في الوقت الذي يحشد فيه الشارع الإسرائيلي قواته استعدادا لمليونية سبتمبر المقبل, أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن بلاده لابد وأن تتوصل إلي حلول ملموسة لموجة الاستياء الاجتماعي.
وقال نيتانياهو في بداية الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة. إننا نعتزم التوصل إلي حلول ملموسة للمشاكل الملموسة المتمثلة في غلاء المعيشة وسد الفجوات في إسرائيل.
إلا أنه حذر من أننا نريد التوصل لحلول سليمة من الناحية الاقتصادية, حيث إنه إذا ما انتهي بنا الأمر إلي الإفلاس أو مواجهة انهيار اقتصادي, وهو الواقع الذي تجد فيه نفسها بعض الاقتصادات الرائدة في أوروبا اليوم, فإننا لن نتمكن من حل المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية.
ووفقا لبيان صدر عقب الاجتماع, أبلغ نيتانياهو وزراء حكومته بأنه أعطي تعليمات للبروفيسور مانويل تراختنبرج رئيس اللجنة المكلفة بدراسة الاحتجاج الشعبي الاجتماعي والاقتصادي والمكونة من22 عضوا بتقديم حلول واقعية خلال سبتمبر المقبل بأسرع وقت ممكن, لكن ليس بشكل متعجل للغاية.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن تفاصيل زيارة تراختنبرج المفاجئة لمخيم للمعتصمين في تل أبيب في وقت متأخر من مساء أمس الأول, حيث سعي خلالها إلي التواصل مع المتظاهرين المعتصمين في مخيم كيكار هامدينا, معربا عن إعجابه بالصحوة السياسية التي أدت لاندلاع تلك الاحتجاجات علي حد تعبيره, لكنه طالبهم في الوقت نفسه بأن يتبادلوا الأدوار معه للحظة والتفكير في كيفية تنفيذ مطالبهم من موقعه.
وقال إن حدوث التغييرات الإجتماعية والاقتصادية المنشودة يحتاج لأسابيع قليلة, مضيفا أن مبادرات التوصل لتلك التغييرات يمكن أن تنجح في الفترة الراهنة بعد أن تسببت حركة الاحتجاجات في حدوث زخم في الساحة العامة.
ويبدو أن دفع الحكومة لبحث سبل تخفيف أعباء المعيشة لن يكون المكسب الوحيد للاحتجاجات, حيث أجبرت المظاهرات الغاضبة حكومة نيتانياهو علي بحث تقليص الميزانية المخصصة لـالعسكر, فلأول مرة في تاريخ إسرائيل تضطر حكومة مدنية إلي المساس بما يعتبر من المحرمات وهو تقليص ميزانية وزارة الدفاع.
فعلي الرغم من أن مظاهرات السبت الثاني التي خرجت في18 مدينة إسرائيلية لم يشارك فيها سوي80 ألف مواطن مقارنة بالتي سبقتها والتي شارك فيها300 ألف, فإن قادة حركة الاحتجاج حققوا نجاحا بارزا بدفعهم حركة الاحتجاج إلي الضواحي.
ساحة النقاش