المفرخات
تربى اليرقات عادة في أحواض دائرية من الفيبرجلاس توضع داخل غرف محكمة بيئيا. ويبلغ حجم هذه الأحواض 000 5 - 000 15 لترا. ولكن يمكن نقل اليرقات حديثة الفقس مباشرة إلى أحواض أرضية للتربية. وتبلغ كثافة اليرقات بين 10-30 يرقة/لتر، وتصل نسبة الإعاشة خلال المرحلة اليرقية إلى أكثر من 50%. وتتراوح درجة الحرارة والملوحة المثلى للفقس وتربية اليرقات بين 25-30 م˚ و 25-30‰، على الترتيب. إلا أنه يمكن استخدام مدى أوسع في حالة اليرقات الأكبر. فعلى سبيل المثال وجد أن معدل الإعاشة كان مرتفعا عند ملوحة 10‰، 5‰ و1‰ لليرقات البالغ طولها 3 مم، 6 مم و 15 مم، على الترتيب. ويمكن تربية اليرقات حتى تصل إلى مرحلة التسمين إما داخل المفرخات أو في الأحواض الترابية. التربية المكثفة لليرقاتيبلغ طول يرقة الطبل الأحمر حوالي 2.2 مم عند الفقس، وتصبح هذه اليرقات جاهزة للتغذية بعد ثلاثة أيام من الفقس. وتجري تغذية اليرقات في البداية على الروتيفر بتركيز 5-10 حيوان/مل منذ اليوم الثالث وحتى اليوم العاشر بعد الفقس. بعد ذلك يتم تغذية اليرقات على الأرتيميا من اليوم 11 وحتى اليوم 15. ومنذ ذلك اليوم تصبح اليرقات قدرة على تناول العلف المكبسل (microparticulate). إلا أنه من الأفضل تغذية اليرقات على الغذاء الحي والعلف المكبسل معا أثناء مرحلة الفطام. كما يمكن تغذية اليرقات على خليط من الروتيفر والعلف الصناعي (حجم الحبيبة حوالي 0.25 مم) بعد 3-7 أيام من الفقس. بعد ذلك تتغذى اليرقات على العليقة المصنعة فقط بحيث يزيد قطر حبيبة العلف بالتدريج دون تأثير سلبي علي النمو والإعاشة. ويتم تدعيم الغذاء الحي بالأحماض الدهنية غير المشبعة عالية درجة عدم التشبع (highly unsaturated fatty acids) مثل حامض الأراكيدونيك (arachidonic acid)، ايكوزابنتانويك (eicosapentaenoic acid EPA) و دوكوزاهسانويك (ocosahexaenoic acid DHA) بصورة منتظمة مما يؤدي إلى تحسين نمو وإعاشة اليرقات. وتضاف هذه الأحماض الدهنية عادة لرفع مستوى الأحماض الدهنية في الغذاء الحي بما فيه الطحالب المجهرية، عجينة الطحالب المجهرية، المركبات التجارية وزيت الأسماك البحرية. كما أن إضافة الطحالب المجهرية من أنواع (Nannochloris occulata, Isochrysis galbana) إلى أحواض التربية بكثافة 000 40 إلى 000 100 خلية/مل تؤدي إلى تحسين نمو وإعاشة اليرقات. وعندما تصل اليرقات إلى حجم الإصبعيات (اليوافع) (أقل من شهرين) يمكن نقلها إلى أحواض أرضية أو أقفاص شبكية للتسمين.
الحضانة
يتم ملء الأحواض الأرضية التي تبلغ أحجامها 0.2-1 هكتار بالماء بين 5-10 أيام قبل وضع الأسماك بها. ويجري تسميد هذه الأحواض بالسماد العضوي وغير العضوي بهدف زيادة كثافة الفيتوبلانكتون بها وبالتالي زيادة كثافة الزوبلانكتون (الهائمات الحيوانية) خاصة الكوبيبودا. وتنقل اليرقات (2 يوم بعد الفقس، 000 740 يرقة/هكتار) من المفرخات إلى الأحواض عندما تصل كثافة الزوبلانكتون إلى حوالي 250 حيوان/لتر. وتظل اليرقات في هذه الأحواض لحوالي 30 يوما بعد الفقس (حتى يصل طولها إلى حوالي 30 مم)، وبعد ذلك تنقل إلى أحواض أكبر أو أقفاص شبكية.
طرق التربية
يجري تسمين الطبل الأحمر في الأحواض الأرضية أو الأقفاص.التربية في الأحواض الأرضيةلقد تأثر استزراع الطبل الأحمر في الولايات المتحدة الأمريكية تأثرا سلبيا كبيرا في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات بسبب انخفاض درجات الحرارة أثناء شهور الشتاء، مما أدى إلى نفوق كبير لهذه الأسماك. ويعتقد أن درجة الحرارة الدنيا المميتة للطبل الأحمر تتراوح بين 8-10مº، على الرغم من أن القيمة الحقيقية تعتمد على ملوحة الماء ومعدل النقص في درجة الحرارة. ولمكافحة الخسائر الناتجة عن نفوق الأسماك فقد قام المزارعون بتحوير ممارسات الإنتاج. على سبيل المثال تجلب الأسماك إلى أماكن مغلقة عند وزن يبلغ حوالي 1 جم، حيث تربى في نظام دائري شبه مغلق، ثم تجري إعادتها إلى أحواض خارجية عند وزن 150-225 جم، عندما تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع. وإصبعيات الطبل الأحمر تفترس بعضها، ولذلك فإن الفرز المتكرر لها أثناء التربية في النظام الدائري شبه المغلق يساعد على خفض نسبة النفوق وبالتالي يؤدي إلى زيادة الإنتاج. ويمكن أن تصل الأسماك إلى حجم التسويق (حوالي 1 كجم) في مثل هذه الأنظمة خلال 11 شهرا.الاستزراع في الأقفاصتستخدم أنواع وأحجام مختلفة من الأقفاص في تربية الأسماك البحرية. ففي الصين تصنع الأقفاص من شباك مرنة الفتحات تثبت على هياكل صلبة، ويتراوح الحجم بين 1.5-2.5 م3. وتوضع إصبعيات الطبل الأحمر (0.2 جم) في هذه الأقفاص بكثافة 000 1 إصبعية/ م3. وقد تنقل الأسماك إلى أقفاص أكبر حجما عندما تنمو، كما تقل الكثافة السمكية إلى حوالي 400 إصبعية/ م3. وحيث أن إصبعيات الطبل الأحمر تفترس بعضها، فإنه يجري فرزها بشكل متكرر مما يساعد على خفض نسبة النفوق. وعادة تصل الأسماك إلى حجم التسويق (حوالي 1 كجم) خلال عام.تنمو الإصبعيات جيدا على العديد من الأعلاف التجارية التي صنعت خصيصا للطبل الأحمر أو الأنواع البحرية الأخرى بالمياه الدافئة. والاحتياجات الغذائية لهذا النوع معروفة جيدا. فالإصبعيات تحتاج إلى عليقة تحتوي على 35-45% بروتين لكي تصل إلى النمو الأعلى. والمصدر الرئيسي للبروتين هو مسحوق السمك، إلا أنه يمكن إضافة مسحوق فول الصويا بنسبة 10% من البروتين الغذائي على الأقل. وكما في حالة اليرقات، تحتاج الإصبعيات إلى الأحماض الدهنية غير المشبعة عديدة عدم التشبع من عائلة أميجا 3 بنسبة حوالي 10% من كمية الدهون بالعلف. ولكن هناك نقص في المعلومات حول احتياج هذه الأسماك من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وغالبا ما تضاف هذه العناصر إلى العلف في صورة مخاليط تجارية تم تصنيعها لأنواع أخرى من الأسماك. والعليقة التطبيقية لسمك الطبل الأحمر تحتوي على 40% بروتين، 5-7% زيت سمك، أقل من 7% ألياف، إضافة إلى مخلوط الفيتامينات والأملاح.
نظم الحصاد
يمكن حصاد الطبل الأحمر من الأحواض عن طريق شبكة الجرف. والحصاد المتكرر لنفس الحوض باستخدام شبكة جرف متدرجة العيون لصيد أحجام معينة يؤدي إلى زيادة الإنتاج. كما يمكن تجفيف الأحواض وتجميع الأسماك في حفرة للحصاد حيث يجري حصادها بسهولة. كذلك يمكن حصاد الأسماك من الأقفاص باستخدام شباك الغمر بعد تركيز الأسماك في جانب من القفص بواسطة رفع جانب قاع الشبكة إلى أعلى أو رفع الشبكة كلها إلى أعلى.
التصنيع والتداول
يحتاج الطبل الأحمر إلى عناية خاصة أثناء التداول خلال جميع مراحل التربية والحصاد والمعالجة، وذلك من أجل المحافظة على القيمة الغذائية والصحية لهذه الأسماك ومنع تلوثها. ولذلك يجب صيانة وتنظيف جميع الأدوات المستخدمة في تداول الطبل الأحمر قبل وأثناء وبعد عمليات المعالجة. ويجب الاتصال بالهيئات المسئولة عن مراقبة تداول ومعالجة الأطعمة البحرية لمزيد من المعلومات بخصوص المعايير الصحية للأسماك المعالجة.
تكاليف الإنتاج
وضح التحليل التالي تكاليف الإنتاج لمزرعة للطبل الأحمر في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994 لتسمين الإصبعيات (0.4 جم) في الأحواض الأرضية لتصل إلى 1 كجم خلال عام واحد تقريبا. وعلى الرغم من أن هذا التحليل لم يعد صالحا بسبب التضخم، الخ، فإن العوامل المستخدمة في تحديد التكاليف وأهميتها النسبية ما زالت صالحة حتى اليوم.
التكاليف الجارية | النسبة من التكاليف السنوية (%) |
العلف | 55.5 |
تكاليف إصبعيات التسمين | 19.3 |
العمالة | 14.3 |
الكيماويات (مثل السماد، علاج الأمراض) | 4.8 |
التخزين والتسويق | 3.4 |
أدوات الإصلاح والصيانة | 2.7 |
الإحصاءات
أكثر من 49% من الإنتاج العالمي للطبل الأحمر في عام 2004 أنتجته الصين، إسرائيل وموريشيوس. كما أن مايوت والولايات المتحدة الأمريكية من المنتجين المهمين (3%). وقد بلغت قيمة الإنتاج العالمي من الطبل الأحمر 000 791 55 دولار في عام 2004.
السوق والتجارة
المنتجات الرئيسية من الطبل الأحمر هي الشرائح الطازجة أو المجمدة (170-340 جم)، كما يجري تسويق الأسماك الكاملة منزوعة الأحشاء ولكن بصورة غير منتظمة. وسعر السوق للطبل الأحمر، كغيره من الأنواع يحدده العرض والطلب. ويبلغ السعر الحالي للأسماك الكاملة المشتراة من المزارع التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية 4.19-4.63 دولار/كجم. ولا تتوافر معلومات في الوقت الحاضر عن تجارة هذا النوع في الصين.
الوضع والاتجاهات
الطبل الأحمر سمكة شديدة التحمل، سريعة النمو، وقد تمت عليه دراسة العديد من المعوقات التي تواجه استزراع الأنواع البحرية الأخرى، وتم التغلب على هذه المعوقات في كثير من الأحيان (مثل مشاكل التفريخ، التغذية وتحمل الظروف البيئية). إلا أن النسبة المرتفعة للنفوق بسبب انخفاض درجات الحرارة تتطلب عناية خاصة عند اختيار مواقع وأنظمة الإنتاج. ولكن سوف يؤدي التطور السريع في تقنيات الإنتاج إلى التوسع في استزراع الطبل الأحمر حول العالم من خلال رفع كفاءة الأنظمة القائمة والتوسع في أقطار أخرى. وسوف تؤدي البحوث العلمية في مجالات الكفاءة الغذائية، علاج الأمراض، تحمل درجات الحرارة ونظم الاستزراع المغلقة إلى المساعدة في ضمان الإنتاج المستدام اقتصاديا وبيئيا لهذا النوع في السنوات القادمة.
موضوعات أساسية
في المناطق التي تعتبر سمكة الطبل الأحمر فيها سمكة دخيلة (غير متوطنة) قد يؤثر هروب هذه الأسماك من الأقفاص وأنظمة الإنتاج الأخرى سلبا على الأنواع النباتية والحيوانية الأخرى من خلال التنافس على الموارد مثل الغذاء، والموئل (البيئة). كما أن انتقال الأمراض مع الأنواع المستجلبة إلى الأنواع المحلية في البيئة الطبيعية يعتبر مشكلة هامة. فعلى سبيل المثال، يعتقد أن سلالة البكتريا ستربتوكوكوس (Streptococcus iniae) التي تم عزلها من أسماك (Pomadasys stridens and Synodus variegatus) من البيئة الطبيعية في خليج إيلات (إسرائيل) ربما تكون سلالة مستجلبة (دخيلة) قادمة من الطبل الأحمر الذي كان يربى في أقفاص في مناطق مجاورة.وقد يؤدي إلقاء مخلفات المزارع المائية الأرضية وكذلك العلف الذي لم يستهلك ومخلفات الأقفاص في البيئة المحيطة إلى آثار سلبية على هذه البيئة. وهناك إجراءات تؤخذ لإقلال كمية المخلفات التي تلقى في البيئة مثل معالجة مياه الصرف قبل إلقائها (ويشمل ذلك الترشيح والترسيب)، زيادة كفاءة هضم واستخدام العلف، إقلال الإنتاج في المناطق الحساسة، واستخدام النظم الدائرية المغلقة لتربية الأمهات، اليرقات ومراحل التسمين.
ممارسات الاستزراع
يجب أن يتوافق استزراع الطبل الأحمر مع "مدونة السلوك بشأن الصيد المسئول لمنظمة الأغذية والزراعة". وتشمل هذه الممارسة المحافظة على التنوع الوراثي، مراقبة صحة الأسماك، منع انتشار الأمراض، ضمان القيمة الغذائية العالية للمنتج والحد من الآثار البيئية أثناء استزراع هذا النوع.
ساحة النقاش