طالب الشحي

يقول رسولنا ونبينا وقدوتنا– صلى الله عليه وسلم - : “إن الله كتب الإحسان على كل شيء”، رواه مسلم.

ما أعظم هذا الكلام وما أجمله إذ يبين رسولنا صلى الله عليه وسلم أن كتب الإحسان على كل شيء ثم نجد في كتاب الله 
قول الله عز وجل :.«وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».

وسنتحدث اليوم عن جانب من جوانب كثيرة تتعلق بـ(الإحسان) فقد تكلم المفسرون وشراح الأحاديث وبينوا وأطنبوا في ذكر تفصيلاتها وما يتعلق بها غير أننا سنتحدث اليوم عن جانب من هذه الجوانب هذا الجانب له تعلق بكسب الإنسان وبحضارته ورقيه ونماء ماله وبركته ألا وهو الإتقان فهو يرادف الإحسان.

يقول الفيروز أبادي:”أتقن الأمر أحكمه، والتقن الرجل الحاذق، وقد حضنا ديننا على إتقان العمل لكون الأعمال لا يكتب لها البقاء والخير إلا بالإتقان.

فقد وصف الله به نفسه القائل: «صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون».

ويقول صلى الله عليه وسلم: “ إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه “، وفي هذا المعنى يقول الشاعر:

إذا عمل المرءُ المكلف مرةً

عملاً فإنّ العيبَ ألّا يحسنه

فقدْ ذكرَ المختارُ أنّ إلهنَا

يحبُّ لعبدٍ خافَهُ أنْ يتقنَه

فالمتقن لعمله يكسب حب الله تعالى له وينال كذلك حب الناس له واحترامهم وثقتهم به ، ويقول الإمام علي رضي الله عنه : “ قيمة كل امرئ بما يحسن ، وما لا يحسن لا يحمد”.

فمن أحبه الله تعالى وأحبه الناس فتحت له أبواب البركة والرزق ويسر له أسباب الغنى ولذا على من أراد الإتقان كان عليه:

أن يراقب الله في عمله. والجد والمثابرة والحرص مدافعا بذلك الخمول والإهمال. وأن يبحث عن العمل الذي يوافق قدراته وإمكاناته ومستوى علمه فمن رام غير ذلك فهو كمن أراد صنع باب وهو لا يعرف ولا يحسن حمل المطرقة ولا استخدام المنشار. وأن لا يتشعب في أكثر من عمل وإلا كان مصيره إلى الشتات فعليه أن يبحث عن تخصصه وأن لا ينتقل لعمل آخر حتى يتقن عمله الأول وينهيه. والتحلي بأحسن الأخلاق من البشاشة ولين الجانب والصبر على الآخرين. وبذل النصيحة وإظهار الصدق فعن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: 
“ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا - أَوْ قَالَ : حَتَّى يَتَفَرَّقَا -فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ،وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا “ .رواه البخاري ومسلم

وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: “ما هذا يا صاحب الطعام؟”، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: “ أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني”. رواه مسلم

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,713