authentication required

طالب الشحي

طلب الغنى من المطالب التي جبل الإنسان على حبه ونيله، ولذا تراه يسعى حثيثا في دنياه باحثا عن السبب الموصل إلى الثراء لينعم، بيد أن البعض قد يجهل كيفيه تحصيل الغنى وجلب الرزق، فيضرب في كل سهم ويطرق كل باب، ولعل من المناسب أن نذكر أهم الأسباب الموصلة إلى الغنى ويمكن تقسيم ذلك إلى ثلاثة جوانب:

الأول: مراعاة حق الله تعالى. الثاني: مراعاة حق المخلوق. الثالث: الوسائل الصحيحة.

وسيأتي تفصيل ذلك في هذه السلسلة لنستنير جميعاً في معرفة ما ينبغي عمله في هذا المال إذ نحن محاسبون ومسؤولون عن كيفية جَنْيه وإنفاقه.

السبب الأول: التقوى.

 

 

 

البعض حينما يمر بضائقة مالية أو حينما تفتح له أبواب الرزق إذا ذكر بالتقوى أشار بيده وطرف عينه معبرا عن عدم اهتمامه واكتراثه. متناسيا أن الذي بيده مفاتيح الرزق هو الله تعالى وأن الذي يقدر الخير هو الله تعالى وهو سبحانه على كل شيء قدير . قال الله تعالى(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) [الإسراء:30.
 وقال سبحانه (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).

والرزق مكتوب للعبد وهو في بطن أمه: “إنَّ أحدَكم يُجمعُ خلقُه في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مُضغةً مثلَ ذلك، ثم يبعثُ اللهُ إليهِ مَلَكًا، ويُؤمَرُ بأربعِ كلماتٍ، ويُقالُ له: اكتبْ عملَه ورزقَه وأجلَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ، ثمُ يُنفخُ فيه الروحُ”. 
ولهذا من اتقى الله في شأنه كله فتح الله عليه أبواب الرزق. 
قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).

ويقول الله تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ” (الطلاق).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن رُوحَ القُدُسِ نَفثَ في رُوعِي أنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ رزقَها، ألا فاتقوا اللهَ وأجمِلوا في الطلبِ، ولا يحملنكم استبطاءُ الرزقِ أنْ تطلبوه بمعاصي اللهِ؛ فإنه لا يُدرَكُ ما عندَ اللهِ إلا بطاعتِهِ”. أخرجه الحاكم وابن حبان.
قال الزجاج: إذا اتقى وآثر الحلال والتصبر على أهله؛ فتح الله عليه إنْ كان ذا ضِيقة، ورزقه مِن حيث لا يحتسب. 
وقد قيل لأحد الصالحين: إن الأسعار قد ارتفعت، فقال: أنزلوها بالتقوى.
وحقيقة التقوى كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :(التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل). 
وقال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى:(اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وأنتم مسلمون)، 
قال: أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.

فمن أدى حق الله تعالى في طاعته واجتناب معصيته فتح الله له أبواب الرزق وبارك له في ماله. وللحديث بقية...

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,245