(Ruditapes philippinarum (Adams & Reeve, 1850
FAO Names: En - Japanese carpet shell, Fr - Palourde japonaise, Es - Almeja japonesa
<!--<!--<!--<!--
خلفية تاريخية
القوقع البساطي الياباني ( المعروف أيضا باسم البطلينوس صغير العنق أو بطلينوس (إكلام) مانيلا) هو نوع تحت استوائي إلى شمالي من أنواع غرب المحيط الهادي, ولكنه موجود في المناطق المعتدلة في أوروبا, كما أنه متواجد طبيعيا في الفلبين, بحار الصين الجنوبية والشرقية, البحر الأصفر, بحر اليابان, بحر أوكهوسك (Okhotsk) و حول جزر كوريل. وقد بدأت تربية هذا النوع في هذه المناطق عن طريق تجميع الزريعة الطبيعية بواسطة الصيد التقليدي.
ونظراً للقيمة التسويقية العالية للقوقع البساطى الياباني فقد أدخل إلى مناطق عديدة من العالم, حتى أصبح متوطنا ومستقراً بشكل دائم فيها. وقد أدخل هذا النوع إلى ساحل المحيط الهادي لأمريكا الشمالية عن طريق الصدفة مع زريعة المحار الكأسي الباسيفيكى (Pacific cupped oyster). ثم انتشر واستوطن بطول الساحل من كاليفورنيا وحتى كولومبيا البريطانية. وقد ساعد إنتاج الزريعة من المفرخات, بالإضافة إلى إنتاج المصايد, على استزراع البطلينوس بطول ساحل المحيط الهادي. كما نقل هذا القوقع من اليابان إلى مياه هاواي مع بدايات القرن العشرين حتى استقر بها حاليا بشكل طبيعي. وقد أدى الصيد الجائر وغير المنظم للنوع المحلى ( الأوروبي) المعروف باسم القوقع البساطى الأخدودي (Ruditapes decussatus) إلى استيراد القوقع الياباني إلى المياه الأوروبية. كما أدخل هذا النوع كذلك في عام 1972 عن طريق إنتاج المفرخات الفرنسية. كما تم استيراده إلى المملكة المتحدة من ولاية أوريجون (بالولايات المتحدة الأمريكية) ثم نقل بعد ذلك إلى العديد من مناطق أوروبا (مثل البرتغال, أيرلندا, أسبابنا, وايطاليا) بغرض الاستزراع. كما أدت محاولات استزراعة إلى استيراد الزريعة إلى بولينيزيا الفرنسية, الجزر البكر, النرويج, ألمانيا, بلجيكا, تونس, المغرب, وإسرائيل. وقد أدت زيادة إنتاج القوقع من المفرخات في أوروبا في الثمانينيات إلى زيادة توالده طبيعيا، مما أدى إلى انتشاره في مناطق جغرافية عديدة خاصة في ايطاليا, فرنسا و ايرلندا حيث اثبت انه أقوى تحملا وأعلى نموا من النوع المحلى (R. decussatus). ولذلك أصبح القوقع الياباني هو المصدر الرئيسي لمصايد البطلينوس في أوروبا, وأصبح محط اهتمام الصيادين بشكل كثيف, مما خلق نوعاً من التنافس مع منتجات الاستزراع المائي في العديد من مناطق التربية.
الدول الرئيسية المنتجة
البيئة والبيولوجيا
القوقع البساطى الياباني (Ruditapes philippinarum) هو نوع محلى ياباني, ولكنه ينتشر في المحيطين الهندي والهادي من باكستان وحتى الاتحاد الروسي (جزر كوريل). كما أنه أدخل إلى ساحل المحيط الهادي لأمريكا الشمالية, إلى جزر هاواي والى السواحل الأوربية, خلال العشرين عاماً الماضية, من المملكة المتحدة وحتى حوض البحر المتوسط.
والقوقع الياباني حيوان كوريونى المنسل (جونوكوريونى (gonochoric)) حيث تتمثل مناسله في نسيج منتشر يتصل بالجهاز الهضمي. وتختلف فترة التناسل طبقاً للمنطقة الجغرافية, ولكن التزاوج يحدث عادة عند درجة حرارة 20-25 م5 . ويلي التناسل مرحلة من السكون الجنسي تمتد من نهاية الخريف وحتى بداية الشتاء. ويستمر تكوين الجاميطات (Gametogenesis) في الطبيعة لمدة 2-5 شهور, ثم يحدث التزاوج بعد ذلك. وقد يحدث التزاوج مرة أخرى في نفس الموسم بعد 2-3 شهور. وتؤدى مرحلة السكون الجنسي قبل الشتاء إلى زيادة تركيز الطاقة بالحيوان عن طريق ترشيح مياه البحر الغنية بالمواد العضوية والهائمات النباتية ( الفيتوبلانكتون).
ودرجة الحرارة والغذاء هما أهم العوامل التي تؤثر في تكوين المناسل (الجاميطات). وقد يبدأ تكوين الجاميطات عند درجة 8-10 م5 ثم تزداد وتيرة تطورها مع زيادة درجة حرارة ماء البحر. وتنخفض فترة تكوين المناسل من 5 شهور إلى شهرين فقط عندما ترتفع درجة الحرارة من 14-24 م5 . ويتناسل هذا الحيوان طبيعيا عند هذا المدى من درجات الحرارة. وعلى الرغم من أن درجة الحرارة المثلى للتناسل هي 20-22 م5 فإن درجة الحرارة الدنيا التي لا يمكن للحيوان بعدها أن يتناسل هي 12 م5. وتوثر وفرة الغذاء على كمية الجاميطات التي ينتجها البطلينوس. وتمتد المرحلة اليرقية من 2-4 أسابيع تصل بعدها إلى الطور المستقر على القاع (spatfall). ويتراوح طول الصدفة عند بدء الاستقرار بين 190-235 ميكرومتر. وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في مدى نجاح استقرار اليرقة في الطبيعة مثل درجة الحرارة, الملوحة والتيارات المائية. كما أن حركة اليرقات تعتمد أساساً على التيارات التي تحدثها الرياح وكذلك تيارات المد والجزر. وتساعد إضافة الحصى والصخور الصغيرة في منطقة الاستقرار في تسهيل عملية جذب واستقرار اليرقات. وتستقر اليرقة عن طريق الالتصاق بالحصى أو بقطع من الأصداف.
نظم الإنتاج
الإمداد بالزريعة
بدأ الدورة الإنتاجية مع بداية التناسل وإنتاج الزريعة. ويمكن الحصول على الزريعة إما عن طريق تجميع الطور المستقر (الإسبات Spat ) من البيئة الطبيعية أو عن طريق المفرخات. ويعتمد الاستزارع التجاري للقوقع الياباني على تربيته على القاع في المناطق بين المدية (Intertidal) باستخدام الزريعة الطبيعية أو الزريعة الناتجة من المفرخات والتي يصل حجمها إلى 2-3 مم.
المفرخات
أ-من الصادر الطبيعية
يعتبر القوقع البساطى الياباني والإكلام الملون (Clam) من نوع (Ruditapes variegata) هما أكثر الأنواع شيوعاً في الصين, حيث تجرى تربيتهما تقليديا عن طريق تجميع الزريعة من المناطق الساحلية الرملية الطينية. ويشمل تجميع الزريعة في الصين اختيار وإعداد أماكن خاصة لجمع هذه الزريعة, القضاء على المفترسات وكذلك الإدارة والمتابعة الروتينية. كما أن هناك بعض التقنيات التي تم تطويرها لزيادة إمداد الزريعة, وتتكون من أحواض ضحلة (تصل مساحتها إلى العديد من الهكتارات) يتم اختيارها في المناطق بين المدية المنخفضة, التي يجري تنظيفها وتسويتها وإزالة المفترسات, المتنافسين والأعشاب والطحالب منها. ويمكن تدعيم هذه الأحواض بالطحالب وحيدة الخلية من نوع (Chaetoceros) والذي يعتبر غذاءً ملائما للطور اليرقي والطور بعد اليرقي. ويمكن استخدام الحوض الواحد لتربية 2-3 دورة في العام. كما يمكن إنتاج 75-150 مليون زريعة من الإكلام (0.5 سم في الطول) من الهكتار الواحد. وتنمو هذه الزريعة لتصل إلى 1.5 سم مع حلول شهر مايو من العام التالي, ثم يتم إعادة زراعتها بكثافة 1.8 مليون زريعة للهكتار لعام آخر حتى تصل إلى حجم التسويق (3.5 سم) لتعطى محصولاً يتراوح بين 19-45 طن/هكتار.
وفى المياه الأوروبية, يعتمد إمداد الزريعة على كل من إنتاج المفرخات والتجميع من المصادر الطبيعية. وتوافر الزريعة في الطبيعة هو نتيجة لانتشار هذا النوع في المناطق التي كان يستزرع فيها في السابق باستخدام زريعة منتجة من المفرخات. وعلى النقيض, فإن معظم إمداد الزريعة في أمريكا الشمالية يأتي من إنتاج المفرخات.
ب- إنتاج المفرخات
تتكون الإجراءات الرئيسية في إنتاج المفرخات من تحسين ظروف تربية الأمهات مما يساعد على تكوين الجاميطات, تسهيل التزاوج وتربية اليرقات حتى تصل لمرحلة التحول, وأخيرا تربية اليوافع الناتجة إما
تتكون الإجراءات الرئيسية في إنتاج المفرخات من تحسين ظروف تربية الأمهات مما يساعد على تكوين الجاميطات, تسهيل التزاوج وتربية اليرقات حتى تصل لمرحلة التحول, وأخيرا تربية اليوافع الناتجة إما في حضانات أو في البحر مباشرة حتى تصل إلى الأحجام المناسبة.وتستغرق عملية تكيف الأمهات من 30-40 يوماً عند درجة 20 م5 . ويحدث التبويض الصناعي إما بالصدمة الحرارية, أو بإضافة قطرات من السائل المنوي أو بالضغط (Stripping). بعد الإخصاب يجرى ترشيح البويضات المخصبة خلال مناخل سعتها 40 ميكرون, ثم تحفظ في أواني سعتها 10 لترات حتى تصل لمرحلة فيلجر (veliger stage). يتم حصاد اليرقات بعد ذلك عن طريق الترشيح ثم توزع على الأواني بكثافة قدرها 3 000 يرقة/لتر. ويتم تغذية اليرقات يوميا خلال الأسبوع الأول بعدد 30 خلية/ ميكرولتر, ثم تصير التغذية كل يومين خلال الأسبوع الثاني حتى تصل اليرقات لمرحلة التحول (أسبوعان). ويجب أن تظل ملوحة الماء خلال التناسل والتربية بين 24-35‰ (علماً بأن مدى تحمل الحيوان للملوحة يتراوح بين 13.5-35‰). وعلى الرغم من أن هذا الحيوان يتحمل درجة حرارة تتراوح من صفر وحتى 35م5 لفترة قصيرة, فإن درجة الحرارة المثلى للنمو تتراوح بين 15-28م5. ويمكن تجهيز يرقات الإكلام (المعروفة باسم بيد فيلجر Pediveliger ) للشحن بعد فحصها وعدها, ثم وتوضع بعد ذلك في مواد الشحن ( مثل النيتكسnytex وورق ترشيح القهوة) ثم يتم لفها بطبقات عديدة من قماش مبلل. توضع هذه اللفات بعد ذلك في صناديق شحن معزولة مع كتل من الثلج (لا يتصل الثلج مباشرة باليرقات). والبديل الآخر لهذه العملية هو أن تستقر يرقات بيدفيلجر في خزانات خاصة أو أطباق تحضين (ميكرونية) باستخدام شاشات من النايلون, ونظام دائري جارى (flow-through recirculating system) مع تغيير الماء بشكل منتظم. وعند إخراج اليرقات من الماء, يجب أن تراعى الحيطة الكاملة بحيث لا تتعرض للجفاف أو للحرارة المرتفعة.
وتتطلب تربية اليرقات بالمفرخات إنتاج الطحالب الدقيقة (الهائمات) الملائمة لتغذية هذه اليرقات. والهائمات النباتية المستخدمة هي عادة من ثنائيات الأسواط مثل (Isochrysis galbana, Pavlova lutherii and Tetraselmis suecica or Platymonas sp). كما يعتبر خليط السوطيات والدياتومات مثل (Skeletonema costatum, Chaetoceros calcitrans, C. gracilis and Thalassiosira pseudonana ) غذاءً متوازنا يساعد في تكوين الجاميطات ونمو اليرقات. وتتوقف كمية الطعام المستخدمة على كثافة اليرقات.
الحضانة
على الرغم من أن الإكلام تمتلك صدفة واقية, فإن هذه الصدفة تكون عرضة للكسر إذا لم يتم التعامل مع الحيوان بعناية ورفق أثناء عمليات الفرز.
الحيوان بعناية ورفق أثناء عمليات الفرز.وقد يمكن استخدام نظام الدوامات العلوية up-welling في تحضين الزريعة في مرحلة ما قبل التسمين, حتى يصل طول الصدفة إلى 10-15 مم. أما الإكلام الأكبر قليلاً في الحجم (6-7 مم) فيتم وضعها على قاع البحر داخل أكياس سعة فتحاتها حوالي 4 مم وتبلغ أحجامها 1.5x 2م. كما تشمل التقنيات الأخرى لتربية مرحلة ما قبل التسمين وضع الزريعة البالغة 4-5 مم في الطول داخل إطارات خشبية مغطاة بشباك بلاستيكية (بكثافة 10 000 زريعة/م2) يتم غرسها تحت الماء (في ايطاليا), أو داخل أطر خشبية مغطاة بالشباك أو داخل أكياس شبكية توضع على مساند أو منصات في منطقة المد الربيعي المنخفض (في أيرلندا). ويتم تخفيض الكثافة العددية كلما ازداد الحيوان نموا. وخلال مرحلة التحضين, يجب تنظيف أماكن ووسائل مرحلة التسمين, كما يجب فرز الإكلام والتخلص من المفترسات مثل سرطان البحر (الكابوريا). وعلى الرغم من إمكانية استخدام نظام التربية في الأطباق (الصواني) أثناء المراحل المبكرة من التسمين, إلا إن الإكلام ينمو بشكل أفضل عند تربيته على التربة مباشرة. وفى أمريكا الشمالية تستخدم الفلوبسات (Flupsys) (وهى عبارة عن حامل أو حاجز يقوم بتدعيم مجموعة من الحاويات بطول قناة مركزية يتم فيها دفع الماء إما عن طريق الرفاص (الدافع) أو عجلة التجديف). ويجب فرز الإكلام دائما للتأكد من أنها ذات أحجام متماثلة وإلا فإن الحيوانات الكبيرة سوف تتنافس مع الصغيرة وتتفوق عليها مما يؤدى إلى نقص في نموها.
تربية الاصبعيات
يصبح الإكلام جاهزا للتسمين على الوسط القاعي المعد لذلك, عندما يصل طول الصدفة 10-15 مم. وأفضل أماكن التسمين هي المناطق بين المدية المحمية من الرياح القوية والتيارات وعوامل المد والجزر. والبديل لهذه الأماكن هو استخدام أحواض المحار التي تبلغ مساحتها 400 م2 لتسمين الإكلام حتى يصل إلى حجم التسويق. والأوساط والمواد المستخدمة لتربية الحيوان تتكون أساسا من الحصى, الرمل, الطين والأصداف. وعلى الرغم من أن القوقع البساطى الياباني يمكنه العيش على أنواع مختلفة من التربة إلا أن التربة الرخوة جدا تعيق الوصول للمكان وتحد من وضع الأجهزة والأدوات المستخدمة في التربية, الرعاية والحصاد. وقبل نقل الزريعة يجب تنظيف المكان والتخلص من المفترسات. وعند استخدام التربة المقسمة إلى أجزاء في تربية الإكلام, يتم وضع شرائط شبكية فوق مكان الحيوان المستزرع كما يجري حرث حواف المنطقة المحيطة بمكان التربية بهدف الحماية من الطيور والمفترسات الأخرى مثل سرطان البحر.
ويتوقف معدل النمو والإعاشة على كثافة الحيوان المستزرع. ويستزرع الإكلام (10-15 مم) بكثافة 200-300 حيوان/م2, ويغطى بشبكة ذات فتحات سعتها 4 مم, وطولها 300 مترا وعرضها 1.5 مترا, بهدف الحماية من المفترسات. وقد تم اختراع آلة للزرع في أوروبا تقوم بحرث المكان ونثر الزريعة. وتقوم شرائح أو ألواح مائلة بردم الحفر ودفن حواف الشباك. ويجب تنظيف الشباك باستمرار لضمان عدم تكون الحشف والطين عليها, وكذلك تجب مراقبة المفترسات. ويصل حجم الإكلام إلى حوالي 40 مم خلال 2-3 سنوات طبقاً للكثافة العددية للكائن.
ويستزرع الإكلام الياباني (5-10 مم) في الصين بكثافة 35 مليون زريعة/هكتار. ولكن الكثافة تعتمد عادة على حجم الزريعة ونوع القاع. كما لا يغطى الإكلام عادة بأي شباك.
نظم الحصاد
يجري حصاد القوقع البساطى الياباني في الصين بعد 10-16 شهراً من التربية, عندما يصل حجمه إلى 30 مم أو أكبر. أما في أوروبا وأمريكا الشمالية فيجري الحصاد بعد 16-30 شهراً عندما يصل حجم الإكلام 30-40 مم, مما يزيد من قيمته التسويقية. وفى كلتا الحالتين, يتم الحصاد إما يدويا أو آليا. ويجري الحصاد اليدوي في أوروبا عن طريق كشط القواقع وفصلها عن وسط النمو ثم رفعها إلى سطح الماء. أما الحصاد الميكانيكي فيتم عن طريق الشفط أو الكباش (الحفار)الرافع (elevator dredge ) وهو عبارة عن جرار مزود بحزام جانبي ناقل. ويمكن لهذا الجرار أن يفصل القواقع عن القاع الرملي ويفرزها, ويستطيع أن يغطى أكثر من 200 م2 في الساعة (يحصد < 600 كجم/ساعة).
التصنيع والتداول
بعد حصاد الإكلام يتم تخزينه في صناديق أو أكياس ثم ينقل ليفرز آليا. بعد ذلك يخزن القوقع مبللا حتى يسهل تنظيفه وصقله قبل المعالجة والتسويق. كما يمكن تخزين الحيوان مبللاً أيضاً ولفترة أطول في المناطق بين المدية المنخفضة, باستخدام أكياس مثقبة, أو في أحواض، أو يعلق القوقع من أطواف تخزين مبللة حتى يتم بيعه.
تكاليف الإنتاج
تتباين تكاليف الإنتاج تبايناً كبيرا بسبب العوامل الكثيرة التي تتدخل في هذا الإنتاج. وقد يستغرق وصول القوقع الياباني لحجم التسويق من 2-4 سنوات حسب طبيعة الموقع, مما يؤثر على الإنتاج النهائي. وتعتبر القدرة الاستيعابية للمكان, استواء القاع, والتكاليف الجارية (مثل تكاليف إعداد أماكن الزريعة, إزالة المفترسات, التنظيف لمنع تراكم الطين والطحالب على هياكل الإنتاج, والفرز المستمر للقواقع) من أهم العوامل التي تؤثر في تكاليف الإنتاج. كما تؤثر الإستراتيجية الإنتاجية التي يتم تبنيها في التربية على تكاليف الإنتاج. كما أن حجم الزريعة التي يتم شراؤها من المفرخات يعتبر أمراً حيوياً. فالثمن المنخفض لليرقات صغيرة الحجم قد تقابله زيادة نسبة النفوق وارتفاع التكاليف الجارية. وعلى العكس, فإن شراء يرقات كبيره الحجم قد يكون أعلى تكلفة ولكنه يؤدي إلى انخفاض نسبة النفوق وبالتالي يصبح أكثر جدوى وأعلى ربحاً. وتؤثر صفات القاع كذلك (طيني أم رملي ) على عملية الحصاد وكفاءته. فعلى سبيل المثال, يعتبر الحصاد الآلي أسهل على القاع الرملي وكذلك يؤدى إلى إنتاج أفضل من القاع الطيني. ولذلك يجب أخذ جميع هذه العوامل في الاعتبار عند التخطيط لإنشاء مزرعة للقوقع البساطى الياباني بهدف إقلال تكاليف الإنتاج، وكذلك يجب اختيار وسيلة التربية المناسبة.
الإحصاءات
لقد تضاعف الإنتاج العالمي للقوقع الياباني حوالي 6 مرات منذ عام 1991, حتى أصبح يمثل حاليا أحد أهم الأنواع المستزرعة حيث بلغ إنتاجه 2.36 مليون طن في عام 2002. والصين هي أكبر منتج لهذا القوقع, حيث بلغ أنتاجها 97.4 % من الإنتاج العالمي في عام 2002. وقد أثرت الأمراض سلباً على الإنتاج في بعض الدول الأخرى, خاصة في جمهورية كوريا. ففي هذه الدولة, تراوح الإنتاج بين 10 000-19 000 طن خلال الفترة من 1993-2002 . أما في ايطاليا, فبعد إدخال هذا القوقع للبلاد زاد إنتاج المصايد الطبيعية وإنتاج المفرخات ليصل إلى 41.000 طن في عام 2002, لتصبح ايطاليا ثاني أكبر منتج في العالم بعد الصين. أما باقي الدول التي أنتجت أكثر من 1 000 طن في عام 2 000 فهي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. وتنتج اليابان أيضاً كميات كبيرة من القوقع الياباني, إلا أنه لا يسجل في الإحصاءات مستقلاً, بل يدخل ضمن إحصاءات " الإكلام" الأخرى.
السوق والتجارة
يعتبر البطلينوس الياباني البساطى من أهم الأطعمة البحرية في المناطق الساحلية في الصين. ويباع القوقع في معظم الأحيان حيا في الأسواق المحلية بسعر يقدر بحوالي 0.5 دولار/كجم. ويؤكل الحيوان إما مقليا أو مع الحساء. كما يتم تسويق الإكلام بصور متعددة (مجمداً باستخدام الإكلام المنقوع, المعبأ عن طريق التفريغ الهوائي والمجمد في أفران الميكروويف والمعبأ في أكياس بلاستيكية).كما يصدر هذا النوع كذلك إلى اليابان. أما في فرنسا والمملكة المتحدة, فإن جميع القوقع المستزرع يباع طازجاً للمحال والمطاعم المحلية. وفى ايطاليا يباع الإكلام كذلك للأسواق المحلية, ولكن تصدر منه كميات كبيرة كذلك إلى أسبانيا. أما في أيرلندا فقد أدى الطلب المحلي المنخفض على القوقع الياباني إلى تصدير الإنتاج طازجاً إلى فرنسا وأسبانيا. ونظراً لزيادة الإنتاج والإمداد من المصايد الطبيعية في المياه الأوروبية, فقد تناقصت أسعار القوقع الياباني من 10 دولار/كجم إلى 8.5 دولار/كجم ثم أخيرا إلى 5 دولار/كجم في أعوام 1983, 1987 والتسعينيات, على التوالي.
الوضع والاتجاهات
جميع الممارسات المرتبطة بتربية القوقع البساطى الياباني ( إكلام مانيلا) تحت السيطرة في الوقت الحالي, بما في ذلك إنتاج المفرخات, مما أدى إلى انتشار استخدام هذا القوقع بشكل واسع في جميع أنحاء العالم. ومن المرجح أن تشهد تربية هذا النوع مزيداً من التطور نظراً لصفاته البيولوجية المشجعة. ومن المتوقع كذلك أن يزداد الإنتاج من تربية هذا النوع في المستقبل القريب إما عن طريق زيادة المساحات المنزرعة أو إدخال القوقع إلى مزيد من الأقطار والمناطق المناسبة. ولكن تأثير الأمراض كان أحد العوامل التي أدت إلى تغيرات في الإنتاج. فقد أعتبر أن الكائن الدقيق المعروف باسم بركنسوس (Perkinsus ) كان السبب في تناقص إنتاج إكلام مانيلا في جمهورية كوريا, والذي يؤدي إلى نفوق جماعي سنوي في أواخر الصيف ومنذ عام 1991. كما يحدث ذلك أيضاً في اليابان والصين (البحر الأصفر). كما أدى المرض البكتيري المعروف باسم " الحلقة البنية" (brown ring) إلى تناقص الإنتاج في كثير من الدول المنتجة تقليديا لهذا النوع ( مياه المحيط الأطلنطي الأوروبية). وإضافة إلى مشكلة الأمراض, فإن انتشار هذا القوقع في المياه الطبيعية نتيجة لإدخاله للعديد من المناطق قد أدى إلى تغيرات عديدة في مسار وتوجهات الإنتاج, إما عن طريق تسهيل إمداد الزريعة (ايطاليا) أو على العكس, من خلال التنافس الاقتصادي بين إنتاج المصايد وإنتاج التربية (فرنسا), مما يدعم المصايد الطبيعية. وتشكل المفترسات خاصة سرطان البحر الأخضر (green crabs) خطراً كبيرا على إنتاج القوقع الياباني على طول السواحل الغربية لأمريكا الشمالية.
موضوعات أساسية
ربما يشكل مرض perkinsosis تهديداً رئيسيا لتربية القوقع الياباني في جمهورية كوريا, الصين, اليابان, كما يتضح من تناقص الإنتاج في كوريا وظهور النفوق غير الطبيعي في المياه الأوروبية الجنوبية. وسوف يعتمد الإنتاج المستقبلي على مدى المعايير الصحية والوقائية المطبقة للحد من انتشار الأمراض. وبالإضافة للأمراض, فإن سرطان البحر الأخضر المستجلب يشكل خطراً حقيقيا على إنتاج القوقع تجاريا بطول السواحل الغربية لأمريكا الشمالية.
وباعتبار القوقع الياباني نوعاً غريبا مستجلباً, ينتشر بسرعة كبيرة في العديد من دول العالم, فإنه يشكل تهديدا للتنوع الحيوي المحلى. فقد تم تسجيل تهجين طبيعي بين القوقع الأوروبي من نوع (Ruditapes decussatus) مع القوقع البساطى الياباني المستجلب ( R. philippinarum). وكغيره من القواقع ثنائية المصراع التي تتغذى بالترشيح فإن مدى وتأثير السموم الحيوية, وعدم قدرة الحيوان على التخلص من سموم الطحالب، يعتبر من العوامل الهامة التي تؤثر على تربية هذا القوقع. فتراكم هذه السموم قد يؤدي إلى تأثير سلبي على تسويق هذا الحيوان وبالتالي على اقتصاديات تربيته.
وقد جرت حديثا تربية القوقع الياباني في نظام متعدد الأنواع. فقد تمت زراعته مع الجمبري (الروبيان) البحري من نوع Marsupenaeus (Penaeus) japonicusFenneropenaeus (Penaeus) penicillatus وكذلك مع البلطي الأحمر (Oreochromis mossambicus X O. niloticus) في أحواض مياه مالحة مسمدة. كما جرت تربيته مع (M. japonicus) والقاروص (Dicentrarchus labrax) والدنيس (Sparus aurata), وكذلك في مياه صرف أحواض الجمبري. كما تمت أيضاً تربية القوقع مع طحلب البورفيرا. وتعتبر تربية القوقع الياباني في نظام متعدد الأنواع أحد وسائل الإقلال من التأثير البيئي للاستزراع المائي.
ممارسات الاستزراع
لقد أظهرت الحوادث الوبائية في استزراع الرخويات مدى الحاجة إلى وضع معايير وقائية لتجنب انتشار الأمراض. وتشمل هذه الإجراءات:
- المراقبة الصحية لتجمعات الإكلام.
- وضع نظم حدودية للحد من انتشار الأمراض.
- تبني الممارسات الإدارية الملائمة عند نقل أو إدخال الأنواع بغرض الاستزراع.
وقد أظهر النفوق المرتفع للإكلام في آسيا وأوروبا بسبب مرض perkinsosis مدى الحاجة لتطبيق هذه المعايير.
كما يجب أخذ الأمور الآتية في الاعتبار:
- مدونة صحة الحيوان المائي: نظرا لإصابة الإكلام بمرض perkinsosis ، فلابد من توخي الحذر عند نقله من مكان لآخر. كما تجب كذلك مراقبة بكتيريا Vibrio tapetis على الرغم من عدم تسجيل إصابات بين الإكلام.
- تطبيق مدونة السلوك بشأن الصيد المسئول ( الفقرة 9 – تنمية الاستزراع المائي) الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة.
- تطبيق مدونة ممارسات إدخال ونقل الكائنات البحرية وتوصيات الاستزراع المائي المستدام الصادرة عن اجتماع التنوع البيولوحي.
- لقد استعمر القوقع الياباني، بشكل غير مقصود، المناطق الساحلية في العديد من الدول التي يستزرع فيها. لذلك قد ينظر لهذا الكائن على أنه كائن وبائي تحت ظروف بيئية معينة.
ساحة النقاش