المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

  الواجب عند مواجهة المشكلات والمعوقات عدم إنكار وجودها وعدم محاولة تغطيتها والتكتيم عليها بل يجب كشفها أمام الملأ وأمام كل من يهمه الأمر. وعلى الضحية ألا تصفق للجلاد. إنها لكثيرة هي الأدلة والشواهد والمقارنات بالمجتمعات الأخرى التي تثبت أن المرأة في أوطاننا مهضومة الحقوق ولا حول لها وتتعرض للتمييز والاضطهاد. فبدلاً من إنكار هذه الحقائق والجهاد من أجل منع الناس من الالتفات إليها والبحث فيها يجب مواجهة ومعرفة الأسباب والحلول لهذا الوضع المزري والغير إنساني.
إن الدين الإسلامي المنزل من عند الله ليس بحال سبباً لأي مشكلة بل هو الحل لكل مشكلة. ولكن التدين الأرضي الذي يطغى على ممارساتنا والمكتوب في العصر العباسي بعد أكثر من قرنين من وفاة الرسول الكريم والمليء بما يخالف رسالة الرسول وهي القرآن التي أوصلها لنا من ربه تعالى، يحمل كثيراً من الروايات التي وتضر بحقوق النساء وتستصغرهنّ وتهينهنّ وتستخف بعقولهن ولا يمكن بأي حال أن تكون صادرة عن رسول الله بل نسبت إليه زوراً لتخدم أهداف صانعيها. وفيما يلي البراهين والأدلة لهذا من القرآن الكريم وكتب التراث المخالفة له ومقارنة المصدرين ببعض وبالتطبيق العملي لكل ذلك في المجتمع. ولكن أولاً يجب التنبيه على أن إنكار نسبة المرويات الحديثية للرسول ليست إنكاراً لكلامه ولا انتقاصاً من قدره، بل على النقيض هو دفاع عنه. وفي الأصل وفي الحقيقة كان القرآن هو الوحي الذي يوحى وكان تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة للمسلمين النحل:89
"أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين" الأنعام:114
القرآن يحرم بوضوح اتباع الظن والتقول على الله تعالى بغير علم ونسبة الباطل إلى الله وافتراء الكذب وغير الحق عليه تعالى. ونسبة كل ذلك إلى الرسول هي نسبتها لله فهم يقولون أنها وحي.
قوله تعالى: "انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً" النساء :50 وقوله: "وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون" يونس:60
الشيء الذي يغيب عن أذهان الجميع وهو الأولى أن تتم معرفته وكشفه أمام الجميع وأن لا يتعمد إخفاؤه هو أن ما تسمى الأحاديث ليست يقينية ولا يمكن مطلقاً الجزم بنسبتها للرسول؛ فبحسب العقل وبحسب اعترافهم ورأي الجمهور فإن خبر الآحاد ظني الثبوت لا يوجب العلم، وكل الأحاديث أخبار آحاد ويختلفون في عدد الأحاديث المتواترة الذين يزعم بعضهم أنها يقينية فمنهم من يقول لا توجد إطلاقاً مثل ابن حبان وكثيرون يقولون أنه حديث واحد يقول: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار،  ومن من يقول هم سبعة أحاديث مما يدل على انها ظنية أيضاً بهذا الاختلاف. الفرق بيننا وبينهم انهم يقولون أنه رغم ظنيتها فيجب العمل بها ولكن لا، فالقرآن يحرم اتباع الظن ولو اتبعه أكثر من في الأرض.
"وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئاً إن الله عليم بما يفعلون، وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين" يونس 36-37
"وإن تطلع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون" الأنعام:116
الجميع تقريبا من عامة وأئمة مساجد وغيرهم لا يعلمون ماذا تعني عبارة "حديث صحيح" و"حديث ضعيف" ويكتفون بالإيحاء الساذج للمعنى اللغوي للكلمتين، بينما الحقيقة أن "صحيح" مجرد اصطلاح لحديث يعرفونه بأنه ما اتصل سنده برواية العدل (المسلم البالغ العاقل) الضابط (قوي الذاكرة) من أصله إلى منتهاه من غير شذوذ (مخالفة ما هو أوثق منه) ولا علة (علة قادحة تقدح في الحديث). إن هذا التعريف ليس من الله ولا من الرسول إنما هو من اختراع بشر مثلنا، وليس ملزماً لأحد. وهم لا يقولون أن هذه الشروط توجب أن يكون الحديث "الصحيح" يقينياً بل يظل ظنياً. هذا وحده كاف لحجتنا. ولكن على العموم ليس هناك تطبيق لشرط الشذوذ هذا فهم يصححون الأحاديث المخالفة للقرآن. إن الأحاديث المذكورة في الكتب التي تسمى بالصحاح بها الكثير الكثير الذي يتعارض بوضوح مع القرآن وهناك أحاديث صححها البخاري قد ضعفها مسلم وأحاديث صححها مسلم وقد ضعفها البخاري واختلافات في التصحيح والتضعيف وفي عدالة وضبط الرواة كلهم. وهناك تناقضات بين الاحاديث فيما بينها، وفيما بينها  وبين الحقائق الكونية الثابتة مما يدل على أنها ليست من عند الله؛ فالاختلاف ليس من صفة كلام الله. " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاُ كثيراً" النساء:82
بعد هذه المقدمة نجيب كيف يكون القرآن الكريم هو حل المشكلة ويكون التراث المكتوب في العصر العباسي والمنسوب زوراً إلى النبي سبباً لها مع جعل موضوع المرأة مثالاً.
من ناحبة التساوي في الخلق والقيمة الإنسانية بين الرجل والمرأة:- الله تعالى يقول في القرآن: " يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" الحجرات:13 ويقول: "هو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع" الأنعام:98. فيدل قوله تعالى أنه لا تمييز على أساس الجنس من حيث الخلق والقيمة الانسانية والمكانة عند الله وأن الخلق كان لنفس من نفس.
بينما حديث في البخاري كتب فيه أن الرسول قال (5148) :المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وان استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وفي حديث رقم 3331 ذكر انها خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه. فبغض النظر عن علاقة اعوجاج الضلوع باعوجاج عقول النساء فالحديث فيه اهانة للنساء واتهام لهن بالنقص وليس الهدف من الحديث الدعوة إلى إصلاح، بل التهديد بتكسرهن إن خرجوا عن طبيعتهم المعوجة؛ فالمرأة إما معوجة وإما هالكة، ولا سبيل لإصلاحها. ولكن هذا محال فإن للمرأة عقل كما للرجل وبشكل عام لها التكاليف ذاتها، ومطلقاً عليها نفس المسئولية أمام الله في تحكيم العقل للوصول للحقيقة واتباع رسالة الله في الحياة.
2-من ناحية الهدف من الحياة والمصير في الدارين:- الخطاب في القرآن الكريم موجه للذكور والإناث على حد سواء. "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون: النحل:97 "من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب" غافر:40
وحتى في تفاصيل الواجبات والمطلوبات " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً" الأحزاب :35
وفي القرآن نموذج لملكة كتبت لها الهداية وكانت مثالاً لقصة نجاح. فلا مكان في الإسلام لحرمان المرأة من قيادة الدولة وتبوء المناصب، وفي مجتمع المدينة كانت النساء فاعلات وذكر القرآن مشاركتهن ودعمهم للخير وتصدقهن وقيامهن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما بالنسبة لكتب التراث فتسود اراء أخرى مخالفة ويحتل فيها أمر إطاعة الزوج اهمية كبرى في المكانة عند الله وتربط الأحاديث رضا الله برضا الزوج ويتم اهمال جوانب نشاطات المرأة الأخرى. ورغم الآية السابقة (الأحزاب:35) فمجرد إطاعة الزوج هي من أهم اسباب دخول الجنة من أي الأبواب شاءت. لكن مع ذكر وعرض الخوف من نشوز الزوجة في القرآن هناك أيضاً ذكر للخوف من نشوز الزوج وإعراضه. فلماذا التركيز على المرأة في كتب التراث؟ وهل يعقل أن الرسول قال أن كان ليأمر المرأة بالسجود للرجل إن كان أمراً أحداً أن يسجد لأحد لعظم حقه عليها؟ إن كانت الحقيقة أن الكرامة عند الله لا تعتمد على الجنس حسب الحجرات:13 فلماذا تكاد تسجد لمن هو بنفس قيمتها وليس أكرم منها، أمور الحياة بين الزوجين يجب أن تخضع للتشاور والتناقش والاتفاق والتراضي حسب القرآن وليس هناك سلطة مطلقة للرجل لنصدق مثل هذا الكلام. يمكن أن يخطئ أي من الزوجين في أمر ويصوبه الآخر فلا أحكام مسبقة أن عقل هذا أرجح من عقل هذه. بعد كل هذا يزعمون أن النساء أكثر أهل النار بسبب مجرد انتقاد الزوج واللعن. دعونا من حقيقة أن معظم جرائم القتل العمد والضرب والأذية وقطع الطرق والسرقة حول العالم يقوم بها الرجال بفارق شاسع ولا أدري بشأن "اللعن" ولكن هل مجرد انتقاد الزوج يكون من أسباب دخول النساء النار؟
البخاري في باب ترك الحائض الصوم حديث 304: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن وما نقصان عقلنا وما نقصان ديننا يا رسول الله؟ قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها. قال أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها. كفران العشير هو نكران نعمته بأن تنفي أنه يجلب لها ما تحتاجه رغم انه يفعل ما بوسعه، فإن كان هذا الأمر طبيعياً ويفعله الرجال والنساء على السواء لبعض فلماذا التركيز على المرأة وحدها؟. وهل هذا كاف لدخولها النار؟. هناك فرق بين "الاستشهاد" في موضوع واحد وهو الدين ولعلة واحدة قد توجد تحرزا وبين الشهادة على اطلاقها ففي الأخيرة طعن في عقل المرأة ولكن الحقيقة أن أي من العقلين قد يتفوق في مهام معينة والعكس، فلماذا تعمييم نقصان عقل المرأة والتركيز عليه؟ وإن كانت الصلاة والصوم في وقت الحيض حراماً ليس من الدين فكيف يكون تركها نقصاناً فيه بل يجب أن يكون كمالاً. مع العلم أن القرآن الكريم لم يستثني للبشر وقتاً حرّم فيه الدعاء له والتفكر فيه والسجود له وذكره، فهي صلة بين العبد وربه ولا تتعلق بما يحدث فسيولوجياً داخل الإنسان.
3- بضع نماذج من النظرة النمطية الجنسانية تجاه المرأة في كتب الحديث.
المرأة شؤم!. البخاري تحت باب ما يتقى من شؤم المرأة 5093 – الشؤم في المرأة والدار والفرس.. المرأة أضرّ الفتن على الرجال! لكن لا ذكر أن الرجال أضر الفتن على النساء- ما تركت قتنة بعدي أضر على الرجال من النساء"
تذكر أحاديث في صحيح مسلم أن الرسول قال يقطع الصلاة المرأة والكلب الأسود والحمار ولكن تفاجئون بنقيضات هذه في البخاري فتحت باب من قال لا يقطع الصلاة شيء 514- عن مسروق عن عائشة ذكر عندها ما يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة فقالت شبهتمونا بالحمر والكلاب؟ والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضجعة فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأؤذي النبي فأنسل من عند رجليه" وفي رويات أخرى تبسط وتقبض قدمها عن سجود الرسول. فانا من هنا أبرئ بيت النبوة الذي شدد القرآن على تطهيره وذكر الله في القرآن أن الله يريد أن يذهب الرجز عنه ووضع قواعد صارمة خاصة بنساء النبي، فما بال هؤلاء يبتعدون بخيالاتهم ويصرون النبي وأزواجه منتهكين حرمته. حسب الحديث فإن الخيانة منبعها المرأة ويتم التركيز على خيانة المرأة دون الرجل ففي حديث كتاب البخاري 3330 "لولا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها" لن أناقش حقيقة أن بدائيات الأنوية وجميع الأحياء الدقيقة التي تسبب تعفن اللحم أقدم من بني اسرائيل لأنفي صحة نسبة الحديث للرسول ولكن انظروا وحدكم إلى أصل التمييز بين خطأ الرجال والنساء، وهو تمييز منتشر في البلدان الإسلامية حيث يحق للرجل الزنا دون المرأة ولا يتعبر جرماً بدرجة جرم المرأة. لا تمييز الخطأ هو الخطأ.
الحقوق الزوجية والشخصية
1/ سن الزواج:- الزواج في القرآن الكريم بين رجال ونساء وليس بين رجال وأطفال صغيرات غير راشدات. والفطرة الإنسانية ترفض زواج الأطفال والعرف الإنساني يحدد أن هناك سناً للنكاح وفيه يكون الرشد وحرية اختيار الشريك. "فانكحوا ما طاب لمن من النساء" النساء:3 وقوله تعالى في الآية السادسة: " وابتلوا اليتامى حتى إِذا بلغوا  فإن آنستم منهن رشداً فادفعوا إليهم أموالهم" فهناك سن للنكاح بتكامل جسماني وأيضاً رشد. ولا يمكن بحال أن تكون هذه السنة هي السادسة أو التاسعة فتلك طفلة وليست امرأة من النساء. وزواج الأطفال هو بالضرورة هو زواج قسري فالطفل لا يملك قراره ولا اختياره، ورغم أن الرسول أول متبع للقرآن كما أمره ربه فالأحاديث المحبوكة ضده الموجودة في البخاري ومسلم تصور زواج عائشة وهي بنت ست سنين وبدخل بها وهي بنت تسع سنين وتصور أن ذلك كان قبل وفاته بتسع سنين أي وعمره 54 وفي سن 57 كان الدخول. فنحن نبرئ نبينا من هذه التهمة ونكثف الجهود لتفنيدها .وزواج الأطفال منتشر في دول الشرق والأوسط والدول الإسلامية والقصص التي تعرفونها كثيرة جداً وتفطر القلب وهناك مجهودات على مستويات عديدة في الدول لمحاربة الظاهرة رغم التقصير ورغم انحدارها بشكل ما إلا أنها لا تزال موجودة. إن القرآن الكريم بتلك الآيات يسد الطرق أمام هذه الممارسة الضارة بالصحة النفسية والجسدية للطفلة وأيضاً في صحتها مستقبلاً.
2/ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية/ بحسب منظمة الصحة العالمية فهذا الإجراء الجراحي ضار بالصحة ولا فائدة منه على الإطلاق ويعتبر بكل أنواعه جريمة. رغم التقصير في القضاء على العادة إلا أن الموقف الرسمي لجميع الجهات الحكومية المختصة والمجالس الطبية هو تجريم العادة بكل أشكالها (فرعوني أو "سني") والعمل على نشر الوعي ضدها بكل الوسائل الإعلامية المتاحة ويعاقب بصرامة جميع من يتورط من أطباء وغيرهم. ما نسب إلى طريق الرسول هو نسبة زور وبهتان وهذا مثال آخر يوضح كيف يؤدي افتراء الكذب على الله إلى تدهور المجتمع وإلى العوافب الوخيمة، هؤلاء ينسبون ختان الإناث إلى الدين ويتمسكون بما وجدوا عليه اباءهم ورغم البينات ومعرفة الضرر الناتج من عملية التشويه هذه،إلا أنهم يتعصبون ويعصون الله والضحايا ما هن إلا طفلات برئيات وغداً زوجات وحوامل ووالدات يتعذبنّ وتقل جودة حياتهنّ. "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون. الأعراف :28 "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" التين:4.. إن الشيطان هو من يأمر بذلك.."ولأمرنهم فليغيرن خلق الله" النساء:119. القرآن من أجل الإنسان، وهو صريح في تحريمه الختان للذكور والإناث بأي نوع وتحت أي مسمى فلم نوجد لنعدل أخطاء في الخلق تتوهمونها فالله اتقن كل شيء خلقه ولا استثناء. نجد أن المدافعين عن الختان هن الضحايا السابقات أنفسهنّ فهلا كففن عن ظلم أنفسهن والغير.
العمل وحرية التنقل:- أرباب التدين الأرضي يروجون دوماً لفكرة أن المرأة لم تخلق للعمل خارج البيت ومشاركة الرجل الانتاج والإبداع بل وظيفتها البقاء في البت لتربية الأطفال والأعمال المنزلية فحسب وكثيرون يعتبرون وجهها وصوتها عورة وحتى إن خرجت من البيت لحاجة أو باتت عند أهلها دون رضا الزوج وإذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع وللزوج منعها من المبيت عند بيت اهلها. ويحرم عليها السفر وحدها دون محرم، وحين نتساءل عن السبب فحين يقولون أن المرأة بنقصان عقلها وزيغه فإنها ستستغل فرصة غياب المحارم لفعل الفاحشة نرد أن هذا اتهام باطل وطعن في خلقة المرأة واتهام مباشر لجميع النساء المسافرات بذلك التفكير. وأما إن قالوا أن السبب لضعف فيها وقابلية التعرض للاغتصاب فالأولى يدل معاقبتها أن يتم تقويتها بقمع تلك الذئاب البشرية وتشديد العقوبة عليهم لكي يأمن الطريق وأن تتم التربية السلمية للجميع ومعرفة الحقوق. ونفس الشيء بالنسبة لحجة من ينتقدون عمل المرأة لقابلية تعرضها للتحرش الجنسي اللفظي والجسدي، فالعلاج ليس التنازل والهروب من الحياة إلى البيت بل بمقاومة تلك الآفات في المجتمع. أشدد على أن محاولة المجتمع الذكوري للتهرب من سبب المشكلة وإلقاء اللوم على النساء بدل الذئاب ومن يسمح لهم بفعلهم هو اتهام لطبيعة المرأة بالميل نحو الفاحشة إن خرجت من البيت وللأسف فبالنسبة للكثيرين هو طعن وشك في كل سيدة عاملة وهذا يجب الحذر منه.
الحقوق الزوجية في العلاقة:-  قالت رسالة الرسول: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهنّ" البقرة:187..هنا حق متساو ولكن في الحديث البخاري (5193) إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء لعتنها الملائكة حتى تصبح". وماذا إن دعت المرأة الرجلَ إلى فراشها فأبى أن يجيء؟ لماذا لا تلعنه الملائكة حتى يصبح؟ وهناك حديث يلعن ويفرض عدم قبول ويحرم صوم المرأة دون إذن زوجها فقد يحتاجها، فماذا عن استئذان الزوج لزوجته لماذا لا يذكر؟ بالتاكيد ليس من عند الله، فالله يقول أن كلا الزوجين لباس للآخر وبينهما مودة ورحمة، أوسط كل هذا اللعن التمييزي رحمة؟ 
ختاماً أشدد على أن رسولنا ونبينا الكريم هو موصل رسالة والذي أنزل إليه هو القرآن وكان متمسكاً به كما امره ربه: "فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم" الزخرف:43 وهو كل ما جاءنا به وأوحي إليه لا غيره كما قول الرسول إطاعةً لربه أذي أمره بقول: وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به" الأنعام:19 ونحن بإنكارنا لهذه الرويات الظنية المخالفة لرسالة الرسول فنحن ندافع عنه ولا نرضى بالاساءة إليه وسندافع عنه بالحكمة والموعظة الحسنة بأقلامنا ومالنا ووقتنا وجهدنا.

المصدر: اهل القران
almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 100 مشاهدة
نشرت فى 4 يوليو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

132,151

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن