يحيى أبوسالم

يشهد السوق التكنولوجي خصوصاً في هذه الأوقات، تنافساً كبيراً بين الشركات العالمية التكنولوجية المصدرة للهواتف والكمبيوترات الذكية، وذلك في سباق محموم بين هذه الشركات لطرح منتجات تكنولوجية وأجهزة تقنية، يقبل عليها الزبائن وتلفت انتباههم، وتجذبهم إليها عن باقي المنتجات التكنولوجية المتوافرة في الأسواق. ولعل هذا التنافس الكبير أصبح في أيامنا هذه شرساً، لتخطيه مرحلة التنافس في نوعية المنتج فحسب، لتنتقل بعض الشركات التكنولوجية العالمية وبصورة واضحة لمستوى تنافسي آخر، يعتمد على تقليد بعضها البعض، فبمجرد أن تطرح تلك الشركة جهازاً معيناً، تأتي العشرات من الشركات بنفس هذا المنتج وبميزات ومواصفات أعلى. مما أصاب المستهلك بصدمة تتلوها صدمة، فلا يكاد ينتهي من استيعاب وإدراك ما تأتي به الشركة “أ”، ليبدأ الدرس من جديد مع منتجات الشركة “ب”، وهكذا.

رغم رفض الراحل ستيف جوبز المدير التنفيذي السابق لشركة آبل الأميركية، لفكرة طرح نسخة مصغرة من كمبيوتر شركته اللوحي الشهير آي باد، واعتباره أن أي نسخة جديدة بحجم صغير لن تعطي المستخدم تلك التجربة الممتعة التي تمنحهم إياها النسخة كبيرة الحجم، واعتباره أن بناء وتجهيز نسخة من آي باد بحجم 7 إنشات، لن تكون قادرة على إنتاج وتطوير برامج وتطبيقات رائعة... ورغم كل هذا الرفض الذي أبداه الراحل جوبز لإنتاج نسخة مصغرة من آي باد، ها هي اليوم آبل، تبدأ بأخذ منحى جديد مختلف في استراتيجياتها، بعكس توجيهات وإرشادات ملهمها الراحل جوبز، وتعد زبائنها ومحبيها وعشاقها بنسخة رابعة من كمبيوترهم اللوحي الشهير آي باد، والتي ستأتي بحجم يتراوح ما بين 7 إلى 8 إنشات، أي أصغر من النسخة الحالية والتي تأتي بشاشة ذات حجم 9٫7 إنش.

“آي باد ميني”

 

“آي باد ميني” أو آي باد 4، وبغض النظر عن التسمية التي سترافقه، سيأتي بشاشة ذات قياس صغير عن الشاشة الحالية، وغالباً ما ستأتي بحجم 7 إنش، وذلك رغبةً من آبل في دخول سوق الكمبيوترات اللوحية بهذا الحجم والتي تهيمن عليه شركة أمازون من خلال كمبيوترها اللوحي الشهير “كيندل فاير”، ورغبةً منها في نفس الوقت من منافسة العديد من الكمبيوترات اللوحية التي تأتي بحجم شاشات صغير وتباع بسعر أقل من الكمبيوترات اللوحية ذات الشاشات الكبيرة، وخصوصاً الكمبيوتر اللوحي الجديد من جوجل «نيكسوس 7».

 

وبحسب المصدر الصيني “mydrivers”، فإن كمبيوتر آبل اللوحي الصغير، لن يأتي بنفس شاشاتها الشهيرة ذات الوضوح الفائق “ريتينا”، إنما سيأتي بتقنية جديدة يطلق عليها “IGZO”، تمتاز بنحافتها الفائقة مقارنة بالنسخ الحالية، وتأتي لتتفوق بعدد البيكسل لكل إنش لتأتي بعدد 330، مقارنة بعدد 326 بيكسل لكل إنش في شاشة ريتينا، ما يجعل وضوح ودقة الشاشة في جهاز آبل اللوحي الصغير قريبة جداً من وضوحها في آي باد 3.

وإلى هذه اللحظة، ليس مؤكداً ما المعالج المركزي الذي سيدعم آي باد ميني الجديد، ولا حجم الذاكرة العشوائية أو ذاكرة التخزين التي ستزود به، وما التقنيات المستخدمة فيه، وإن كان سيأتي بكاميرا أمامية وخلفية كالنسخة الحالية أم سيأتي بكاميرا أمامية فقط كجهاز جوجل نيكسوس 7... كل هذه الأمور مازالت غير معلومة وغير معروفة وغير مؤكدة، ولكن الأمر الذي بات من المؤكد أن شركة آبل ستحاول قدر المستطاع أن تختصر وتقلل من التقنيات والتجهيزات والإمكانيات في كمبيوترها اللوحي الجديد “آي باد ميني”، وذلك لمحاولة منافسة الكمبيوترات اللوحية الأخرى “رخيصة الثمن”، والاستفادة من هذا السوق لأقصى قدر ممكن.

ميزات ومواصفات أقل

من المؤكد ولتتمكن الشركة الأميركية من منافسة الأسعار القليلة التي طرحتها شركات مثل أمازون وجوجل في كمبيوتراتها اللوحية والتي لا تتجاوز 200 دولار أميركي، وسيأتي كمبيوتر آبل اللوحي الجديد آي باد ميني، بسعر قريب إلى هذا السعر الذي طرحت به الكمبيوترات الأخرى المنافسة، إن لم يكن أقل، مما يجعلنا نطرح سؤالا مهما هنا، وهو: هل ستبقي وتحافظ آبل على الميزات والخصائص والإمكانيات التي تأتي بها كمبيوتراتها اللوحية الحالية، في كمبيوترها الجديد آي باد ميني؟ أم ستقوم بالتقليل من هذه الخصائص والميزات والإمكانات، على حساب تقليل السعر الإجمالي للجهاز، ومحاولة طرحه للبيع بسعر تنافسي لا يتجاوز 200 دولار أميركي، على غرار كمبيوتر أمازون اللوحي “كيندل فاير” وكمبيوتر جوجل اللوحي “نيكسوس 7”؟

أسعار رخيصة

لعل من أهم الميزات التي جاءت بها بكمبيوترها اللوحي الأخير “آي باد الجديد” هو شاشته من نوع ريتينا ذات الوضوح الفائق، والتي يصل إلى (2048X1536) بيكسل، وهو الوضوح الذي لم يسبقها إليه أي من الشركات العالمية المصنعة للكمبيوترات اللوحية، وهي الشاشة التي لن نراها في الكمبيوتر اللوحي الصغير “آي باد ميني”، وسيتم استبدالها بتقنية ذات سعر أرخص، رغم ميزاتها ومواصفاتها الجيدة.

وبتأكيد الشائعات و الإشارة غير المباشرة من قبل شركة آبل لطرح كمبيوتر لوحي جديد بحجم صغير، وبسعر تنافسي أقل مما يأتي عليه الكمبيوتر اللوحي الحالي، بات من المؤكد أن الشركة الأميركية التي طالما عرفت بمنتجاتها المميزة والمتفردة في الشكل في المقام الأول والمواصفات والميزات في المقام الثاني، ستتخلى عن بعض ما عرفت به وعليه، لتتمكن من دخول سوق الكمبيوترات اللوحية، التي تأتي بأسعار رخيصة، والتي تأتي بمواصفات وميزات أقل، ولتتمكن بالتالي من منافسة العديد من الشركات العالمية الصغير والكبيرة التي تنتج مثل هذه الكمبيوترات وتسيطر على هذا السوق، وعلى رأسها شركة أمازون الأميركية.

تغيير جوهري

الجدير بالذكر أن كمبيوتر شركة جوجل اللوحي الجديد “نيكسوس 7”، رغم العديد من الميزات والمواصفات التي زود بها، إلا أن الشركة استغنت عن بعض التقنيات والخصائص التي تأتي بالعادة في الكمبيوترات اللوحية الكبيرة، حيث إن كمبيوترها الجديد لا يحتوي على كاميرا خلفية، والجهاز الجديد غير مزود بمدخل لقراءة الذاكرة الخارجية، كما أنه غير مزود بمخرج للشاشة من نوع HDMI أو غيره، بالإضافة إلى العديد من التقنيات التي قد تهم البعض وقد لا يكترث إليها البعض الآخر، وهو ما عمدت إليه جوجل وستعمد إليه آبل في كمبيوترها اللوحي الجديد “آي باد ميني” للتمكن من تخفيض سعر الجهاز إلى أقصي درجة ممكنة، وسيكون ذلك على غرار ما قدمته جوجل في كمبيوترها اللوحي، على حساب المواصفات والتقنيات المستخدمة في الجهاز.

هل أشتري آي باد ميني؟

ستتمكن آبل في إنتاجها لكمبيوترها اللوحي الجديد “آي باد ميني”، من مخاطبة العديد من الزبائن الذين طالما ابتعدوا عن كمبيوترها اللوحي التقليدي ذي الشاشة الكبيرة، ولجأوا إلى الكمبيوترات اللوحية التي تأتي بشاشات صغيرة والتي تقدمها العديد من الشركات العالمية الأخرى، وستتمكن بكمبيوترها اللوحي الجديد، وبكل تأكيد من لفت أنظار العديد من الزبائن وجذبهم إلى منتجها الجديد، وستتمكن وفوق كل ذلك من حجز مكان لها، في سوق طالما ظلت غائبة عنه ولسنوات طويلة وهي تحت قيادة مديرها التنفيذي الراحل ستيف جوبز.

<!--EndFragment-->

المصدر: الاتخاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,995