رغم الضغوط والإدانات الدولية لسوريا والعقوبات المتواصلة علي دمشق, صعد الجيش السوري عملياته العسكرية وأعمال القمع للمدنيين في مدن حماة ودير الزور وبعض من القري الواقعة علي الحدود مع تركيا.
وكشفت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان عن أن ما لا يقل عن خمسين شخصا لقوا حتفهم- أمس- عندما هاجم الجيش السوري بعض ضواحي مدينة حماة وسط البلاد,مشيرة إلي أن ثمانية أطفال كانوا بين الضحايا, دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن هذه العملية جاءت ختاما لحملة عسكرية قاسية علي حماة استغرقت10 أيام. ونقلت عن شهود عيان أن أعدادا كبيرة من المدرعات وناقلات الجنود شوهدت وهي تترك حماة أمس.
وفي دير الزور شمال شرق سوريا, شن الجيش السوري حملة اعتقالات واسعة لناشطين في عدد من أحياء المدينة, وذلك عقب يوم دام سقط خلاله17 مدنيا في هذه المدينة وحدها في عمليات للجيش السوري.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء الجبيلة والموظفين في مدينة دير الزور تشهد منذ صباح أمس إطلاق نار كثيفا من رشاشات ثقيلة وانفجارات, مشيرا إلي أن أهالي المدينة يشعرون بالخوف والذعر من قيام الجيش بعملية اقتحام جديدة بدير الزور.
واتسع نطاق العمليات العسكرية ليشمل بلدتين في شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا, وذلك بعد يوم من حث أنقرة الرئيس السوري بشار الأسد علي الكف عن قتل المدنيين. وقال المرصد السوري إن امرأة قتلت عندما اقتحمت12 دبابة وعربة مصفحة وعشر حافلات كبيرة محملة بالجنود بلدة تفتناز الواقعة علي بعد30 كيلومترا عن الحدود مع تركيا, فضلا عن هجوم مماثل علي بلدة سرمين الحدودية.
واتخذت القوات المسلحة التركية- من جانبها- تدابير أمنية مشددة علي طول الشريط الحدودي التركي- السوري بهدف متابعة عبور اللاجئين السوريين للأراضي السورية اضافة الي فرض مراقبة مشددة تحسبا من تسلل المتمردين الأكراد الي داخل الاراضي التركية في حال حدوث هجرة جماعية. وذكرت صحيفة صباح التركية أن الوحدات التركية المرابطة علي الشريط الحدودي بدأت في تلقي تدريبات خاصة لمواجهة زحف السوريين المحتمل دون استخدام القوة المفرطة.
وفي سياق آخر, نقلت صحيفة سعودية عن رئيس جمعية حقوق الإنسان السعودية الدكتور مفلح القحطاني أنباء عن اعتقال عشرات من المواطنين السعوديين في سوريا بسبب جنسيتهم السعودية, وذلك بعد الموقف السعودي الذي عبر عنه خادم الحرمين برفضه وادانته للمذابح التي يرتكبها النظام في دمشق ضد شعبه.
وعلي الصعيد الدولي, حذرت المانيا الرئيس السوري بشار الأسد من عواقب رفضه للحوار مع الشعب السوري واستمراره في الاعتماد علي استخدام العنف.
ودعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري الايراني علاء الدين بروجوردي- من جانبه- الي عدم اعطاء الذريعة للتدخل العسكري في الساحة السورية.
وأوضح المسئول الايراني خلال مؤتمره الصحفي بالقاهرة مساء أمس الأول أن بلاده تؤيد بشكل كامل نظرية أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي بشأن الذهاب لسوريا والحديث مع الأشقاء السوريين من أجل التقدم في مسار الاصلاحات هناك.
ساحة النقاش