منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد، وسيارات الـ"راف" السوفيتية الصنع التي استوردها العراق اواسط سبعينيات القرن الماضي من الاتحاد السوفيتي السابق، ما تزال تعمل في بعض مناطق كربلاء.
وكما تقيد الشيخوخة من حركة بني البشر، جعل تعاقب السنين سيارات الـ"راف" تنزوي في إحدى المناطق الشعبية في قضاء الهندية، لتعمل على طرقات لا يرغب مالكو السيارات الحديثة في العمل عليها.
عبد تركي يصف حال سيارات الـ"راف" بقوله "عندما كنت صغيرا كانت والدتي تصطحبني معها حين نذهب إلى السوق. فكنا نركب هذه السيارات، التي كانت تعمل على نطاق واسع وقتذاك. وها أنذا كبرت وأصبحت مالكا وسائقا لإحدى هذه السيارات". ويضيف "أن هذه السيارات دخلت العراق سنة 1974 لأول مرة حين استورد العراق المئات منها من الاتحاد السوفيتي السابق".
ويدافع تركي عن سيارته الـ"راف"، معتبرا اياها مفضلة لدى عدد ليس بالقليل من المواطنين، ويستغرق في وصفها كما تصف والدة العروس ابنتها فيقول "هي نظيفة ومعروفة لدى الناس، وهم يفضلونها على غيرها من السيارات، كما إنها جميلة ومقاعدها مرتبة".
وكانت سيارات الـ"راف" هذه تعمل قبل سنوات وسط كربلاء، وتحديدا بين حي البناء الجاهز، وكراج المحافظات، ولكن بسبب عزوف الناس عن استخدامها، وكثرة الانتقادات التي وجهت لأصحابها، فانهم اضطروا الى التخلص منها، وبيعها إلى آخرين، وجدوا فيها ما يناسب العمل في مناطقهم. وهكذا تجمعت العشرات من سيارات الـ"راف" في قضاء الهندية، لتقوم بنقل الركاب بين مركز القضاء والحي العسكري.
وبدت آراء المواطنين في المنطقة التي تعمل فيها سيارات الـ"راف" متباينة حيالها، إذ قال بعضهم إنها "سيارات قديمة اعتاد الآباء على استخدامها، ونشعر نحن الابناء بأهميتها لأنها جزء من الماضي"، بينما قال آخرون "إن هذه السيارات قديمة ولم تعد تصلح لهذه الأيام في ظل دخول أحدث السيارات إلى العراق".
وبينما يدعو البعض إلى سن قانون يمنع استخدام السيارات القديمة، يرى آخرون أن هذه المسألة معقدة وتحتاج إلى حلول تكفل لاصحاب هذه السيارات حقهم ليكسبوا رزقهم.
ويقول المواطن ثابت عبد الحسين "إن أي خطوة للتخلص من السيارات القديمة التي مازالت تعمل في الهندية لابد أن تأخذ بنظر الاعتبار حاجة مالكي هذه السيارات وأسرهم، فهم يعتمدون عليها ولاتوجد لديهم مصادر أخرى للرزق".
وبسبب قدم سيارات الـ"راف" تحدث مواقف طريفة أو مزعجة أحيانا لركاب وسائقي هذه السيارات فبعضهم تتمزق ثيابه لان مقاعدها مسننة، وآخر تتسخ ثيابه بسبب قدم المقاعد، ومواقف طريفة كثيرة أخرى.
المصدر: اذاعة العراق الحر
نشرت فى 22 يوليو 2012
بواسطة alsanmeen
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,276,521
ساحة النقاش