لم يستطع وكان أحب الأوقات له (صلى الله عليه وسلم) في الصباح بعد صلاة الفجر وكان يسافر (صلى الله عليه وسلم) في الغالب بعد الفجر وكان يقول: “بارك الله لأمتي في بكورها” ومما ورد عنه (صلى الله عليه وسلم) من الأذكار أثناء السفر أنه كان إذا علا مكاناً مرتفعاً كبر الله تعالى وإذا هبط وادياً سبح الله تعالى. ففي حديث جابر في صفة حجة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا”.

وكان من هديه (صلى الله عليه وسلم) في السفر أخذه بما رخصه الله له، ومن ذلك قصر الصلاة الرباعية ركعتين والفطر إذا شق عليه الصوم، والمسح على الخفين مدة ثلاثة أيام بلياليهن، ولم يذكر عنه أنه صلى في أسفاره السُنن الرواتب إلا سُنة الفجر والوتر، فإنه لم يكن يدعهما في حضر ولا سفر قال الله تعالى: “وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً” سورة النساء الآية 101، وقال يعلى بن أمية لعمر بن الخطاب: ما لنا نُقصر وقد أمنا؟ فقال: سألت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: “صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته”.

مكروهات

ومن جملة ما نهى عنه (صلى الله عليه وسلم) في السفر اصطحاب الكلاب والجرس، وفي هذا جاء قوله (صلى الله عليه وسلم): “لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس”، ونهى أيضاً (عليه الصلاة والسلام) عن سفر المرأة بلا محرم لما يترتب عليه من حصول الفتنة والأذى لها قال (صلى الله عليه وسلم): “لا تسافر امرأة إلا ومعها محرم” ونهى (صلى الله عليه وسلم) أن يطرق المسافر أهله ليلاً، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):- “إذا طال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً” وعنه أنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم”.

وكان رسول الله يكثر من الدعاء عند سفره وهجرته من أجل حفظ الدين وصيانته لأهمية هذه الأسفار التي حث عليها القرآن الكريم وهي سنة فعلها أنبياء الله ورسله قال تعالى: “ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله” سورة النساء الآية 100.

من أدعية السفر

من أدعية السفر التي كان يحرص عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما استخلف رجل على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفره ويقول عند التوديع: اللهم إني أستودعك اليوم ديني ونفسي ومالي وأهلي وولدي وجيراني وأهل حزانتي، الشاهد منا والغائب، وجميع ما أنعمت به علي، اللهم اجعلنا في كنفك ومنعك وعياذك وعزك عز جارك وجل ثناؤك وامتنع عائذك ولا إله غيرك توكلت على الحي الذي لا يموت الله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في المُلك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا”.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,000