<!--[endif]-->
طرق التربية
يجري تخزين يرقات وإصبعيات البوري في كثير من الدول في البحيرات الداخلية والمستودعات المائية لدعم المصايد الطبيعية (المصايد القائمة على الاستزراع). فقد تم نقل هذه الزريعة إلى بحيرة قارون بالفيوم في مصر منذ عشرينيات القرن الماضي، وإلى البحر الأسود وبحر قزوين في روسيا منذ الثلاثينيات.ويجري استزراع البوري عادة في النظام المختلط شبه المكثف في الأحواض الأرضية أو الحظائر السمكية في المياه الساحلية الضحلة. كما يمكن استزراع البوري بنجاح في نظام مختلط يحتوي على الكارب الشائع، كارب العشب، الكارب الفضي، البلطي النيلي، سمك اللبن؛ في المياه العذبة، المياه معتدلة الملوحة والمياه المالحة. وقبل تخزين الأسماك في الأحواض يجري تجهيز هذه الأحواض عن طريق التجفيف، الحرث والتسميد بروث الأبقار بمعدل 2,5-5 طن للهكتار. بعد ذلك تملأ الأحواض بالماء حتى عمق 25-30 سم ويظل هذا العمق لمدة سبعة أيام ليتم تكوين الغذاء الطبيعي ثم يزيد عمق الماء في الأحواض إلى 1,5-1,75 سم، وتنقل الأسماك إليها. ويتم الحفاظ على إنتاجية الماء (يتم قياسها من خلال قرص سيكي) من خلال إضافة روث الدواجن و/ أو السماد الكيميائي. كما يتم الإبقاء على مستوى الأكسجين باستخدام أنواع مختلفة من أجهزة التهوية، خاصة بعد غروب الشمس. كذلك يتم إضافة العلف المصنع إلى الأحواض شبه المكثفة لتغطية الاحتياجات الغذائية للكارب والبلطي التي تربى في نفس الأحواض مع البوري.تستمر فترة تسمين البوري حوالي 7-8 شهور. وإذا تمت تربية البوري في النظام المنفرد (وحيد النوع) فربما يكون التسميد كافيا لسد احتياجاته الغذائية. وقد ثبت في كثير من الأحيان أن البوري يتغذى على روث الدواجن مباشرة مما يؤدي إلى إنتاج جيد. ويتم عادة قياس معدل النمو؛ وإذا كان هذا المعدل منخفضا تضاف نخالة القمح و/ أو نخالة الأرز يوميا بمعدل 0,5-1 في المائة من وزن الأسماك لسد العجز في الغذاء الطبيعي. وعند تربية البوري في نظام مختلط فإنه يربى عادة مع البلطي، الكارب الشائع والكارب الفضي. ولذلك فإن برامج التسميد والتغذية تأخذ في اعتبارها جميع هذه الأنواع؛ علما بأن البوري يتغذى على الغذاء الطبيعي، المواد المتحللة وبقايا العلف.وعند أقلمة البوري عند الملوحة المناسبة، وتخزينه عند وزن يبلغ 10-15 جم للسمكة، بمعدل 6175- 7410 سمكة للهكتار، يمكن الحصول على محصول يبلغ 4,3-5,6 طن للهكتار. أما في حالة التربية المختلطة مع البلطي النيلي والكارب، تخزن إصبعيات البوري بمعدل 2470 - 3705 إصبعية للهكتار مع 1850 - 2470 للهكتار من الكارب الشائع (100 جم) و 61750 - 74100 من إصبعيات البلطي النيلي (10-15 جم) للهكتار. ويتراوح الحصاد عادة بين 20-30 طن/هكتار /محصول، منها 2-3 طن من البوري.ويصل متوسط وزن أسماك البوري بعد 7-8 شهور من التربية في أي من أنظمة الاستزراع في المناطق شبه الاستوائية إلى 0,75-1,75 كجم. كما قد تستمر تربية البوري لسنة ثانية اعتمادا على حاجة السوق؛ حيث يتم تسويق البوري في بعض الدول عند وزن 1,5 كجم أو أكبر. وتظل الأسماك في نفس الأحواض خلال موسمي التربية حيث تقضي فترة التشتية حتى الربيع والصيف التالي إلى أن تصل إلى ذلك الحجم. ويتوقف اختيار نظام الاستزراع على احتياجات واقتصاديات السوق.يتغذى البوري في النظام المنفرد على الغذاء الطبيعي ومخلفات مطاحن الحبوب ومخلفات مضارب الأرز. أما في النظام متعدد الأنواع يتم إنتاج العلف الصناعي إما في مصانع متخصصة في إنتاج العلف السمكي، أو، في معظم الأحيان، في مصانع أعلاف الدواجن التي تحتوي على خطوط لإنتاج أعلاف الأسماك. ويتم تصنيع الأعلاف طبقا للاحتياجات الغذائية للأنواع الرئيسية المستزرعة (مثل البلطي والكارب الشائع).
نظم الحصاد
يمكن أن يكون الحصاد جزئيا في الأحواض أو الحظائر الشبكية. كما يجري الحصاد اليومي، طبقا لاحتياجات السوق، باستخدام شباك خيشومية ذات فتحات مناسبة. يتم فرد هذه الشباك بشكل متعرج بطول الحوض عند غروب الشمس، ثم تجمع الأسماك عند الصباح الباكر.وفي النظام شبه المكثف يتم الحصاد عن طريق التجفيف الكلي للأحواض في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء. وفي هذه الحالة تنجرف الأسماك مع تيار الماء إلى حفرة خرسانية للحصاد تقع عند مخرج صرف الحوض. كما يمكن استخدام شبكة جرف لجمع الأسماك التي لم تصل لحفرة الحصاد.
التصنيع والتداول
تم تجميع الأسماك من حفرة الحصاد عن طريق الجرف ثم تنقل إلى صناديق بلاستيكية، وتغسل في ماء جاري ثم تفرز طبقا للنوع والحجم بواسطة طاولة فرز. توزن الأسماك المفروزة وتعبأ في صناديق بلاستيكية مع ثلج مجروش أو رقائق من الثلج. يجري تسويق البوري في منطقة البحر المتوسط طازجا أو مبردا. وتباع الأسماك صحيحة أو منزوعة الأحشاء. وتسوق الأسماك يوميا وتستهلك طازجة ولا تحفظ في الثلج لأكثر من يوم واحد. وأسماك البوري المعمرة تعتبر منخفضة الجودة ولذلك لا تباع بأسعار جيدة في العادة. كما أن أسماك البوري المجمدة تعتبر منخفضة القيمة في منطقة البحر المتوسط. ويمكن حفظ البوري بالتمليح واستهلاكه مملحا.
تكاليف الإنتاج
تتفاوت تكاليف الإنتاج تفاوتا كبيرا طبقا لنظام الاستزراع، المنطقة والتكنولوجيا المستخدمة، وكذلك عما إذا كانت الزريعة المستخدمة ناتجة من المفرخات أم لا، أو أن نظام الاستزراع المستخدم هو نظام وحيد النوع أم متعدد الأنواع. ففي مصر يبلغ سعر إصبعية البوري البالغة 10 جم والناتجة من المفرخات 0,3 دولار أمريكي، بينما يبلغ سعر الإصبعية المساوية لها في الوزن ولكنها مصادة من البيئة الطبيعية 0,1-0,2 دولار أمريكي. وقد تكون هذه الأسعار مختلفة في مناطق أخرى يكون فيها جمع الزريعة من الطبيعة محظورا، أو يكون إنتاج المفرخات فيها مستقرا. وتبلغ تكلفة إنتاج 1 كجم من البوري في مصر 0,75-1 دولار أمريكي.
الإحصاءات
إحصائيات الانتاج العالمى للفش المستزرع
(FAO Fishery Statistic)
مصر هي أكبر منتج للبوري المستزرع في العالم، وقد ازداد إنتاجها زيادة شديدة خلال الفترة من 1998-2003. كما أن جمهورية كوريا، إيطاليا، تايوان وإسرائيل تنتج كميات جوهرية من البوري
السوق والتجارة
أسماك البوري لها سوق جيدة في بعض الدول، خاصة دول جنوب حوض البحر المتوسط. كما أنه يستهلك في العديد من الدول الآسيوية. إلا أنها أسماك غير مرغوبة في العديد من الدول الأخرى مثل الدول التي تقع خارج حوض البحر المتوسط ودول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ومعظم، إن لم يكن كل، البوري المستزرع يستهلك في الدول المنتجة، حيث إن الطلب عليه في تزايد؛ ولكن لا توجد سوق تصديرية للبوري. ويستهلك البوري عادة طازجا، كما أن البوري المملح والمخمر يعتبر غذاء مرتفع القيمة في مصر وبعض الدول العربية الأخرى.
الوضع والاتجاهات
لقد ارتفع إنتاج البوري المستزرع من 600 25 طن في عام 1997 إلى 000 147 طن في عام 2003. ومعظم هذه الزيادة هي نتيجة لزيادة إنتاج البوري في مصر، حيث أنها أكبر المنتجين (92 في المائة من الإنتاج العالمي في عام 2003). أما الدول المنتجة الأخرى (كوريا، تايوان، وإسرائيل) فلا يوجد توجه معين للإنتاج فيها.ويعتبر التوسع المستقبلي في استزراع البوري محدودا، نظرا لأنه يعتمد في الأساس على الزريعة التي يتم جمعها من المياه الطبيعية. فمصر، التي تعتبر أهم الدول المنتجة، تمتلك فقط مفرخا تجريبيا واحدا للبوري، ينتج عدة مئات من الآلاف من اليرقات سنويا. وعلى الرغم من أن معظم إنتاج البوري في إيطاليا يعتمد على اليرقات الناتجة من المفرخات، فإن قلة الزريعة المتاحة يحد من التوسع في هذا النشاط. ولذلك فإن مستقبل استزراع البوري غير واضح، مما أدى إلى خفض الاستثمارات في هذا النشاط. ومع ازدياد الرغبة في تربية الكائنات المائية للتصدير، فإن استزراع البوري بسوقه التصديرية المحدودة أصبح أقل جاذبية، وأصبح إحلاله بأنواع ذات قيمة تسويقية أعلى توجها عاما.
موضوعات أساسية
اعتمد استزراع البوري اعتمادا أساسيا على جمع اليرقات من المياه الطبيعية، مما يؤثر على المصايد الطبيعية لهذه الأسماك. فالدول التي يتم فيها تجميع الزريعة تحدث فيها مشاكل اجتماعية بسبب التنافس على المورد بين مزارعي الأسماك والصيادين. كما أن استزراع البوري يمارس أيضا في مناطق كانت في السابق أجزاء من مناطق الصيد الطبيعية.
ممارسات الاستزراع
لا يسبب الاستزراع التقليدي للبوري أثارا بيئية سلبية جوهرية. أما القضايا المتعلقة بالاستزراع المائي المسئول فهي ضرورة:
- تجنب الآثار الناجمة عن جمع الزريعة من المصادر الطبيعية لاستخدامها في الاستزراع السمكي؛ أي أن الحاجة ماسة لتطوير مفرخات تجارية للبوري.
- تطوير أنظمة الإنتاج بهدف زيادة معدل إعاشة اليرقات، مما يقلل من الضغط على المخزونات الطبيعية.
- تحسين إدارة الاستزراع المائي لخفض الآثار السلبية للاستزراع المكثف على البيئة.
- حماية مناطق الصيد الحرفي التي يمكن أن تتأثر سلبيا بسبب التوسع في الاستزراع المائي في السواحل واللاجونات الساحلية.
- الالتزام بمدونة منظمة الأغذية والزراعة حول الصيد المسئول لضمان أن يظل استزراع البوري مستداما ومسئولا.
ساحة النقاش