شعارات
اجتمعوا أمام البرلمان في ساحة التحرير كما أرادوا لها التسمية، مثقلين بيافطات، مرددين شعارات.
جاء زعيمهم، ألقى كلمته..
الكل سكوت والجميع يرفع شارة النضال والنصر. في الجانب الآخر من الساحة، كانت متألقة في حضورها، نجمة في كل شيء، كاسية عارية. انتفض الجمع، وانقلبت الشعارات إلى هتافات وركوض
إلى من سيكون السباق للمس يدها، والظفر بنظرة من عيني نجمة.
حلم
جلسا معا على نفس المقعد، ذاكرا قواعد الصواتة والصرف والنحو، جربا معنى الزهد، درهم واحد يفي بالغرض؛ يقتسمان البسكوي ويلتهمان الحروف.
هو: أنتِ القصة التي لا أريد أن تنتهي
هي: أنتَ الحلم الذي سأظل أكافح حتى يتحقق..
تحقق الحلم وسار على الدرب، وظل قلباهما يخفقان بحرارة في ذلك المكان النائي عنهما.
زجاج
اتخذت مكانها المعتاد هناك قرب النافذة، حيث حرارة الشمس ودفء النهار . تمردت عيناها لبرهة. حاولتا أن تغيبا أسفل النافذة. اخترقتا الزجاج فتاهتا بين تفاصيل الماشين. لمحتا شيطانا ماردا، وثعلبا، ورأس خنزير ،فاغرورقتا دمعا وعادتا.
تذكر
تذكر الأيام الخوالي فحن قلبه لليلاه. عادت ذاكرته خطوتين إلى الوراء. استرجع لقاءه الأول بها. اغتالته اللحظة فخر ساهما. استعاد الشريط؛ عشر سنوات خلت؛ فاستأسد في ذهنه المثل المأثور "اللِّي تْنَفَخْ عْلَى اللْبَنْ يْشْتَاقُو".
خطأ طبي
دخلت تصرخ وتئن. ساعات المخاض حانت. وضعت مولودها. كانت رعشة الولادة. أغرقتها عرقا. قبلت وليدتها. تأملت أصبعها المبتور. صفعتها المفاجأة..
عذرا خطأ طبي.
مارس
جمعتهما المدينة نفسها والمناسبة ذاتها. تسلمت الأولى وردة حمراء اعترافا بها، وقبضت الثانية.. دراهم قلائل؛ ثمن الرغيف الذي تعكف على إعداده كل فجر، حتى يجد طريقه الى معدة الأولى.
شهادة الجودة
هناك أمور لا يعلمها غير الحمقى، وهناك أخرى لايراها غير المبصرين. تكلمت بحنق وهي تنهر ابنتها، تولول، تصرخ، تستغيث بزوجها، تتطاير الكلمات وتنهال الشتائم كوابل على مسمعها.
كان المشهد أشبه بشهادة الجودة تقدمها الأم لابنتها.
نياشين
تحسست النياشين والأوسمة . استهوتها العملية. راقتها البدلة البوليسية والحذاء العسكري. شغلت نفسها بتحقيق الحلم. تحول الحلم إلى قهر. تلاشى الحلم،وصار السراب حقيقة. تحسست كتفيها... لا شيء فابتسمت.