المضغ البطيء يعد من بين العادات الجيدة التي يجب يحرص عليها الصائم في الشهر الفضيل، كون مضغ الطعام جيدا يعد وسيلة من وسائل التغذية الصحيحة التي يمكن من خلالها إنقاص الوزن الزائد دون الحاجة لاتباع أنظمة الريجيم القاسية الشائعة. وتنصح إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة الصائمين في شهر رمضان بالتمهل في تناول الطعام، حيث أن تناول الطعام بهدوء ومضغه جيداً، يعد أمراً مهماً لتسهيل عملية الهضم، فضلاً عن ضرورة تنويع وجبة الإفطار والتقليل من الدهون.
سرعة تناول الطعام
يرى خبراء الصحة أن السمنة لا يكون سببها الطعام وحده، بل قد تأتي من طريقة وأسلوب تناول للطعام، وهذا ما توصل له باحثون يابانيون وجدوا أن الأشخاص الذين يتناولون طعامهم بسرعة حتى يشعرون بالشبع، من المرجح أن يصبحوا من ذوي الوزن الزائد أكثر بثلاثة أضعاف من الآخرين، وهي مشكلة تتفاقم بشكل كبير، وبخاصة مع توفر الغذاء السريع وتراجع العادات المنظمة لتناول الغذاء التقليدي.
في هذا السياق أيضا، توصل علماء في جامعة ساوث كارولينا الأميركية إلى أن سرعة تناول الطعام قد تؤثر على شدة الإصابة بمرض الارتداد (المعدي المريئي) أو ما يعرف باسم (حرقة الفؤاد أو حرقة المعدة)، حيث قال الباحثون إن معدلات الإصابة بهذا المرض أصبحت في زيادة لافتة، وعادة ما تظهر أعراضه بعد تناول الوجبات الدسمة، أو الإكثار من السكريات والشوكولاتة والمشروبات الغازية وعصائر الحمضيات التي تفاقم الألم وتزيده سوءا.
ووجد الباحثون بعد متابعة عشرين شخصا من الأصحاء، تناولوا وجبة عادية تتألف من بورجر الدجاج مع البطاطا المقلية، في مدة خمس دقائق أو ثلاثين دقيقة، أن الأشخاص الذين تناولوا وجبتهم بسرعة أصيبوا بنوبات الحرقة والارتداد المريئي بنحو 40%، مقارنة بالذين استغرق تناولهم للوجبة فترة أطول.
رغبة مفرطة
تعد الرغبة المفرطة في تناول الطعام على الرغم من الشعور بالشبع مشكلة حقيقية للعديد من الناس، ويعود سبب ذلك ذلك لعوامل نفسية وهرمونية تختلف من حالة لأخرى وتحتاج لعلاج مختلف، ويمكن أن تستمر حالة الشراهة لفترة ثم تتوقف، كما يمكن أن تستمر مسببة للفرد أمراضا كثيرة بسبب البدانة، ويتم تشخيص المرض من خلال التعرف على شكوى الفرد وعلامات البدانة في بعض الحالات.
وأسباب الرغبة المفرطة في تناول الطعام متشعبة وعديدة ومعقدة أكثر مما يبدو عليه تناول الطعام، فهي قد تعود للضغط النفسي والقلق والتوتر، أو الإصابة بالبوليميا (الشراهة العصابية).
كما يمكن أن يعود السبب لإفراط إفراز الغدة الدرقية ومرض (جريفز أي إفراط إفراز هرمون الثيروكسين بسبب خلل مناعي يصيب الغدة الدرقية).
وقد يعود للإصابة بأمراض السكري (النوع الأول والثاني وسكري الحمل) أو بسبب نقص مستوى السكر بالدم، وقد يكون سبب الرغبة المفرطة في تناول الطعام عائدا لتناول بعض الأفراد لبعض أنواع الأدوية مثل مضادات الاكتئاب و(الكورتيزون) الذي يتضاد مع هرمون الأنسولين في أداء بعض الوظائف ومنها إدخال السكر الموجود بالدم إلى الخلايا مما يجعل الخلايا تنبه الجهاز العصبي لحاجتها للسكر، فيكون رد فعل الجهاز العصبي أن يزيد من شهية المريض للطعام ويستمر التنبيه ويستمر المريض بالأكل دون أن يصل السكر للخلايا.
هناك أساليب يومية للحفاظ على الوزن المثالي في رمضان من بينها:
◆ تقليل كمية السعرات الحرارية بتناول الأطعمة المعتدلة المحتوية على البروتينات مثل اللحوم والأسماك وبياض البيض والبقوليات كالبازلاء والحمص والعدس والفول وتنجب الكربوهيدرات والسكريات والحلويات والأيس كريم والدهون كالزيوت والدهن الحيوانات والسمنة والزبدة والشوكولاتة والمايونيز.
◆ ممارسة الرياضة يومياً وبانتظام كالمشي السريع لمدة ساعة صباحاً أو الركض أو السباحة أو نط الحبل لمدة نصف ساعة يومياً، أو ممارسة التمرينات المنزلية والتمارين السويدية واليوجا وغيرها والأفضل أن تكون تحت إشراف مدرب خبير.
◆ تجنب الأكل السريع أو النوم بعد الأكل مباشرة أو أكل الطعام ثم المكسرات أثناء مشاهدة التلفزيون وتناول الوجبات السريعة والسندويتشات.
◆ عدم الإفراط في تناول المخللات والأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الأملاح كبعض أنواع الجبن.
◆ الإقلال من شرب المنبهات كالقهوة والشاي.
ساحة النقاش