نبتة عشبيّة تنتمي إلى الفصيلة الخيميّة (الجزر والشمّر والكمون والكراوية)، من النباتات العطريّة والطبيّة، وهو نبات حولي يعيش سنة واحدة، ويتشكل من عشبة يصل ارتفاعها إلى 75 سم، ويرجّح أن موطنه الأصلي مصر حيث عثر علماء الاثار على ثمار اليانسون في مقابر الصحراء المصرية كما ورد ذكره في المخطوطات الفرعونية ضمن عدة وصفات علاجية. ويزرع اليانسون على نطاق واسع في تركيا وإيران والصين وأوروبا والهند واليابان وجنوب وشرق الولايات المتحدة الأمريكية.
ويحمل النبات أزهاراً صغيرة بيضاء في نورات خيمية والثمار بيضاوية مستطيلة تنشق كل منها بسرعة عند جفافها إلى ثمرتين منحنيتين ولون الثمرة أخضر رمادي ويبلغ طولها من 2-3 مم وقطرها 1 مم تقريباً ورائحتها عطرية وطعمها حلو .
ويحتوى الأنيسون (بلغة أهل الأندلس) على مادة الكولين (Choline) وهى مادة توجد في جميع الخلايا وخاصة الصفراء وهى ضرورية لأداء الكبد وظيفته.
ومادة الأنيتول المسكن القوي للتشنجات والهاضم والمقشع.
ومن خواصّ بذور اليانسون أنّه: يطرد الغازات من الأمعاء، ويطرد البلغم من القصبة الهوائيّة، ويزيد في إفراز العرق، وإدرار البول، ويهدّئ مغص الأطفال، وعلاج الماء الأبيض في العين، والتهاب العين، ويهدّئ من نوبة الربو، واستعمل الأطباء زيت اليانسون كمهدئ للقلق والأمراض العصبية والاكتئاب والغضب والإجهاد وعالجوا به الأرق ، ونزلات البرد، ووجدوا أنّ من خواصّه العلاجيّة مكافحة السعال، وإدرار الطمث، وتسهيل الوضع، وإدرار حليب المرضع، وتنشيط الجنس، والمساعدة في تعقيم الشعر ومكافحة القمل والجرب، وكافحوا به الديدان المعويّة لدى الأطفال.
ونقل ابن البيطار في (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ) عن "جالينوس في السادسة: أنفع ما في هذا النبات بزره وهو بزر حريف مر حتى أنه في حرارته قريب من الأدوية المحرقة وهو من التجفيف في الدرجة الثالثة، وكذلك هو أيضاً في الإسخان فهو بهذا السبب مدر للبول محلل مذهب للنفخ الحادثة في البطن.
وعن ديسقوريدوس: وقوته بالجملة مسخنة ميبسة وهي تفش الرياح عن البدن وتسكن الوجع محللة مدرة للبول والعرق مذهبة للفضول تقطع العطش إذا شربت، وقد توافق ذوات السموم من الهوام والنفخ وتعقل البطن وتقطع سيلان الرطوبات التي لونها أبيض من الرحم، وتدر اللبن وتنهض شهوة الجماع، وإذا استنشق بخوره سكن الصداع البارد، وإذا سحق وخلط بدهن الورد وقطر في الآذان أبرأ ما يعرض في باطنها من الانصداع للسقطة والضربة.
الرازي: في جامعه الكبير: أنه ينفع من الإستسقاء ويذهب بالقراقر والنفخ.
حكيم بن حنين: إذا اكتحل به نفع من السيل المزمن في العين.
ابن ماسويه: ينفع من السدد العارضة في الكبد والطحال المتولدة من الرطوبات، عاقل للبطن المنطلقة ولا سيما إذا قلي قليلاً. البصري: أنه يعدل مخرج النفس.
وابن سينا: ينفع تهيج الوجه، وورم الأطراف، ويفتح سدد الكبد والمثانة والكلي والرحم وينفع من الحميات العتيقة.
وفي التجربتين: يقطع العطش البلغمي ولا سيما إذا عقد منه شراب بالسكر وينفع طبيخه من عود السوس للصدر وينفع البهر، وإذا استن به مسحوقاً وولي ذلك نفع من البخر الكائن عن عفونة اللثات الباردة وأصول الأضراس، وإذا تبخر بدخانه نفع من النزلات الباردة ومن صداع الرأس البارد".
ويستخرج من بذور اليانسون زيت يستخدم في صناعة الأدوية والأغذية، وفي صناعة مستحضرات التجميل والصابون والعطور، كما يستخدم أيضا في صناعة معجون الاسنان وغسولات الفم، وكريمات البشرة.
وتجرى دراسات علميّة لمعرفة أثر استعمال زيت اليانسون في تخفيف الآلام الروماتيزمية والتهاب المفاصل.
وتضاف بذور اليانسون إلى المعجّنات والكعك والحلوى فيعطيها الرائحة الزكيّة والمذاق الطيّب.
ويحذّر من الإفراط في تناول اليانسون (أكثر من نقطة واحدة من زيت اليانسون في قليل من العسل) وعلى من يشكو الحساسيّة الجلديّة الامتناع عن استعماله كمرهم خشية تهييج الجلد، ويحظّر على النساء الحوامل تناول اليانسون خشية الإجهاض والولادة المبكّرة.
وللمحافظة على المواد الفعّالة في اليانسون توضع البذور في الماء المغلي، خشية تبخّر الزيت .
زراعة اليانسون:
وتجود زراعة اليانسون في التربة الصفراء حسنة الصرف خصبة أو متوسطة الخصوبة، ويتكاثر نبات اليانسون بالبذور.
تجهز الأرض للزراعة بحرثها مرتين متعامدتين مع إضافة سماد عضوي قديم متحلل، وتزرع البذور في جور، حيث يوضع فى كل جورة 4-5 بذور ثم تغطى الجور بطبقة رقيقة من الطمى , هذا وتبعد الجورة عن الأخرى مسافة 30 سم ثم تروى الأرض بعد الزراعة مباشرة ، تتم عملية العزيق من 3 – 4 مرات لتنظيف الأرض من الحشائش، ويراعى عدم تعريض الأرض للجفاف، ويوقف الري قبل الحصاد بحوالى ثلاثة أسابيع والنبات يحتاج إلى 5 – 7 ريات فى الموسم .
استخراج زيت اليانسون:
تتم عمليّة استخراج زيت اليانسون بإحدى الطرق التالية:
1 ـ الاستخلاص بالتقطير.
2 ـ الاستخلاص بالمذيبات العضوية.
3 ـ الاستخلاص بالعصر الهيدروليكي.
4 ـ الاستخلاص بالتحلل الانزيمي.
محمد علي شاهين