ثبت علمياً أن في الصيام صحة، وبركة في الجسم، وأداة مساعدة لإعادة تنشيط كفاءة أجهزة الجسم المختلفة، سواء كانت الداخلية، أو الخارجية، وفي هذه الزواية لا أستطيع حصر فوائد الصيام ومنافعه المختلفة التي يجنيها الصائم كل عام، بأدائه لتلك الفريضة المباركة التي فرضت من أجله.
إلا أن البعض لا يشعر بفوائد الصيام، ولا بأهميته بسبب المتغيرات الحياتية التي طرأت على أسلوب المعيشة المختلف، فالبعض يجهز بيته بالمواد الغذائية المختلفة في شهر رمضان بما يوازي مخزون العام بأكمله تحسباً لجوع، أو لرغبة في عدم تسجيل غياب أحد الأصناف الثانوية من الوجبات على مائدة الفطور، أو حتى السحور.
ففي هذه الفترة بالذات من كل عام تجد الأسواق تعج بالزبائن المتبضعين لرمضان، مما يجد تجار الأسواق الغذائية ضالتهم في رفع الأسعار والمبالغة فيها، والتحايل على الجهات التي سعت مشكورة لتثبيت أسعار عدد من السلع الغذائية الأساسية بطريقة أو بأخرى. وقد يكون الخطأ هنا ليس في التجار، وإنما في الثقافة الاستهلاكية غير الواعية وغير المدروسة، والتي تطال الأخضر واليابس من دون أن تترك درهيمات من الراتب لتمضية باقي الشهر في مصاريف أخرى، وهذا حال العديد من الأسر، الذين لا يدركون أهمية إعادة جدولة الميزانيات، ويقعون في المطب نفسه كل عام..
والمشكلة إذا كانت على الفلوس، فهي هينة لينة، نستطيع بلعها مثل كل عام، ولكن المشكلة الأساسية في ذلك حينما تطال الجوانب الصحية بسبب التغذية غير الواعية في رمضان، والتي تصل الى بعض الأحيان إلى حد الأكل بشراهة، حتى لا يشعر أحدنا بالجوع في نهار رمضان، أو لا يترك لنفسه أن ترغب في وجبة معينة أو أكلة لذيذة، حتى لا يشتغل عنده باب "جهاد النفس".
وبما أن رمضاننا هذا تزامن مع فصل الصيف الحار، فعدد كبير من الموظفين حرص أن تكون إجازته السنوية خلال الشهر الكريم، وحينما سألت أحدهم عن السبب من وراء جدولة الإجازة السنوية على رمضان؟ لم تكن الإجابات كما كانت متوقعة لتمضية الوقت المبارك في الذكر والطاعة، وإنما كانت معظم الإجابات بسبب أن نهار رمضان طويل وحار هذا العام، فهذه فرصة للنوم خلال النهار، بدلاً من الخروج الى الدوام في ساعات النهار، وكأنهم يتنقلون من بيوتهم إلى مكان عملهم على دواب، وليس بواسطة سيارات حديثة مجهزة بأحدث وسائل التكييف والراحة..
رمضان فرصة عظيمة علينا أن ننتهزها، ونستغلها في الطاعة، فالوقت فيها مبارك، ويستطيع كل منا أن ينجز ما عنده من أعمال وأهداف، ومن يخطط بشكل سليم يحظ بعيش رغيد خلال هذا الشهر.
أخيراً: في الصيام صحة لمن أدرك أهمية الشعور بالجوع، والاعتدال في الأكل.
ساحة النقاش