في إطار الجهود الدولية المتواصلة للوقوف علي تطورات الاوضاع في ليبيا,قدمت أمس الولايات المتحدة مشروع قرار امام مجلس الامن الدولي للافراج عن1.5 مليار دولار من الاصول الليبية المجمدة في البنوك الامريكية لتوفير مساعدات انسانية للشعب الليبي و دعم المجلس الانتقالي.
وهو اقتراح عطلته جنوب افريقيا علي مدي اسابيع لأنها ترفض تمويل حكومة المعارضين. وينص مشروع القرار الامريكي علي ان هذه الاموال, التي جمدتها الحكومة الامريكية علي اساس عقوبات الامم المتحدة التي صدرت ضد نظام القذافي في فبراير الماضي,ليست للاستخدام في اغراض عسكرية.
وينص مشروع القرار-الذي قدم للجنة العقوبات علي ليبيا- علي أن لا شيء من الاموال التي سيتم الإفراج عنها وفقا لهذا القرار سنستخدم لشراء اسلحة أو معدات عسكرية أو أي نشاط آخر متصل بالاغراض العسكرية. ولم يتم التصويت علي مشروع القرار, لكن دبلوماسيين قالوا انه قد يجري التصويت عليه اليوم.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست قد قال في وقت سابق ان حكومة الرئيس باراك اوباما تريد الافراج عن هذه الاموال لتوفير المساعدات الانسانية والدعم للمجلس الوطني الانتقالي الذي يسيطر علي معظم اجزاء ليبيا الآن بفضل المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة مؤخرا.
وقد تسبب رفض جنوب افريقيا في منع لجنة العقوبات من الموافقة علي المشروع الامريكي, حيث طالبت جوهانسبرج مجلس الامن بتأجيل التصويت علي هذا القرار إلي أن يعترف الاتحاد الافريقي بالمجلس الانتقالي الليبي, ولكن الولايات المتحدة منحت جنوب افريقيا24 ساعة لتغيير موقفها و إلا عرضت مشروع القرار للتصويت في مجلس الامن حيث لا يتطلب اقرار القرار موافقة جميع الاعضاء كما الحال في لجنة العقوبات.
وقال باسو سنجق مندوب جنوب افريقيا لدي الامم المتحدة ان بلاده كانت قلقة من ان تمويل المجلس الوطني الانتقالي قد يعني الاعتراف به وهو شيء لم يفعله الاتحاد الافريقي بعد. وقال ان بريتوريا تنتظر اجتماعا للاتحاد الافريقي يعقد خلال ساعات قبل ان تقرر التخلي عن اعتراضاتها.
وتقول جنوب افريقيا انها لا تعارض تخصيص500 مليون دولار- من اجمالي1.5, مليار دولار- بشكل مباشر للمنظمات الانسانية الدولية, ولكنها ترفض الاقتراح الامريكي لتسليم مليار دولار أخري لمشترين من جهة ثالثة لتوفير امدادات وقود وسلع انسانية اخري هناك حاجة شديدة لها وترفض ايضا ما يصفه القرار بآلية دولية لتوفير الخدمات الدولية.
من جانبها, أعربت بريطانيا عن أسفها لرفض جوهانسبرج مشروع القرار الامريكي,وقال ليام فوكس وزير الدفاع البريطاني في حوار مع هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي ان قرار جنوب افريقيا مخيب للآمال و لابد من ان تعيد النظر فيه.وأضاف انه اذا كانت جوهانسبرج قد طالبت العالم كله في مرحلة من تاريخها بمساعدتها لمحاربة التمييز العنصري فعليها الآن الوقوف بجانب الشعب الليبي.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان رئيس الوزراء طالب نظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما بالعدول عن موقف بلاده الرافض لمشروع القرار الامريكي, وقال المكتب في بيان ان كاميرون و زوما اتفقا علي ان ليبيا لديها الآن فرصة الانتقال الي حكومة ديمقراطية بشكل سلمي وناقشا سبل دعم تلك المرحلة الانتقالية من قبل المجتمع الدولي.
وفي الاطار ذاته,اجتمع امس وزراء خارجية أكثر من30 دولة ـ من بينها مصر ـ في اسطنبول فيما يعرف باجتماع مجموعة الاتصال لبحث سبل مساعدة المعارضة الليبية في مرحلة ما بعد القذافي و الافراج عن مليارات الاموال والاصول الليبية لمساعدة المجلس الانتقالي في ادارة البلاد. فقد توجه وفد دبلوماسي مصري برئاسة السفير أيمن مشرفة نائب مساعد وزير الخارجية المصرية للشئون الليبية والمغرب العربي إلي اسطنبول للمشاركة في اجتماع مجموعة الاتصال, وذكر مشرفة, قبل مغادرته القاهرة, أن مصر ستؤكد خلال أعمال الاجتماع دعمها واستعدادها لدعم المجلس الوطني الانتقالي الليبي وتلبية طلباته لدعم ليبيا واستقرارها, خصوصا أن مصر وافقت بالفعل علي تلبية مطالب المجلس وهي الاعتراف به ممثلا عن الشعب الليبي وتسليم السفارة والمندوبية الدائمة للمجلس.
من ناحية أخري,أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست ان واشنطن لا تملك أية معلومات حيال فرار محتمل لمعمر القذافي من بلاده. وقال ايرنست نثق في المجلس الوطني الانتقالي الليبي, محذرا مع ذلك من أن تشكيل مؤسسات جديدة بعد42 عاما من حكم القذافي ليس سهلا قائلانحن مرتاحون للموقف الذي تبناه الثوار حتي الآن.
وفي غضون ذلك,أكد نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج في حوار مع تليفزيون سكاي انه يود اعادة المدان في حادث لوكيربي عبد الباسط المقرحي الي السجن مرة اخري بعد الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وقال كليج رأيي الشخصي هو انني أود ان أري المقرحي خلف القضبان لانه أيا كان ما تعتقده, فهو شخص مدان في محكمة في واحدة من أكثر الاعمال الارهابية فظاعة التي شهدها هذا البلد علي الاطلاق.
وعلي الصعيد ذاته,أكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ـ خلال زيارة له في مدينة دنفر الامريكية-مجددا التزام المنظمة الدولية بمساعدة ليبيا.وذلك في الوقت الذي يستعد فيه بان لاستضافة اجتماع لعدد من المنظمات الاقليمية اليوم لبحث الاوضاع بعد سقوط القذافي.
وفي السياق ذاته,قال السفير الكوري الجنوبي لدي طرابلس جودي سيك امس إنه يبدو أن القوات العسكرية المعارضة في ليبيا تقترب من الإطاحة بالعقيد معمر القذافي, الذي ظل يحكم لمدة طويلة, لكن من السابق لأوانه الإعلان عن النصر في الدولة التي مزقها الصراع. وأضاف السفير في مقابلة أجرتها معه وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إنه بالرغم من سقوط طرابلس في يد الثوار, فإن الوضع في ليبيا لم يستقر بعد. من ناحية أخري,أعلنت الخارجية الإيطالية امس إطلاق سراح الصحفيين الإيطاليين الأربعة الذين كان تردد أن كتائب موالية للعقيد معمر القذافي اختطفتهم في ليبيا.
ساحة النقاش